إيلاف: أعلنت شرطة العاصمة البريطانية عن حظر تجول في الساعة الخامسة مساء اليوم السبت، وذلك في إطار قواعد جديدة في محاولة لمنع أية أعمال عنف محتملة في احتجاجات لحركة "حياة السود مهمة".

وتعهدت الشرطة بأنه "لن يتم التسامح" بعد مسيرات العنف التي شهدها الأسبوع الماضي، تزامنا مع إلغاء القادة حركة (حياة السود مهمة – BLM) مسيرة مخطط لها في حديقة هايد بارك بعد ظهر اليوم السبت بسبب مخاوف من أنها قد تؤدي إلى اشتباكات مع الجماعات اليمينية المتطرفة، لكن الشرطة قالت إن العديد من الاحتجاجات لا يزال مقررًا في العاصمة.

استندت الشرطة في إجراءاتها المشددة الجديدة، إلى المادة 12 من قانون النظام العام، الذي كانت هددت وزيرة الداخلية بريتي باتيل يوم الجمعة باستخدامه في وجه أعمال العنف.

مسيرات في مدن بريطانية
ستنفذ الحركة المناهضة للعنصرية التي كانت دشنت مسيراتها في الأسبوع الماضي احتجاجًا على مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد تحت ركبة شرطي أميركي أبيض، مسيرات اليوم السبت مدن نيوكاسل، ليفربول، ساوثبورت، تامورث، روزبيري، باري، ريدينغ، سلاو، كرويدون، تشيلمسفورد، كينغز لين وهيميل هيمبستيد. كما ستنفذ يوم الأحد مسيرات احتجاجية في مدن ليدز وشيشام وتلفورد.

وفي بيانها، أبلغت الشرطة المتظاهرين في لندن أنهم يجب أن يغادروا الشوارع بحلول الساعة الخامسة مساء اليوم. وقالت إن مثل هذا التقييد هو محاولة لتجنب تكرار الاشتباكات العنيفة التي وقعت في الأسبوع الماضي مع الشرطة خلال احتجاجات "الحياة السوداء".

الاحتجاجات لا تبرئ بريطانيا من العنصرية

وقد تم رفع التماثيل في ساحة البرلمان وتغطيتها لمنع استهدافه، كما حدث في الأيام الأخيرة. كما سيتعين على المتظاهرين الالتزام بمسار المسيرة المخطط له والذي من المنتظر أن يمتد من هايد بارك إلى وايتهول (مقار الحكومة البريطانية).

وفي وايتهول سيكون هناك حاجز للشرطة، حيث طلب المتظاهرون البقاء على جانب واحد والمتظاهرين المضادين من جهة أخرى.

الطرف الأغر
وكان الآلاف تجمعوا يوم الجمعة في ميدان الطرف الأغر (ترافلغار) في قلب لندن، تحديًا لأمر رئيس الوزراء بوريس جونسون بالابتعاد عن الاحتجاجات التي تكسر البعد الاجتماعي المحكوم و "اختطفها للأسف المتطرفون العازمون على العنف".

كما تعرض عمدة لندن صادق خان لانتقادات بسبب قراره تغطية تماثيل العاصمة بما في ذلك تمثال ونستون تشرشل لحمايتها من المتظاهرين- في خطوة يقول النقاد إنها تنحني إلى "حكم الغوغاء" بعدما أسقط المتظاهرون في مدينة بريستول في نهاية الأسبوع الماضي تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون ورموه في النهر.

وقال قائد شرطة العاصمة البريطانية باس جاويد إنه يتفهم عمق شعور المتظاهرين، لكنه طلب من الناس عدم القدوم إلى لندن بينما لا تزال قواعد الإغلاق سارية.

وقال "إذا كنت تخطط للمجيء إلى لندن، فإنني أدعوك مرة أخرى على إعادة النظر، ولكن إذا كنت لا تزال عازمًا، فيرجى التعرف جيدًا إلى الظروف والشروط التي أعلنت".

وأضاف قائد الشرطة: "من فضلك حافظ على سلامتك من خلال الامتثال لتوجيهات الحكومة بشأن الإبعاد الاجتماعي". ووعد برد "قوي" على أي اضطراب في الاحتجاجات في نهاية هذا الأسبوع.

حماية الناس
وقال السيد جاويد "حماية الممتلكات وحماية الناس، وخاصة ضباط الشرطة، مهمة حقًا ولن يتم التسامح مع الإجرام". وتابع: "الحقيقة هي أن عددًا صغيرًا جدًا من الأشخاص في نهاية الأسبوع الماضي لجأوا إلى العنف".

واستدرك قائد شرطة العاصمة: "ولكن من الطبيعي أن هذا هو ما يبدو أنه حصل على الجذب على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام".

وقفة احتجاجية في ميدان الطرف الأغر في قلب لندن

وقال: "كان عدد كبير من الأشخاص الذين جاءوا إلى لندن مسالمين. لقد تظاهروا بطريقة سلمية ومعقولة للغاية، في ظل الظروف الحالية. لكن أولئك الذين يأتون بقصد أو يمكنهم الانجرار إلى العنف عندما يأتون إلى لندن، لن يتم قبول ذلك ولن يتم التسامح معهم".

يشار إلى أن مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في المملكة المتحدة اعلن يوم الجمعة إنه تم اعتقال أكثر من 130 شخصًا خلال ما يقرب من 200 تظاهرة في أنحاء بريطانيا منذ وفاة الأميركي الأسود فلويد، كما أصيب أكثر من 60 ضابط شرطة.