نصر المجالي: أعلن في دكا، عن وفاة الطيار المقاتل الوحيد في التاريخ الذي خدم لصالح أربعة جيوش مختلفة، وشارك في حرب يوليو 1967 وأسقط ثلاث مقاتلات إسرائيلية وأصاب رابعة.

وفي الوقت الذي نعت فيه بنغلادش يوم الأحد الماضي، الطيار المقاتل سيف الله أعظم، صدر بيان نعي له، تزامنا، من القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، حيث كان في ستينيات القرن الماضي أحد طياري سلاح الجو الملكي الأردني.

وكان الطيار المقاتل أعظم، في ستينيات القرن الفائت في خدمة سلاح الجو الباكستاني، وتم تعيينه في عام 1966 مستشارا ومدربا في سلاح الجو الملكي الأردني، حيث في تلك الفترة شارك في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 تحت قيادة الأردن ثم العراق.

الطيار سيف الله أعظم (هندي باكستاني بنغالي)

ولد سَيْف الله أعظم في بابنا في الهند عام 1941 في عهد الحكم البريطاني، لعائلة مسلمة وعاش في كالكتا حتى العام 1947 ثم هاجر مع عائلته إلى باكستان بعد قرار تقسيم شبه القارة الهندية وإنشاء باكستان، والتحق بكلية تدريب تابعة لسلاح الجو الباكستاني عام 1958 وتخرج فيها عام 1960 ليعين طيارا.

ثم التحق بدورة تدريبية للطيران العسكري في ولاية أريزونا الأميركية احترف خلالها الطيران بطائرة F-86 Sabre، ثم عاد ليطير بنفس الطائرة في سلاح الجو الباكستاني عام 1963.

الوظائف والمسؤوليات

عين مدربا للطيران في قاعدة موريبور الباكستانية عام 1963، ثم شارك في الحرب الباكستانية الهندية عام 1965 ضمن السرب السابع عشر الذي نجح في تنفيذ هجمات ضد أهداف هندية، وحاصرته طائرتان هنديتان في الجو ونجح في إسقاط إحداهما والعودة سالما لقاعدة سارجودا الجوية، وبعد الحرب رقي قائدا للسرب الثاني في سلاح الجو الباكستاني عام 1966.

وفي نهاية العام 1966 عين مستشار السلاح الجو الملكي الأردني وحلق بطائرة (هوكر هنتر) التابعة للسرب الأول في سلاح الجو الملكي الأردني وشارك في حرب العام 1967 ضد الطائرات الإسرائيلية وأسقط إحداها وأصاب أخرى.

شهادات عسكرية وتكريم

وبعد تدمير الطيران الإسرائيلي لعدد من الطائرات الأردنية بهجوم على قاعدة المفرق الجوية انتقل أعظم لسلاح الجو العراقي وحلق بطائرة (هوكر هنتر) ونجح بإسقاط طائرتين إسرائيليتين في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.

في العام 1969 عاد سيف الله أعظم إلى باكستان الشرقية وعين قائد سرب ليطير بطائرة Shenyang F-6 الصينية، وبعد استقلال باكستان الشرقية (بنغلاديش) عام 1971 عين أعظم مديرا لأمن الطيران في سلاح الجو البنغالي ثم رقي لمدير العمليات فيه وقائدا لقاعدة داكا الجوية عام 1977، وتقاعد عام 1980 عين مديرا لهيئة الطيران المدني البنغالية لفترتين، ثم انتخب عضوا في البرلمان البنغالي بين العامين 1991 و1996، وافتتح شركة لتزويد معدات الطيران والتجارة عام 1996.

سيف الله أعظم مع الطيار الأردني موفق بدر سلطي

الجوائز والأوسمة

حصل الطيار المقاتل أعظم على "وسام الشجاعة" من سلاح الجو الباكستاني بعد مشاركته في الحرب ضد الهند عام 1965، وحصل على "وسام الاستقلال" من سلاح الجو الملكي الأردني تقديرا لمشاركته في حرب عام 1967. كما نال "نوط الشجاعة" من سلاح الجو العراقي تقديرا لمشاركته في نفس الحرب، وقد كرمه الجيش الأميركي عام 2000 بتضمين اسمه بقائمة أفضل 22 طيارا على قيد الحياة "قائمة النسور الأحياء".

وبعد تقاعد الطيار أعظم من الخدمة العسكرية في بنغلادش عمل مديراً لشركة (ناتاشا) التجارية والتي تعني بشؤون الطيران وكان يدير مع زوجته نيشات وكالة سياحة وسفر، ولديه ثلاثة أبناء.

سيف الله أعظم امام طائرته