يؤكد علماء أن لدى الطيور لهجات "موسيقية" متنوعة، وأن هذه اللهجات تختلف باختلاف المناطق والثقافات.

إيلاف: ترى الدكتورة لورا موليز، وهي عالمة بيئة نيوزيلندية متخصصة في لهجات الطيور، أنه في حين أن بعض الطيور تولد وهي تعرف كيف تغني فطريًا، فإن العديد منها يحتاج تعلم كيفية الغناء من قبل الطيور البالغة.

تشير موليز إلى أنه عندما تقوم الطيور الصغيرة بإعادة الغناء وراء الطيور البالغة، فإن بعضها قد يخطئ، ما قد يؤدي إلى تطور لهجات مختلفة، ومع هجرة كل طائر إلى مكان مختلف في ما بعد، تصبح لكل من هذه الأماكن لهجة خاصة بطيورها فريدة من نوعها.

تستشهد موليز بتقرير لـ"سي إن إن" يقول إن التحدث بلهجة معيّنة يمكن أن يزيد من فرص الطائر في العثور على رفيق. تضيف: "مثلما يمكن أن تختفي اللهجات البشرية في بعض الأحيان في ظل العولمة، يمكن أن تتشكل لهجات الطيور أو يتم فقدانها مع نمو المدن".

أما عالم الطيور الأميركي دونالد كرودزما فيلفت إلى أن لهجات الطيور تختلف باختلاف المناطق والثقافات. يضيف: «لقرون عدة، ألهمت أغاني الطيور الشعراء والموسيقيين، لكن منذ خمسينيات القرن الماضي، بدأ العلماء بالفعل في الاهتمام بلهجات الطيور».

يوضح متابعًا أن «أحد رواد هذا المجال كان عالم سلوكيات الطيور البريطاني بيتر مارلر، الذي أصبح مهتمًا بالموضوع عندما لاحظ أن أصوات تغريد الطيور في المملكة المتحدة بدت مختلفة في كل وادٍ من وديان البلاد. وفي البداية، قام ميلر بتدوين أغاني الطيور يدويًا، ثم قام في وقت لاحق، باستخدام السونوغرام (جهاز يعمل بالموجات فوق الصوتية)، للحصول على نتائج أكثر دقة».

بحسب عالم الطيور ديفيد لوثر، فقد أجرى علماء عدة تجربة على عدد من الطيور الصغيرة عن طريق وضعها في غرف عازلة للصوت لمعرفة ما إذا كانوا قادرين على الغناء. فوجدوا أن بعض الطيور - تلك التي تتعلم أغانيها من قبل الطيور البالغة - لم تتمكن من الغناء على الإطلاق، في حين أنه في الطيور الأخرى، كان الغناء فطريًا.

نبه العلماء إلى أن هذا الاختلاف في اللهجات قد ينتج منه بعض المشكلات الخاصة بالتزاوج عند هجرة الطيور من مكان إلى مكان، حيث قد تجد الطيور الموجودة في منطقة ما صعوبة في فهم الطيور الوافدة إليها من منطقة مختلفة.