نصر المجالي: أعلنت الحكومة البريطانية التزامها بمساعدة السودان، الذي يواجه أوضاعا تجعله أحد أكثر بلدان العالم هشاشة، في إعادة بناء اقتصاده، واتخاذ الخطوة التالية لتأسيس السلام والديموقراطية.

وجدد وزير شؤون أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية جيمس دادريدج في حديثه خلال مؤتمر متعدد الجنسيات لتقديم التعهدات لمساعدة السودان، الذي عقد يوم الخميس في برلين، التزام المملكة المتحدة بالعمل مع الحكومة السودانية لتحقيق انتقال السودان بنجاح إلى بلد ينعم بالسلام والديموقراطية والازدهار.

وحصل السودان على تعهدات بنحو ملياري دولار مساعدات، وذلك خلال المؤتمر الدولي الذي يهدف لدعم عملية الانتقال في بلد يرزح تحت عبء الديون ويعاني من أزمة اقتصادية خانقة.

وزير شؤون أفريقيا البريطاني جيمس دادريدج

وشاركت باستضافة مؤتمر برلين لمساعدة السودان، افتراضيا الحكومة الألمانية وحكومة السودان والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وتعهدت دول غربية وعربية بمنح السودان هذه المبالغ بهدف مساعدته في التغلب على أزمة اقتصادية تعيق انتقاله إلى الديمقراطية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، حسب ما ذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

إصلاح الاقتصاد

وإلى ذلك، قال داردريدج إن اقتصاد السودان بحاجة إلى إصلاح عاجل، والآثار الثانوية جراء جائحة فيروس كورونا سوف تتسبب بمزيد من الضرر للشعب السوداني.

كما أعلن وزير شؤون أفريقيا اليوم استثمار المملكة المتحدة لمبلغ 150 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في إصلاح اقتصاد البلاد، واستقرار التضخم فيه، والتخفيف من الفقر.

وأشار إلى أن الالتزامات المعلن عنها اليوم تبني على المساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة المتحدة للسودان، ودعمها لجهوده في مكافحة جائحة فيروس كورونا في البلاد.

كما تساعد هذه الالتزامات في استقرار اقتصاد السودان، حيث سوف يتراجع تركيز الإنفاق على إعانات مكلفة وغير فعالة ويتحول إلى التركيز على الرعاية الصحية والتعليم. فمن شأن استقرار الاقتصاد أن يستقطب استثمارات وتجارة أجنبية حيوية يحتاجها السودان ليصبح لديه اكتفاء ذاتي، وليتحول إلى مجتمع ينعم بالسلام والديموقراطية.

وشاركت في مؤتمر التعهدات متعدد الجنسيات دول وشركاء دوليون آخرون، بمن فيهم الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة والنرويج والسعودية والإمارات والسويد وفرنسا، يتعهدون بتقديم الدعم للسودان.

مستقبل السودان

قال وزير شؤون أفريقيا، جيمس دادريدج: إن إعلان المؤتمر هو بمثابة استثمار في مستقبل السودان، ولمساعدة الحكومة السودانية في التعافي من آثار جائحة فيروس كورونا. كما يساعد في بناء مستقبل صحي ومزدهر وينعم بالسلام للشعب السوداني، ويعمّ بفائدته أيضا على المنطقة عموما.

ويشار إلى أن التمويل البريطاني الجديد سوف يُدفع على مدى 12 شهرا، وستتولى الحكومة البريطانية إجراء مراجعة دقيقة لجميع مشاريع التمويل لضمان أن تحقق الفوائد المنشودة للشعب السوداني، وأن تكون مجدية من حيث التكلفة.

كما أن الإعلان خلال مؤتمر التعهدات متعدد الجنسيات هو الأحدث ضمن سلسلة من التعهدات بالتمويل من الحكومة البريطانية للسودان. فقد أعلنت من قبل تقديم 5 ملايين جنيه إسترليني لدعم استجابة السودان لجائحة فيروس كورونا، ومليونين آخرين لمساعدة السودان في منع اجتياح الجراد لأراضيه.