أسامة مهدي: في أول موقف لها من مداهمة القوات العراقية لمقر كتائب حزب الله العراقي الموالية لها فقد نأت طهران بنفسها اليوم عن الحادث معتبرة انه شأن داخلي ورحبت بزيارة الكاظمي لها قريباً.. فيما أعلنت لجنة تنظيم المظاهرات تأجيل مليونية مقررة غدا بسبب انتشار فيروس كورونا الذي قتل لحد الان 13 طبيبا عراقيا واصاب 775 آخرين.

وخلال مؤتمر صحافي في طهران الاثنين وردا على سؤال حول موقف بلاده من اقتحام قوات مكافحة الارهاب العراقية فجر الجمعة الماضي مقر كتائب حزب الله العراقي في بغداد واعتقال 14 من عناصره قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي "ان قضایا العراق متعلقة بالعراقیین انفسهم وان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تتدخل في شؤون العراق الداخلية ولن تبدي الرأي حولها".

المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي

وأضاف أن الحشد الشعبي هو قوات شعبية تشكلت برعاية المرجعية الدينية وتحولت إلى قوة رسمية تابعة للقيادة العراقية. وقال ان إيران على ثقة أن حكومة وشعب العراق بعد الاحداث الاخيرة سيعالجان أمورهما الداخلية بما يحقق الهدوء والاستقرار في هذا البلد.

وعن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران قريبا قال الموسوي " اننا نرحب بأي زيارة لمسؤولي الدول الصديقة إلى طهران وهنالك عدة مقترحات من قبل دول اخرى لزيارة طهران وكذلك زيارة مسؤولينا إلى دول جارة لكن لم يتم الاتفاق النهائي حولها بعد.

وحول القصف المدفعي الايراني والعمليات العسكرية التركية الحالية في شمال العراق أشار الموسوي إلى أنّ إيران على اتصال مع المسؤولين العراقيين في هذا المجال وهم على اطلاع على نشاطات إيران تجاه المجاميع الإرهابية المعروفة في المنطقة.. موضحاً "أن تزامن الضربات التركية والايرانية للارهابيين ربما جاءت من باب الصدفة وعلى أي حال فان جميع دول المنطقة تتحرك بعزم جاد لمكافحة الإرهاب".. في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني بشقيه الايراني والتركي الذي تتواجد له مقرات مسلحين في شمال العراق ويشن عمليات عسكرية من هناك ضد اهداف داخل البلدين.

وكانت قوات مكافحة الارهاب قد داهمت الجمعة الماضي مقرا لكتائب حزب الله الموالية لايران في بغداد واعتقلت 14 من عناصرها حيث كانت تعد لتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ على أهداف مهمة في العاصمة.

وقالت قيادة القوات العراقية المشتركة في بيان صحافي إن هذه الكتائب لاتريد ان تكون جزءاً مِن الدولة والتزاماتها وتسعى إلى البقاء خارج سلطة القائد العام للقوات المسلحة الدستورية والقانونية.وحذرت من خطورة هذا التصرف وتهديده لأمن الدولة ونظامها السياسي الديمقراطي.

وكان الكاظمي حذر الاسبوع الماضي المليشيات التي تقصف مناطق عراقية والتي وصفها بالخارجة على القانون بأنه لن يسمح لها بتهديد استقرار العراق ومستقبله واختطافه لاحداث فوضى.

وعادة ما تقوم المليشيات العراقية المرتبطة بإيران تسليحا وتمويلا وتدريبا تتقدمها كتائب حزب الله بتنفيذ عمليات قصف بصواريخ كاتيوشا لمنطقة الخضراء ومناطق عسكرية تضم خبراء من التحالف الدولي بينهم اميركيان ضمن ضغوط لاخراج القوات الاميركية من البلاد.

كورونا تؤجل مليونية "الخلاص" لمتظاهري الاحتجاجات

فيما أعلن في بغداد عن تزايد اعداد المتوفين والمصابين من ملاكات الصد الاول الطبية بفيروس كورونا فقد اعلنت اللجنة المنظمة للاحتجاجات عن تأجيل مليونية كانت مقررة غدا تحت شعار "ألخلاص" بسبب تصاعد الاصابات بالفيروس.

أطباء عراقيون في مواجهة كورونا

وقالت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" في بيان صحافي الاثنين حصلت "إيلاف" على نسخة منه انها تسلمت رسائل ومناشدات من مجاميع عديدة من المعتصمين السلميين ومن نخبة من شيوخ العشائر والنقابات واللجان الشبابية والتنسيقيات وروابط الثوار بشأن موعد فعالية "مليونية الخلاص" السلمية المقرر انطلاقها غدا الثلاثاء تزامنا مع الذكرى السنوية لثورة العشرين العراقية ضد الاحتلال البريطاني وقدموا فيها تضحيات كبيرة فإن احفادهم في ثورة تشرين الحالية كانوا على قدر المسؤولية والامانة في سعيهم لاستعادة العراق من المحتلين الايرانيين والاميركيين وعملائهم ومليشياتهم وهم يقدمون دماءهم وتضحياتهم على اسس وطنية "كما فعلها اولئك الاجداد الابطال".

وأضافت اللجنة أنها وبعد التشاور مع الكوادر الطبية المختصة الذين أكدوا لها على أن الوضع الذي يمر به الشعب العراقي وضع مأساوي بسبب ازدياد اعداد المصابين بها يوما بعد يوم، واستجابة للمناشدات التي وردتها فإنها تعلن وبعد استكمال التحضيرات لمليونية الخلاص، تأجيل موعد اقامتها غدا إلى اشعار اخر مع الابقاء على المظاهرات المحدودة والفعاليات السلمية التي تجسد روح واهداف ثورة العشرين والمواقف المناهضة لنظام المحاصصة الطائفية الفاسد الذي تسبب ومازال بكوارث متواصلة لشعب العراق.

تزايد أعداد الوفيات والاصابات بين افراد الملاكات الصحية

ومن جهتها اعلنت نقابة الأطباء العراقيين اليوم عن تزايد اعداد الوفيات والاصابات بين الملاكات الطبية المتصدية لمرض كورونا.

واكد نقيب أطباء العراق عبد الأمير الشمري في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف" اليوم وفاة 13 طبيباً أصيبوا بفيروس كورونا منذ انتشار الفيروس في البلاد في 24 فبراير الماضي اضافة إلى إصابة المئات منهم.

واوضح إن "13 طبيبا توفوا جراء إصابتهم بكورونا فيما تم تسجيل إصابة 775 آخرين حتى الآن". وأضاف أن "جميع الأطباء يبذلون قصارى جهدهم لتقديم الخدمات للمرضى بالموارد المتاحة".

ودعا إلى فرض حظر شامل للتجوال وحذر من انهيار الخدمات وخسائر كبيرة بالأرواح

وأشار إلى أنّه "بسبب زيادة الاصابات بفيروس كورونا وشحة المستلزمات الطبية ونقص الاوكسجين أصبح من الضروري جدا فرض حظر وحجر صحي شامل وتطبيق اجراءات صحية حازمة لمدة لا تقل عن ثلاثة اسابيع متواصلة لتقليل عدد الاصابات وامكانية استيعابها".

وحذر من أنه "بعكس ذلك علينا تقبل حصول خسائر كبيرة بالأرواح واحتمال انهيار في الخدمات الصحية وما قد يتبعه من فوضى".

وكانت وزارة الصحة العراقية قد اعلنت عن تسجيل 2140 إصابة جديدة بفيروس كورونا و96 وفاة خلال 24 ساعة الماضية واوضحت أن مجموع الإصابات بالفيروس في العراق بلغ حتى الآن 45402 ومجموع حالات الشفاء 21122 والراقدين الكلي في المستشفيات 22524 والراقدين في العناية المركزة 324 مريضا فيما ارتفع مجموع الوفيات إلى 1756حالة وفاة.