بيروت: نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية مقالًا بعنوان "سيموت الناس خلال أشهر"، تطرّقت فيه إلى أسوأ أزمة إقتصادية تضرب لبنان والخشية من موجة جديدة من المجاعة، في مشهد مماثل للأعوام 1915-1918.

أوضحت الصحيفة أنّ الليرة اللبنانية خسرت 40% من قيمتها خلال الأسبوع الماضي فقط، لتصل الخسارة إلى 80% منذ أكتوبرل الماضي، كما وصل التضخم في الغذاء إلى 200%.

أضافت الصحيفة أنّ الأزمة الإقتصادية تؤثّر على حياة اللاجئين أيضًا، ناقلةً عن الأستاذ المساعد في برنامج الأمن الغذائي في الجامعة الأميركية في بيروت مارتن كولرتس قوله "إنّه كان بإمكان اللاجئين الحصول على الطعام من خلال المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي، حيث كانوا يشترون العدس واللبنة، فيما لم يكن شراء اللحوم واردًا. أمّا الآن فاللبنانيون يواجهون مصيرًا مشابهًا".

ردًا على سؤال إذا ما كان يمكن أن يتكرر سيناريو المجاعة التي حدثت في الأعوام 1915 - 1918، وأسفرت عن وفاة نصف السكان، أجاب كولرتس: "بالتأكيد، "بحلول نهاية العام الجاري، سيكون 75% من السكان يحصلون على مساعدات غذائية، ولكن السؤال هو ما إذا كان سيكون هناك طعام ليتم توزيعه على اللبنانيين".

وبحسب كولرتس "من المؤكد أننا سنشهد خلال الأشهر القليلة المقبلة سيناريو خطيرًا، يتضور فيه الناس جوعًا ويموتون من الجوع وآثار الجوع". وأعرب عن خشيته من الموجة الثانية لجائحة "كوفيد 19" التي ستسفر عن وفاة ذوي المناعة الضعيفة.

أضاف أنّ لبنان يحتاج 500 مليون دولار سنويًا لاستيراد المواد الغذائية، خاصة وأن 13% فقط من أراضيه صالحة للزراعة، وبعملية حسابية بسيطة، لن يتمكن لبنان من إطعام سوى حوالى 130.000 شخص سنويًا، ولهذا فإنّ أزمة الغذاء تحتاج تدخلا أجنبيا.

من جانبه، قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في لبنان، عبد الله الوردات للصحيفة إنّ "البرنامج يقدّر أن 83% من 1.5 مليون سوري يعيشون بأقل من 2.90 دولار في اليوم".

ووفقًا للصحيفة، فإنّ لبنان يستورد 80 في المئة من السلع الغذائية، ما يجعل الوضع أصعب وأسوأ مع اضطرار المستوردين إلى استخدام الدولار لشراء هذه السلع.

مع نفاد السيولة واستمرار الهبوط في القوة الشرائية لليرة، بدأ اقتصاد المقايضة في الظهور، مع وصول السلع إلى ثلاثة أضعاف أسعارها الأصلية تقريبًا، فيمتلئ موقع فايسبوك بمنشورات ورسائل لأشخاص يحاولون مقايضة أغراضهم الشخصية بالطعام”.