أسامة مهدي: فيما عبرت وكالة ايرانية عن امتعاضها من الإصلاحات التي يجريها الكاظمي معتبرة انها غامضة ومريبة هدفها ارضاء الاميركيين، فقد كشفت بغداد عن اعترافات ثلاثة عناصر في داعش تولوا مناصب عليا في التنظيم.

وقالت وكالة "مهر" التابعة لمؤسسة الاعلام الاسلامي الايرانية في تقرير لها الاثنين إن سلسلة التغييرات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي خلال الشهرين الماضيين أظهرت أنه يخطط لإحداث تغييرات سياسية وامنية مثيرة لعلامات استفهام.

وأشارت الوكالة في تقريرها الذي تابعته "إيلاف" إلى أن التحولات والتطورات والتحركات الأخيرة التي حدثت في العراق كانت بمثابة ألغاز محيّرة بحسب تعبيرها.

وأضافت الوكالة أن نظرة إلى سجل أعمال الكاظمي منذ تقلّده منصب رئيس الوزراء تكشف عن "تقاعسه في تنفيذ مهامه الاساسية فعندما إتفقت الأغلبية الشيعية على تعيينه رئيساً للوزراء كان هنالك بصيص من الأمل في أن يقوم بالمهام الموكلة إليه في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية بكل ذمّةٍ وضميرٍ وإخلاصٍ والذهاب بسفينة العراق إلى بر الأمان والاستقرار لكن التطورات الأخيرة التي حدث في العراق تظهر أن ما حدث في العراق بعيد عمّا كان متوقّعا منه"، بحسب قولها.

وأوضحت انه قد أوكلت إلى الكاظمي أربع مهامٍ إستراتيجيةٍ حساسة أولها تحسين الظروف المعيشية وإنقاذ الإقتصاد العراقي من الإنهيار وثانيها الإستعداد للإنتخابات البرلمانية المبكرة وثالثها تخليص العراق من الإحتلال الأميركي ورابعها محاربة الفاسدين وتسليمهم إلى القضاء.

وبينت انه كانت إحدى أهم أولوياته تمهيد الطريق لإنتخابات برلمانية مبكرة ولكن هذه أيضاً تم تجاهلها ولم يتخذ أي خطواتٍ خلال فترة ولايته.. واضافت ان الشرط الأول بين البيت الشيعي والكاظمي كان هو "إخراج قوات الإحتلال الأميركي من الأراضي العراقية وقد تمّ تذكّره مراراً بضرورة القيام بذلك وعلى الرغم من ذلك لم تكن هناك أدنى محاولة لطرد قوات المحتل الأميركي من العراق" لكن الوكالة تجاهلت الهيمنة الايرانية الطاغية على العراق.

وقالت إن الكاظمي قد حول جميع الأولويات ووضع قضايا أخرى على رأس أولوياته ومنها وضع عقبات أمام "مجاهدي الحشد الشعبي" فترك القوات الأميركية تتحرك بكل أريحيةٍ في العراق دون ضغوطٍ وإحداث تغييرات غامضة ومريبة في الهيكل الأمني العراقي على حد قولها.

ورأت أن الوضع الأمني العراقي اصبح نتيجة لذلك محاطاً بالغموض في ظل التغييرات في الهيكل الأمني للبلاد.. مدعية "أن تغييرات الكاظمي ترمي إلى إرضاء الأميركيين".

وأضافت الوكالة أن "تعيين الكاظمي للفريق الركن عبد الغني الاسدي رئيس جهاز مكافحة الارهاب سابقا رئيسا لجهاز الامن الوطني تم على الرغم من انه كان عضوا سابقا في نظام صدام الغاشم وقد تم طرده بشكل غير رسمي من قبل رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قبل نحو عامين" لكن الوكالة تغافلت عن دوره الكبير في قيادة جهاز مكافحة الارهاب خلال مواجهة تنظيم داعش لدى احتلاله لمناطق البلاد الغربية والشمالية في عهد رئيس الوزرا السابق حليف ايران نوري المالكي.

عمليات مسلحة لملاحقة عناصر داعش جنوب غرب بغداد

وادعت الوكالة أن وضع شخص بهذا السجل (الاسدي) في أعلى هرم جهاز الأمن القومي العراقي "يمكن أن يحتوي على رسائل مختلفة تهدف إلى إرضاء الأميركيين وفي الوقت نفسه فإن عزل فالح الفياض من منصبه مستشارا للامن القومي هو إجراء آخر من أعمال الكاظمي المشبوهة الأخرى" على حد رأي الوكالة التي دافعت عن الفياض المقرب من طهران.

واعتبرت "مهر" ان التحركات العسكرية الأميركية في العراق بما في ذلك إختبار نظام الصواريخ من قبل السفارة الأميركية "تُظهر أن الكاظمي ترك لواشنطن حرية إتخاذ القرارات على الأراضي العراقية فقد قامت القوات الأميركية في إنتهاك السيادة الوطنية العراقية"، بحسب قولها.

وختمت الوكالة الايرانية تقريرها بالقول "عندما نقوم بتجميع أجزاء هذا اللغز حول أداء الكاظمي نجد أن رئيس الوزراء العراقي كان له دور خفي رئيسي في الحركات التخريبية بما يهدف إلى تحويل الأولويات العراقية إلى تلبية المطالب الأميركية" غير انها لم تتمكن من ذكر ما هي تلك الادوار التخريبية.

وكان الكاظمي قد اجرى بعد تسلمه رئاسة الحكومة في السابع من الشهر الماضي سلسلة إصلاحات امنية وادارية ومالية لم ترق لجهات عراقية مقربة من طهران وخاصة تأكيده على اعادة هيبة الدولة ومواجهة الجماعات الخارجة على القانون ومحاربة الفساد الذي يضرب منظومة رواتب موظفي ومتقاعدي الدولة.

كشف اعترافات عناصر تولوا مناصب عليا بداعش

كشفت السلطات القضائية العراقية اليوم اعترافات ثلاثة متهمين من عائلة ‏واحدة كانت تعرف بانتمائها إلى تنظيم داعش عملوا كل على حدة في الكثير من ‏الأماكن والمناصب داخل التنظيم.

وقال المجلس الاعلى العراقي للقضاء في تقرير نشرته صحيفته "القضاء" تابعته "إيلاف" إن محكمة استئناف محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) قد صدقت اقوال المتهمين حيث اوضح قاضي التحقيق المختص بقضايا الإرهاب في المحكمة مؤيد محمود ان ‏‏"هؤلاء الثلاثة هم من عائلة واحدة منهم اثنان إخوة والثالث هو اخ لزوجة احدهم كانوا ينتمون ‏لداعش ونفذوا العديد من العمليات الإرهابية ضد المدنيين والقوات الأمنية ‏في أكثر من محافظة عراقية.

وتحدث‎ ‎أول المتهمين (43 عاما) والذي كان يعمل كاسبا قبل الانتماء إلى ‏التنظيم ولديه عائلة وأولاد، موضحا انه انضم إلى تنظيم القاعدة في عام 2005 وبعد ‏فترة قليلة كانت اول عملية له هي زرع حوالي 40 عبوة ناسفة وعند مرور الحرس الوطني والقوات ‏الاميركية تم تفجيرها "وعلى اثرها ظل الجيش الاميركي محاصرا ثلاثة ايام وكانوا يقومون ‏برمي الاطلاقات النارية بشكل عشوائي حيث قتلت زوجتي بإحدى الاطلاقات عندما كانت ‏تنوي الهروب من المنزل".‏

وأشار إلى أنه قد هرب عقب ذلك من المحافظة وزور مستمسكات ثبوتية باسم حسين وتزوج من أمرأة ثانية وذهب للعيش في بغداد ثم انتقل إلى محافظة صلاح الدين في عام 2008 وعمل ‏مزارعا حتى عام 2014 عندما احتل داعش محافظة ‏نينوى.

وبين انه بعدها دخل عناصر داعش إلى محافظة صلاح الدين "توجهنا إلى معسكر سبايكر وشاهدت مجاميع من ‏المسلحين منهم من يريد الدخول لقتل من كان في الداخل والاخر يريد السرقة "وكنت احمل ‏بندقية وبعد وقت قليل خرج الطلاب من الباب يرتدون ملابس مدنية ‏واقتدناهم إلى القصور الرئاسية حيث انهم كانوا يظنون اننا سوف ‏نتركهم" لكنه تم القتل المئات منهم من قبل مسلحي داعش.

وأما المتهم الاخر وهو الاخ الاصغر متزوج ايضا ولم تختلف ‏السنوات التي قضاها في عمله في التنظيمات الارهابية كثيرا عن اخيه حيث انتمى ايضا في ‏عام 2005 إلى القاعدة وعمل في زرع العبوات الناسفة ضد القوات الامنية إلى عام ‏‏2008 حيث تحول إلى محافظة صلاح الدين وعمل في حقل للدواجن.‏

وأشار إلى أن اخاه اتصل به عام 2014 عندما دخل تنظيم داعش إلى المحافظات الغربية ‏وطلب منه الانتماء إلى التنظيم فذهب إلى (ارض الخلافة) في منطقة السعدية بمحافظة ديإلى وردد البيعة هناك امام ‏الوالي الشرعي وعمل كأحد افراد ورشة لتصليح ‏الاسلحة بالإضافة إلى اشتراكه ‏بأكثر من عملية سواء كان هجوما او صد هجوم من القوات الامنية.

أما المتهم الثالث من العائلة وهو شقيق لزوجة أحد المتهمين من تولد 1996 ومن ‏سكنة محافظة صلاح الدين فقد بدأ الانتماء ‏في القاعدة عام 2011 عندما دعاه والده إلى ذلك فعمل في احدى ورش التفخيخ التابعة للتنظيم ‏حتى عام 2014 بعدها انتمى إلى تنظيم داعش وعمل في ورش إصلاح سيارات وأسلحة داعش.

واشار القاضي إلى أنه لا يختلف سائر حياة الاخوين الاثنين والقريب الثالث من حيث الهروب من محافظة صلاح ‏الدين إلى محافظة نينوى وبعدها، لهم وجهتان اما الذهاب إلى دير الزور السورية حيث ارض التمكين كما ‏يسميها داعش او الهروب إلى احدى محافظات اقليم كردستان العراق الشمالي بعد ان يقوموا بتزوير ‏مستمسكاتهم هم ومن معهم من أفراد عائلاتهم على انهم نازحون لكن تم القاء القبض عليهم جميعا.‏