في خطاب غلب عليه الشأن الاقتصادي، قال حسن نصرالله، أمين عام حزب الله في لبنان، الثلاثاء إن عنوان المرحلة الاقتصادية الحالية في لبنان هو منع الانهيار المالي والجوع، داعيًا اللبنانيين إلى أن يكونوا فعّالين ونشطين للوصول الى النتيجة المطلوبة وفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى الهدف بمنع الانهيار والسقوط والجوع، ولافتًا إلى أن السياسات المتبعة في لبنان على مدى عقود أدت الى انهيار القطاعين الزراعي والصناعي.

برأيه، من شروط الحياة الكريمة لأي شعب أن يكون منتجاً زراعياً وصناعياً، لذا دعا الشعب اللبناني إلى خوض معركة إحياء قطاعَي الزراعة والصناعة لمواجهة الجوع، وأعلن يوم 7 يوليو 2020 تاريخ إعلان "الجهاد والمقاومة والنهضة على الصعيدين الزراعي والصناعي".

لا تحلان المشكلة

تلقف اللبنانيون هذه الدعوة بكل ما لديهم من سخرية، من منطلق أن الزراعة والصناعة لا تحلان مشاكلات لبنان العميقة. فهي لا تعيد مالًا عامًا نهبه السياسيون الفاسدون طوال 30 عامًا من السياسات المالية التي تنبعث منها روائح الفساد، ولا تقفل أبواب التهريب من لبنان إليه، وهي أبواب يحرسها نصرالله نفسه، يمرر عبرها المشتقات النفطية والطحين وغيرهما من المواد الأساسية المدعومة إلى سورية، ناهيك بالعملة الصعبة، نصرةً لنظام بشار الأسد المتهالك.

على وسوم لبنانية عدة، #الجهاد_الزراعي و #لبنان_يجوع و #لبنان_ينتفض، توالت التغريدات الشامتة والمتهكمة. فقال الكاتب السياسي لقمان سليم، المعادي لحزب الله: "عن صديقتي الشريرة مُسْتَفْسِرَةً: بِناءً عَلَيْه، لَمْ يَبْقَ للجِهادِ مِنْ مَيْدانٍ إلّا البَرَنْدات؟"، في إشارة إلى دعوة نصرالله اللبنانيين إلى الاستفادة من أي حوض على الشرفات لزراعته.

وردت الإعلامية جوزيفين ديب بالتغريد: "الجوع الحقيقي لا تُشبعه الزراعة على أهمية ثقافتها في مجتمعنا. جوعنا الحقيقي هو لمحاسبة الفاسدين وسارقي أموالنا وتعبنا، جوعنا هو لمعركة حقيقية ضد من يرفض المشاركة في دفع فاتورة الدين رغم مسؤوليته فيها، معركة ضد من يسرق أحلامنا وطموحنا ليجعله مقتصرًا على الأكل فقط"

نحصد ما زرعته

أما الصحافي محمد نمر، المؤيد لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فقال: "الحقيقة نحن لا نزرع بل نحصد ما زرعه حزب الله"، في اتهام مباشر لحزب الله بالتسبب بهذه الأزمة الاقتصادية، بسبب سلاحه الذي نفّر العالم من اللبنانيين، وبسبب حمايته التهريب.

وغردت ريما عساف، الإعلامية في محطة أل بي سي الللبنانية: "يمكن فينا ناكل من الزراعة، لكن ما فينا نعلّم ولادنا من الزراعة، ولا نتحكّم من الزراعة، ولا نغيّر دولاب السيارة من الزراعة، ولا نأمّن سكن من الزراعة، ولا نشتري برّاد من الزراعة، ولا ندفع فواتير الكهربا من الزراعة. وعلى كتر ما صارت الأدوية الزراعية مكلفة يمكن حتى ما بقى نقدر نزرع من الزراعة".

وغمز الإعلامي جوزيف طوق من قناة رئيس الجمهورية اللبنانية وإعلانه – عبثًا – لبنان بلدًا نفطيًا، فقال: "الرئيس عون بدو جهاد نفطي، والسيد حسن بدو جهاد زراعي، وجهاد ما بدو غير يقدر ياكل".

من يضمن؟

ردّ فراس حاطوم، الإعلامي يقناة الجديد المؤيدة لسياسة نصرالله: "طيب إذا الشعب راح يجاهد بالزراعة وزرعلو شوية نعنع وبندورة وروكا والذي مِنّو، في شي بيضمنلو إنو بس يرجع عبيتو رح يلاقي مي سخني ليتحمم؟!"

وسأل مغرد: "سؤال، إذا زرعة بطاطا أو خيار فيني إدفع فين ميكانيك وكهربا وسكر للبنك؟ أو إذا إجا عبالي أكل لحمة كم خيارة لازم أعطي للحام؟ ما بدي يستغلني معليه هاي أول مرة لأن، أفيدونا بليز".

لم يقتصر الكلام التويتري على نصرالله، بل تعاداه إلى رئيس الحكومة حسان دياب. غرد أزاد هايم: "الزراعة الوحيدة الي راح نشوفها لآخر العهد هي الخسة الكبرانة برأس حسان دياب".

وغردت نورا: "الخطاب الجاي بعلمنا كيف منجمع مية الشتا لنسقي الزرعات"، في إشارة إلى ما سيكون موضوع خطبة نصرالله المقبلة.

ونشرت دلال زين الدين صورة لنصرالله مع التغريدة الآتية: "من مرشد إيراني لمرشد زراعي"

بالصورة أيضًا

على الوسائط الأخرى، خصوصًا مجموعات واتسآب، تبادل اللبنانيون عددًا كبيرًا من الصور المتهكمة بمقولة نصرالله جهاد الزراعة، ومنها صورة لأحد وزراء حزب الله في الحكومات السابقة، حسين الحاج حسن، الذي تولى وزارة الزراعة مرتين، في دلالة على فشل حزب الله الدائم في تقديم مشروعات نامية مفيدة:

وبما أن نصرالله لم يجد تجارةً أربح من تجارة "الجهاد المقدس"، أعلنه جهادًا زراعيًا ضد الجوع، وفي نفسه أنه مرادف للجهاد ضد إسرائيل. فتناقل كثيرون الصورة الآتية:

كما سرت صورة لضاحية بيروت الجنوبية "بعد الخطاب"، والمعروف أنها منطقة شعبية فقيرة، يعاني سكانها نقصًا حادًا في موارد الماء والكهرباء والهاتف، وتراجعًا في الخدمات، وتهافتًا في البنى التحتية:

رسميًا

غردت نائب "المستقبل" رولا الطبش باللغة العامية، معلقةً على خطاب نصرالله: "بِ يقتُل القتيل.. وبِ يزرَع بِ جنازته".

غردت عضو كتلة المستقبل النائبة ديما جمالي: "في بلد الحريات هناك من يملي علينا ماذا نأكل ونشرب، وكيف ننعش إقتصادنا بالزراعة والصناعة، وماذا يكتب الإعلام وما هي حدوده، وكيف يتحرك ناشطو الثورة. اللبناني يسرق، يذل، يجوع، يخسر عمله، لكن ممنوع عليه ان يرفع صوته. "لا ما حزرتوا"، سيبقى صوتنا صادحًا ولبنان بلد الحريات"، مرفقة تغريدتها بوسم #خلصنا_بقى.


خاطب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي نصرالله مغردًا: "يا سيد، شو فوقك عالزراعة والصناعة؟ تولى حزب الله هل وزارتين أكتر من مرة من 2009 لـ 2019. 10 سنين لتطلع باستنتاج الزراعة على البلاكين (الشرفات) والسطوح؟ وصناعة زراعية الأرجح سقفها الكبيس والمكدوس؟ يمكن إذا شدينا حالنا ودخلنا بعصر شوشة الذرة وعنق الكرز المغلي، نستغني عن استيراد الأدوية".

أضاف: "يا سيد حسن نصرالله عندك مشكلة فعلية بتشخيص الوضع وباقتراح الحلول وبتنفيذها. ما تواخذنا بس شعبنا بدو يمشي لقدام ومش رح ينطرك".

الوزير السابق ريشار قيومجيان كتب على تويتر: "مبروك إصلاحكم قطاع الكهرباء باعتماد سياسة زرع الأزلام والمحاسيب بالادارة والوزارات. ذهنية الدولة-المزرعة خاصتكم وتوجيهات مرشدكم الأعلى الاستراتيجية والاقتصادية تذهب بالبلد إلى الخراب المحتوم. لكن إنصافًا، حتى إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ستخجل من أسلوبكم متى اتجهتم شرقًا".

غرد أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم: قادة الحكم في لبنان، يصورون الانهيار الوطني، وكأنه مقتصر على تأمين مأكل من السطح، أو البلكون أو من المحور "المفلس". بالنسبة إلينا الحياة ليست فقط، اكل ونوم، بل علم وثقافة، ومؤسسات، وعدالة ومواطنية وقضاء مستقل. ادعو من يدعونا إلى عيشة التعتير لمشاركتنا العيش الحضاري".