إيلاف من لندن: بدأ وزير الخارجية الفرنسي اليوم زيارة الى العراق للبحث مع الرؤساء الثلاثة ونظيره العراقي تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة ومكافحة الارهاب وتدريب القوات العراقية ودعمها لوجستيا.

وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان تابعته "إيلاف" إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيبحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين تعزيز التعاون بين بلديهما في مجالات الصحة والكهرباء والثقافة وأهم التحديات المشتركة والفرص المتاحة لدعم العراق .. موضحا انه سيعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع حسين عن نتائج مباحثاتهما وموقف بلديهما من مختلف القضايا الاقليمية والدولية.

ومن جانبه، ابلغ مصدر عراقي "إيلاف" الخميس ان لودريان سيجري مباحثات مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي تتناول تطوير علاقات البلدين سياسيا واقتصاديا وثقافيا، اضافة الى مكافحة الارهاب وتقديم الدعم للقوات العراقية وامكانية محاكمة عناصر لتنظيم داعش يحملون الجنسية الفرنسية معتقلين بسوريا في العراق.

كما سيجتمع الوزير الفرنسي مع رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ثم يتوجه الى اربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي للبحث مع قادة الاقليم في الدعم الفرنسي لقوات البيشمركة الكردية وتعزيز التعاون بين الطرفين.
وكان لو دريان قد زار العراق خلال اكتوبر عام 2019 وهذه زيارته الاولى للعراق منذ تولي الكاظمي رئاسة الحكومة في مايو الماضي.

وفي 22 من الشهر الماضي أكد لودريان لنظيره العراقي حسين هاتفيا استمرار الدور الفرنسي المهم في مقارعة داعش والدعم المقدم إلى القوات الأمنيّة العراقية من خلال التدريب والمساعدات اللوجستيّة الأخرى. وشدد على دعم بلاده لسيادة العراق مُشيراً إلى أهمّية تقديم الدعم في تحقيق الاستقرار الإقليميّ في المنطقة وضرورة إبعاد العراق عن أيّ توترات بالمنطقة.

وأكد الوزير الفرنسيّ عى ضرورة دعم العراق اقتصاديّاً والعودة إلى قرارات مؤتمر الكويت المتعلقة بإعادة الإعمار وتفعيل تلك القرارات لكي تتمكّن الدول التي شاركت في المؤتمر من تنفيذ ما وعدت به من اموال بلغت 38 مليار دولار في هذا الإطار مبينا استمرار بلاده بتقديم الدعم لاعادة بناء الاقتصاد العراقيّ.

من جهته، أشار الوزير العراقي الى ان سياسة حكومة العراق الجديدة تستند إلى خلق علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار داعيا فرنسا الى استمرار العمل معاً لدحر تهديدات التنظيم. وشدد على ضرورة احترام الدول الأخرى لسيادة العراق واتباع مبدأ عدم التدخل وحلّ المشاكل عن طريق الحوار، موضحا أنّ الحوارات ستستمرّ مع حلف الناتو حول آليّة العمل المُشترَك في محاربة داعش.

وقال مصدر عراقي لـ"إيلاف" ان فرنسا تسعى الى المنافسة على دور اقتصادي في عراق ما بعد تنظيم داعش حيث تتوقّع باريس أن تتاح لها فرص استثمارية كبرى في عدّة مجالات لا سيما في الطاقة واعادة تعمير البنى التحتية في نطاق برنامج إعادة إعمار المناطق المدمّرة خلال الحرب على تنظيم داعش والذي تقدّر السلطات العراقية تكلفته المالية بأكثر من 80 مليار دولار.

ودعمت فرنسا العراق في معركته ضد تنظيم داعش وتواصل توفير التدريب والدعم لقواته لتعزيز القدرات القتالية للقوات العراقية. ومنذ طرد عناصر داعش أواخر عام 2017 من مناطق البلاد التي كان يسيطر عليها، تدعم فرنسا القوات العراقية في جهودها الرامية إلى تعزيز أمن حدود بلدها واستهداف الخلايا المتبقية من عناصر التنظيم الذي بدأ ينشط منذ بداية العام الحالي من خلال بقايا خلاياه المنتشرة في بعض مناطق البلاد وتشن هجمات متفرقة ضد المدنيين والقوات الامنية بين الفينة وألاخرى.

يشار الى انه كان لفرنسا رصيد واسع من التعاون التقني والعسكري والاقتصادي مع العراق خلال مرحلة حكم نظامه السابق، لكنّها اضطرّت إلى الانكفاء تاركة الساحة لقوى أخرى على رأسها الولايات المتحدة.