لندن: اعتبر خامنئي خلال اجتماعه مع الكاظمي في طهران اليوم، الوجود الاميركي في العراق مصدرا للفساد والخراب والتدمير، وقال إن ايران لاتتدخل في علاقات العراق مع اميركا لكنها عدوة لهذا البلد، وخاطبه قائلا حول سليماني: لقد قتلوا ضيفك في منزلك وسنرد بتوجيه ضربات للأميركيين.

ووصف خامنئي خلال اجتماعه في طهران الثلاثاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العلاقات بين إيران والعراق بالاخوية "بفضل المشتركات التاريخية والمذهبية والثقافية والعادات والتقاليد".. مشيرا الى أن ما يهم ايران في علاقاتها مع العراق هو الامن وتحسن الظروف في العراق، وان ما يحظى بأهمية كبيرة في العلاقات الثنائية بالنسبة لايران هو المصالح والامن والشموخ والاقتدار الإقليمي وتحسين الوضع في العراق كما نقلته عنه وسائل اعلام ايرانية تابعتها "إيلاف"، لكنها تغافلت عن حديث الكاظمي خلال الاجتماع.

وشدد على ان إيران لم ولن تسعى ابدا الى التدخل في شؤون العراق، و قال إن إيران تريد عراقًا كريمًا ومستقلًا مع الحفاظ على وحدة اراضية وتلاحمه وتماسكه الداخلي. وأشار إلى أن إيران تعارض بالتأكيد أي شيء يضعف الحكومة العراقية.

وأضاف خامنئي قائلا "بطبيعة الحال، فإن وجهة النظر الأميركية تجاه العراق هي عكس وجهة نظرنا تمامًا لأن الولايات المتحدة هي العدو بمعنى الكلمة ولا تريد عراقا مستقلا وقويا يتمتع بحكومة أغلبية". واضاف "بالنسبة للاميركيين ليس مهما من هو رئيس الوزراء العراقي فهم يبحثون عن حكومة مثل حكومة بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق في الأيام الأولى من سقوط صدام.

وكرر "أن إيران لا تتدخل في علاقات العراق مع الولايات المتحدة لكنها تتوقع أن يعرف الأصدقاء العراقيون الولايات المتحدة وأن يعلموا أن الوجود الأميركي في أي بلد هو مصدر فساد وتدمير ودمار".

وبيّن أن ايران تتوقع ان يجري متابعة قرار الحكومة والشعب والبرلمان العراقي اخراج الأميركيين لأن وجودهم يسبب انعدام الأمن. وقال "إن الجريمة الأميركية في اغتيال الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس هي مثال على نتيجة الوجود الأميركي وخاطب الكاظمي قائلا "لقد قتلوا ضيفك في منزلك واعترفوا صراحةً بالجريمة وهذه ليست قضية هينة". وشدد على ان ايران لن تنسى ابدا هذه القضية وسترد بالتأكيد بتوجيه ضربة للأميركيين.

واعتبر إجماع الفصائل والتيارات السياسية العراقية على انتخاب حكومة كاظمي بأنه خطوة مقبولة وقال إن الأميركيين وعملاءهم يبحثون دوما عن فراغ في السلطة لخلق الفوضى وتمهيد الارضية لتدخلهم كالذي فعلوه في اليمن، بحسب قوله.

واكد خامنئي دعم إيران لحكومة كاظمي، وقال إن العقل والدين والتجربة تقضي بتعزيز العلاقات بين إيران والعراق في جميع المجالات اكثر من السابق. واشار الى انه "بالطبع ان تطوير العلاقات بين إيران والعراق يواجه معارضين على رأسهم الولايات المتحدة ولكن لا ينبغي لنا بأي حال من الأحوال أن نخشى من الولايات المتحدة لأنها لا يمكنها ارتكاب اي حماقة. وقال إن الأميركيين يخلقون المتاعب والمشاكل ولكن على الحكومة العراقية ان تشق طريقها بقوة من دون الاكتراث لهذه العراقيل، وان تعتمد الشعب كدعامة لها .

واعتبر المرشد الاعلى الايراني مرجعية وشخص آية الله السيستاني بأنها نعمة كبيرة للعراق وقال إن الحشد الشعبي هو نعمة عظيمة أخرى في العراق يجب الحفاظ عليه.

مباحثات رسمية عراقية ايرانية

وقبل ذلك بدأت في طهران المباحثات الرسمية العراقية برئاسة الكاظمي والايرانية برئاسة

النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، حيث تم بشكل موسع بحث تنمية آفاق التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات بين البلدين وسبل تذليل العقبات بوجهها وتجاوز الإشكاليات التي قد تعترض سير التعاون المشترك.

وأكد الكاظمي أن العراق يتطلع لتكوين أفضل العلاقات بين البلدين على أساس المصالح المشتركة خدمة للشعبين الجارين .. وقال: "هناك تحديات كبيرة نواجهها ويجب العمل سوية على تجاوزها وعلى رأسها التحديات الاقتصادية والصحية الراهنة التي تواجه البلدين.

من جانبه، اعرب جهانغيري عن تمنياته للحكومة العراقية بالنجاح في مهامها وأن تكون المفاوضات بنّاءة بين الجانبين، بما يخدم العلاقة بين إيران والعراق.

وأكد "دعم إيران لاستقرار العراق واستعادة كامل دوره في المنطقة".. معربا عن أمله بأن تساعد خطوات التعاون المشترك بين البلدين على تخطي الصعوبات والتحديات الآنية والمتمثلة بجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط.

وفي وقت سابق اليوم، اكد الكاظمي لروحاني خلال مؤتمر صحافي مشترك في طهران ان بلاده تريد علاقات طيبة مع ايران تقوم على اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية وقال ان العراق لايسمح بأن يكون منطلقا لتهديدات ضد ايران، فيما قال الرئيس الايراني انه يرى في العراق قوة لتعزيز امن المنطقة متعهدا بدعم العراق في مواجهة كورونا ومعربا عن امله في تفعيل اتفاقات سابقة بين البلدين سريعا.

وبدأ الكاظمي اليوم زيارة الى طهران هي الاولى الخارجية له منذ رئاسته للحكومة العراقية في مايو الماضي في اطار تعزيز مساعي بلاده لتحقيق توازن في علاقاتها الاقليمية وبحث التعاون الامني والاقتصادي والتجاري وتزويدها بالطاقة الكهربائية.

وتدخل زيارة الكاظمي لطهران هذه في اطار مساعي العراق لتحقيق توازن في علاقاته الاقليمية انطلاقا من عدم تبنيهِ سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعاتِ والانفتاحِ الايجابيِّ على الدولِ في نطاقِ عمقِهِ العربي وجوارِهِ الإسلامي والتزاماتِهِ الدولية.

ويرافق الكاظمي في زيارته هذه وفد وزاري رفيع يضم وزراء الخارجية والنفط والكهرباء والمالية والدفاع والصحة ومستشار الأمن القومي .