بوريس جونسون
BBC

أقرّ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بأن حكومته لم تستوعب فيروس كورونا في "الأسابيع والأشهر القليلة الأولى" من انتشاره في المملكة المتحدة.

وفي مقابلة مع محررّة الشؤون السياسية في بي بي سي لورا كونسبرغ، قال جونسون إنه كانت هناك "أسئلة في غاية الصراحة" عن ما إذا كان الإغلاق قد بدأ متأخراً.

وتحدث جونسون أيضاً عن "دروس مستفادة"، وقال إنه كان بإمكان الوزراء القيام ببعض الأمور "بشكل مختلف".

واتهمّ حزب العمّال المعارض الحكومة بـ"سوء إدارة" الأزمة.

وتشير البيانات الرسمية في بريطانيا إلى إصابة نحو 300 ألف شخص بفيروس كورونا، ووفاة أكثر من 45 ألف شخص جراء الإصابة.

وتعهد بوريس جونسون في الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق "مستقل" في أزمة الوباء، دون كشف تفاصيل عن نطاقه وتوقيته.

بوريس جونسون
Getty Images
نُقل جونسون إلى وحدة للعناية الفائقة في أبريل/ نيسان بعد إصابته بالفيروس

وفي السابق، قال رئيس الحكومة البريطانية إنه اتخذ "القرارات المناسبة في الوقت المناسب"، بناء على نصائح علماء.

لكن في المقابلة مع بي بي سي، بمناسبة مرور عام على توليه الحُكم، قال جونسون "لم نستوعب (الفيروس) على النحو الذي كنا نرغب فيه خلال الأسابيع والأشهر القليلة الأولى".

وأضاف "أعتقد أن الشيء الوحيد الذي لم نره في البداية، على الأرجح، هو مدى انتقاله من شخص لآخر دون ظهور أعراض".

وتابع بالقول "أعتقد أن من الإنصاف القول إننا بحاجة لمعرفة أشياء عن كيفية تعاملنا مع الأمر في المراحل الأولى... سيكون هناك العديد من الفرص لتعلم دروس مما حدث".

ودخلت المملكة المتحدة في حالة الإغلاق العام في أواخر شهر مارس/ آذار، ورأى منتقدو الحكومة أن التوقيت جاء متأخراً وأن التأخير كلّف أرواحاً.

وقال جونسون "ربما كان بإمكاننا القيام ببعض الأمور بشكل مختلف، وبالتأكيد سيكون هناك وقت نفهم فيه ما كان بوسعنا عمله بالضبط، أو عمله بشكل مختلف".

وأضاف أن هذه مازالت "أسئلة مفتوحة للغاية (للعلماء)، وبالطبع سيحين وقت لبحث كل هذه المسائل".

وأعلنت حكومة جونسون يوم الجمعة عن توفير لقاح الانفلونزا لثلاثين مليون شخص هذا العام، بهدف تخفيف الضغط على هيئة الرعاية الصحية في حال ظهور موجة ثانية من فيروس كورونا خلال فصلي الخريف والشتاء.

وقال جونسون إن هذا يأتي بالإضافة إلى زيادة إجراءات التتبع والاختبارات وتوفير معدات الحماية الشخصية، مضيفا "ما يرغب الناس في التركيز عليه الآن هو ما نفعله تحضيراً للمرحلة القادمة".

وقال "نأسى على كل واحد ممن فقدوا أرواحهم، ونفكر كثيرا في أسرهم. وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما فعلته الحكومة".

وذكر رئيس الوزراء ، الذي نُقل إلى وحدة للعناية الفائقة في أبريل/ نيسان بعد إصابته بفيروس كورونا، أنه سيعلن "قريبا جدا" إجراءات جديدة للتعامل مع السمنة، التي تعتبر عامل خطر إضافيا للمرضى.

ومن جهة حزب العمال، قال وزير الصحة في حكومة الظل، جوناثان اشورث، إن "بوريس جونسون اعترف أخيرا بأن الحكومة أساءت إدارة تعاملها مع فيروس كورونا".

وأضاف أن الحكومة "كانت بطيئة جدا في الإقرار بالتهديد الذي يشكله الفيروس، وبطيئة جدا في الدخول في (حالة) الإغلاق العام، وبطيئة جدا في التعامل بجدية مع هذه الأزمة".