بكين: أعلنت الصين الإثنين عن أعلى ارتفاع بالاصابات بفيروس كورونا المستجد منذ ثلاثة أشهر تزامناً مع تسارع انتشار الوباء في إطار الموجتين الثانية والثالثة اللتين تشهدهما آسيا وأوروبا.

وشهدت استراليا أيضاً أعلى ارتفاع في عدد الوفيات منذ بدء انتشار الوباء فيما تسجل هونغ كونغ أعداداً قياسية يومية من الإصابات وتزايدت الاصابات في اسبانيا بمعدل ثلاثة أضعاف في الأسبوعين الماضيين.

في هذا الوقت لا تزال مناطق أخرى تواجه الموجات الأولى بعدما لم تصل الى مرحلة السيطرة على الوباء، فسجلت الولايات المتحدة فوحدها حوالى 4,23 مليون إصابة بكوفيد-19 فيما ارتفعت الاصابات في أميركا اللاتينية والكاريبي الاحد متجاوزة حصيلة أميركا الشمالية للمرة الأولى.

وبلغ عدد الإصابات في العالم 16 مليوناً فيما يرى خبراء ان هذا العدد لا يعكس الواقع. وأظهرت دراسة في نيودلهي ان ربع الاشخاص الذين أجروا الفحوصات قد أصيبوا بالمرض وسجلت العاصمة نيودلهي لوحدها 4,7 مليون إصابة.

وسجلت الصين التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في ديسمبر الماضي 61 حالة الاثنين، في أعلى حصيلة يومية منذ أبريل، بعد ظهور بؤر عدوى في ثلاث مناطق مما اثار مخاوف من موجة جديدة.

وقالت لجنة الصحّة الوطنيّة إنّ من بين الإصابات، 41 إصابة أحصِيت في منطقة شينجيانغ بشمال غرب البلاد، حيث سُجّل منذ منتصف يوليو تفشّ للفيروس في أورومتشي عاصمة المنطقة.

وأحصِيت أيضًا 14 إصابة في لياونينغ (شمال شرق). وسُجّلت حاليًا بؤرة لتفشّي الفيروس في مدينة داليان الساحليّة التي تستضيف منذ نهاية الأسبوع الماضي نصف مباريات البطولة الوطنيّة لكرة القدم. أمّا إقليم جيلين (شمال شرق) المجاور لكوريا الشماليّة، فأعلن من جهته تسجيل حالتَي إصابة محلّيتَيْن.

وأطلقت السلطات الاحد برنامجا ثانيا لاجراء فحوصات مكثفة في اورومتشي التي تعد 3,5 مليون نسمة لاعادة فحص السكان الذين جاءت نتيجتهم سلبية سابقا، فيما تم فحص 2,3 مليون شخص حتى الان.

وأجرت السلطات الصينية أيضا فحوصات شاملة لمئات آلاف الأشخاص في مدينة داليان حيث ظهرت بؤرة جديدة الأسبوع الماضي.

أنباء سيئة

سجلت استراليا أسوأ حصيلة من حيث عدد الوفيات منذ بدء انتشار الوباء مع عشر وفيات وارتفاع عدد الإصابات رغم جهود إعادة إغلاق بعض الأماكن العامة.

والإثنين سجلت البلاد أعلى عدد إصابات يومية مع 549 حالة، لتتجاوز الحصيلة المسجلة الأربعاء الماضي والتي بلغت 501 حالة فيما لا يزال يتعين أن ترسل بعض الولايات أرقامها الرسمية.

وحض دانيال اندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا حيث يتركز انتشار الوباء، كل شخص مريض أن يبقى في المنزل.

في هونغ كونغ التي بدت وكأنها سيطرت على انتشار الحالات المحلية على مدى أسابيع، سجل ارتفاع كبير في عدد الإصابات ما أثار مخاوف من خروج الوباء عن السيطرة.

وتأكدت إصابة أكثر من ألف شخص منذ مطلع يوليو، اكثر من 40% من اجمالي الحصيلة التي سجلت منذ بدء ظهور الفيروس في المدينة في أواخر يناير. وتوفي 18 شخصا بالوباء في المستعمرة البريطانية السابقة.

وأعلنت هونغ كونغ انها ستمنع معظم السفن من تغيير طواقمها في المدينة المكتظة بالسكان اعتبارا من الأربعاء لتخفيف الاعفاءات من الحجر الصحي التي ينسب اليها كثيرون التسبب بموجة ثالثة من الإصابات.

في اسبانيا حيث توفي بالوباء أكثر من 28 ألفا و400 شخص، سجل ارتفاع في الإصابات في الآونة الأخيرة مع حوالى ألف حالة الخميس والجمعة رغم ان الحكومة تصر على التأكيد على ان البلاد باتت آمنة أمام الزوار ولا تشهد موجة ثانية.

وقالت وزيرة الخارجية الاسبانية ارانشا غونزاليز لايا للصحافيين الاحد "مثل كل الدول الأوروبية الأخرى، ظهرت في اسبانيا بؤر اصابات جديدة" مضيفة "هذا ليس أمرا غير اعتيادي".

وتسببت حكومة بريطانيا بخلاف مع اسبانيا، الوجهة التي يرتادها عدد كبير من السياح البريطانيين، بعدما أعلنت انه سيكون على العائدين من اسبانيا حجر انفسهم لمدة أسبوعين.

ودافعت الحكومة عن قرارها حيث أعلن وزير الخارجية دومينك راب لشبكة "سكاي نيوز" انه "لا يمكن تقديم اعتذارات عن قيامنا بهذا الامر، يجب أن نكون قادرين على القيام بخطوات حازمة وسريعة".

أكثر من 16 مليون حالة في العالم

مع تجاوز عدد الإصابات في العالم 16 مليونا، أصبحت أميركا اللاتينية والكاريبي الأحد أكثر منطقة في العالم تُسَجّل فيها إصابات بكوفيد-19 منذ بدء الوباء، إذ أحصِيت فيها أربعة ملايين و340 ألفا و214 إصابة، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الأحد الساعة 21,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.

وهذه المرة الأولى التي يتجاوز عدد الإصابات في هذه المنطقة عددَ الإصابات في أميركا الشمالية التي أُحصِيت فيها أربعة ملايين و330 ألفا و989 إصابة معظمها في الولايات المتحدة (4,2 ملايين إصابة ونحو 150 ألف وفاة).

في أميركا اللاتينية، تُعدّ البرازيل الدولة الأكثر تأثرا، بتسجيلها مليونين و394 ألفا و513 إصابة و86 ألفا و449 وفاة حتى السبت.

ولوحِظت زيادة في الإصابات في المكسيك والبيرو وكولومبيا والأرجنتين، وهي دول تحاول إعادة إطلاق أنشطتها الاقتصادية في مسعى للحد من تأثير الجائحة.

أما من حيث عدد الوفيات فتبقى أوروبا في المقدمة بتسجيلها 207 آلاف و933 وفاة، تليها أميركا اللاتينية والكاريبي (182 ألفا و726 وفاة) والولايات المتحدة وكندا (155 ألفا و673 وفاة).

من جانب آخر، أعلنت السلطات الصحية في كندا الأحد أن غالبية الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في البلاد هي لأشخاص تحت سن الـ39، محذرة الشباب من أنهم "غير محصنين" من الوباء.

في مايو، كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن القارة الأميركية أصبحت المركز الجديد للوباء بعد أوروبا.