كيبرون (فرنسا): يقول أحد المصطافين الذي وصل للتو إلى بلدة كيبرون الواقعة في غرب فرنسا ويفكر بمغادرتها، إنه "لا بد من التعايش" مع فيروس كورونا المستجد الذي دفع تفشيه خصوصاً بين الشباب، سلطات هذه البلدة السياحية إلى فرض تدابير صارمة كوضع الكمامة وإغلاق الشواطئ ليلاً.

وتدهور الوضع الصحي بسرعة في الأيام الأخيرة في شبه الجزيرة التي تحمل اسم المدينة التي تقع فيها. في حين أنها لم يتم الإبلاغ سوى عن إصابة واحدة في 21 يوليو، ولكنها سجلت الأحد 54 إصابة، تعود معظمها لمجموعة شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا شاركوا في تجمعات خاصة أو ترددوا على حانات البلدة.

أصبح وضع الكمامة إلزاميًا اعتبارًا من الخميس في الشوارع المزدحمة في وسط المدينة وفي الأسواق، ومنعت البلدية الأحد ارتياد الشواطئ والمتنزهات والحدائق بعد الساعة 9 مساءً.

بانتظار الخضوع لفحص كورونا المستجد في كيبرون في بريتاني، يوم 27 يوليو 2020

احتمال نقل العدوى

وتشير السلطات المحلية إلى وجود "بؤر تهدد باحتمال انتقال مرتفع للعدوى" في هذه البلدة الساحلية. ولا يدفع ذلك إلى طمأنة السياح الكثر الذين يضعون بمجملهم الكمامة شوارع وسط المدينة. وقال بيير الذي وصل للتو إلى شبه الجزيرة وجاء للاستعلام عن اوقات الفحص الذي يقام خلف مبنى بلدية كيبرون "طُلب منا الحضور لإجراء الفحص بسبب وجود حالتي إصابة بكوفيد، في مكان التخييم". وتابع "لقد بدأنا هذه العطلة بخيبة أمل ولكن هذا ما حصل، لابد من التعايش معه، وسنوضب المقطورة ونعود أدراجنا إلى المنزل في نورماندي" (شمال غرب).

وعند بداية فترة ما بعد ظهر الإثنين، تحت زخات خفيفة من المطر، أصطف العديد في طابور بانتظار أن يتم فحصهم مجانًا وبدون وصفة طبية. من بينهم جيل فويدي، وهو مصطاف قدم إلى كيبرون من نورماندي "لقضاء وقت ممتع" لكنه فوجئ وأصيب بخيبة أمل بسبب ما جرى. وأوضح "نحاول إجراء الفحص لنتمكن من العودة إلى المنزل والذهاب إلى العمل وربما الحصول على وثيقة كي نبرزها لصاحب العمل".

يافطة تعلم أهالي كيبرون في بريتاني بإغلاق الشاطئ والحدائق العامة في 27 يوليو 2020

"إزعاج طفيف"

وتعامل البعض الآخر مع الموقف بحكمة مثل كارولين أودبرت، التي تعمل في متجر لبيع السكاكر على الواجهة البحرية. وأكدت "إننا نمضي مع ذلك أياما جميلة، أعتقد أن الناس مطمئنين، حيث سيسمح وضع الجميع الكمامة ... وتطبيق التدابير الصحيحة وإخضاع الجميع للفحص بالحد من الفيروس". وأضافت "على أي حال، إنه ينتشر في كل مكان، وليس فقط في كيبرون، لذلك أعتقد أن الناس، يتأقلمون على العيش معه".

لم يفسد وضع الكمامة عطلة روبن بيانتانيدا (28 عام)، الذي يقترب موعد مغادرته لشبه الجزيرة بعد قضاء أسبوعين مع العائلة وإن كان "الجو سرياليًا بعض الشيء". وأضاف "سنعود إلى باريس بعد قليل، وسنرى كيف سيكون الوضع هناك، لكن الأمر لا يقلقني، بصرف النظر عن التجول مع وضع الكمامة (.. .) إنه إزعاج طفيف". أما الآخرون، الأصغر سناً والمعنيين مباشرة بالتدابير الجديدة، فسيتعين عليهم التأقلم على القيود.

ويروي تايتفيني وهو طالب (21 عاما) جاء لقضاء عدة أيام في كيبرون "كنا نجلس مساء على الشاطئ، ونأكل الوفل، عندما وصل رجال الشرطة فجأة، واستجوبونا وأخبرونا أن المكان بعد الساعة 9 مساءً مغلق ومحظور" ولم يتم تغريمه. وأشار إلى أنه لم يكن هناك الكثير من الأشخاص مساء الأحد على الشاطئ، في حين "عادة ما يكون هناك الكثير من الأشخاص على الشاطئ في المساء".