تشهد وسائل التواصل الاجتماعي منذ الثلاثاء تداولاً نشطاً لمقطع مصور قديم يلوح فيه حسن نصرالله باستهداف مخازن الأمونيا في ميناء حيفا بالصواريخ، محولاً المدينة إلى كتلة من اللهب. هل انقلب السحر على الساحر؟

إيلاف من دبي: أعاد الانفجار المروع الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء، اللبنانيين بالذاكرة إلى خطاب قديم ألقاه زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله قبل سنوات، وفيه يلوح لإسرائيل بصلية من الصواريخ، قال إنه يفكر بإمطار ميناء حيفا في الداخل الإسرائيلي بها، مهدداً ومتوعداً الدولة العبرية إذا فكرت بكسر قواعد الاشتباك عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

لماذا استهداف ميناء حيفا بالذات؟ يذيع نصر الله في الفيديو السر، قائلاً إن الميناء يحتوي على حاويات ضخمة للأمونيا، يكفي أن تصيبها بضعة صوارخ عبر الحدود، كي تحول حيفا، ويقطنها ثمانمئة ألف نسمة، إلى كتلة من اللهب والرعب.

وانتهز نصرالله مناسبة ذاك الخطاب ليثبت "توازن رعب" يفترض وجوده بينه وبين إسرائيل، ردًا على سلسلة غارات إسرائيلية على مواقع الميليشيا التابعة له في سوريا، وهي مستمرة حتى اليوم، وقتلت عشرات الميدانيين والقياديين من حزبه ومن إيران.

يعود تاريخ الفيديو المتداول إلى 16 فبراير 2016، ويمثل جزءاً من كلمة لنصر الله بعنوان "مقاومة لا تُهزم"، ألقاها بمناسبة إحياء الحزب الذكرى السنوية لقادته العسكريين الذين سقطوا في الحرب مع إسرائيل، وفيه يتحدث عن قوة الردع التي يمتلكها حزبه في مواجهة تل أبيب.

قال نصرالله: "تكفي بعض الصواريخ من عندنا إضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا وتكون نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية... بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة يُقتل منهم عشرات الآلاف".

بعد هذا التهديد، اتخذت السلطات الإسرائيلية خطوات عاجلة لإخلاء مخازن ميناء حيفا من الأمونيا، لكن بيروت، ويسيطر على قرارها السياسي حزب الله، احتفظت بكمية غامضة من نترات الأمونيا كان انفجارها كافياً أمس ليحدث زلزالاً في المدينة... مماثلاً على نحو لا يصدق للسيناريو الدموي الذي رسمه نصر الله في خطابه ذاك، لكن بلحم اللبنانيين الأبرياء ودمائهم لا دماء العدو.

وكانت السلطات اللبنانية أعلنت الثلاثاء أن الانفجار الذي أسفر عن عشرات القتلى وآلاف المصابين في مرفأ بيروت، ناجم عن 2750 طنًا من نترات الأمونيا كانت مخزنة في الميناء منذ 6 سنوات.