إيلاف من بيروت: فجر إرهابي نفسه صباح الاثنين في منطقة العامرية في عكار، أقصى شمال لبنان، بعدما دهمت قوة من الشرطة منزله للاشتباه بضلوعه في ارتكاب جريمة مروعة قبل بضعة أيام في بلدة كفتون المجاورة.

وقالت الشرطة إنها دهمت غرفة معزولة يقيم فيها المشتبه به السوري الجنسية (40 عاماً) في منطقة تكتظ بالنازحين السوريين، فواجهها بالنار لترد عليه بالمثل، قبل أن يعمد إلى تفجير نفسه. ولم توضح السلطات إذا ما كان ثمة مطلوبون آخرون مشتبه بهم في تنفيذ الجريمة.

وكانت مصادر أمنية كشفت الجمعة أن ثلاثة رجال قتلوا في إطلاق نار ببلدة كفتون الواقعة في شمال لبنان. وقالت المصادر إن إطلاق النار جاء من سيارة أوقفها الرجال، وينتمون إلى حرس البلدية، أثناء مرورها في البلدة. وعثر على السيارة في وقت لاحق دون أن يكون أحد بداخلها، لكن كان فيها مسدس وكاتم للصوت وعبوة ناسفة صغيرة وسلك كهربائي.

وقُتل اثنان من الرجال على الفور في حين لقي الثالث حتفه في وقت لاحق متأثراً بجراحه.

الآثار التي خلفها قيام الإرهابي بتفجير نفسه

عمل إرهابي كبير

وتتبعت السلطات خيوطاً أوصلتها إلى أن المشتبه به الذي فجر نفسه صباح الاثنين هو أحد منفذي مجزرة كفتون، لا سيما بعد أن ألقت القبض على أحد المشتبهين الذي اعترف بدوره في تنفيذ الجريمة.

وتشتبه السلطات بأن المهاجمين كانوا يخططون لتنفيذ عمل “إرهابي كبير”، بحسب ما أفصح مصدر أمني لـ”إيلاف”، من دون أن يكشف عن طبيعة هذا العمل. وقد عطل نجاحهم في تنفيذ العمل الإرهابي اشتباكهم مع حراس البلدية، قبل أن يقوموا بقتلهم ويلوذوا بالفرار.

وتفيد المعلومات الأولية غير الرسمية حول الجريمة أن السيارة التي استخدمها المسلحون المهاجمون كانت تستطلع الأحياء الداخلية لبلدة كفتون لمدة زمنية طويلة، فاشتبه بها حراس البلدية وطلبوا منها المغادرة، فذهبت وعادت بعد أقل من ساعة، وحين هم حراس البلدية بإيقافها، تعرضوا لإطلاق النار.

السيارة التي استخدمها المهاجمون قبل أن يقوموا بتركها ويلوذوا بالفرار

وأظهرت كاميرات أن سيارة الجناة كانت مواكبة بسيارتين، إحداهما هرّبت من ارتكبوا الجريمة لحظة فرارهم وتركهم سيارتهم التي وضعت الشرطة يدها عليها لاحقاً.

اغتيال نائب مستقيل

ورجحت مصادر أمنية أن يكون هدف الخلية الإرهابية تنفيذ عملية ارهابية، وأحد الاحتمالات قد يكون استهداف النائب الكتائبي المستقيل حديثاً من مجلس النواب على خلفية انفجار بيروت نديم الجميل، الذي كان موجوداً في زيارة الى بلدة كفرحاتا المجاورة لحظة وقوع الجريمة.

ونديم الجميل هو نجل رئيس الجمهورية الأسبق بشير الجميل، الذي اغتيل في 14 سبتمبر 1982 قبيل تسلمه منصبه.

وكان من شأن تنفيذ جريمة مماثلة لو تمت، أن تفضي إلى نزاع أهلي عميق، وتحدث شرخاً أمنياً لا تحمد عقباه، خصوصاً أن أهالي منطقة كفتون يميلون بأكثرية واضحة إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. ومعلوم أن أحد المنتمين إلى هذا الحزب، واسمه حبيب الشرتوني، هو الذي نفذ عملية اغتيال الرئيس بشير الجميل، وهو بدوره نجل مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل.

وبالعودة إلى وقائع جريمة كفتون، فقد عُلم أنّ المشتبه فيه الذي قُبِضَ عليه في مخيم البداوي هو "داعشي" سابق وصادرة في حقه احكام مسبقة لارتباطه بتنظيم "داعش"، وقد أقرّ بدوره عن شريكه “الداعشي" السابق، الذي فجر نفسه في عكار.