بيروت: دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الإثنين إلى تغيير النظام الطائفي في البلاد، بعدما أظهر انفجار المرفأ المروّع "سقوط هيكل النظام السياسي والاقتصادي"، في دعوة تكررت مؤخراً على الساحة السياسية.

وقال بري في كلمة ألقاها خلال إحياء ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه "عشية مئوية لبنان الكبير، إن أخطر ما كشفته كارثة المرفأ، عدا عن عناصر الدولة الفاشلة، هو سقوط هيكل النظام السياسي والاقتصادي بالكامل".

وأضاف "لا بدّ بالتالي من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علّة العلل".

وليست المرّة الأولى التي يطالب فيها بري بإلغاء "الطائفية السياسية"، إذ إنه كرر هذا المطلب في السابق، وهو الذي يعد أبرز ممثلي الطائفة الشيعية في السلطة، ويتولى منصب رئاسة البرلمان منذ العام 1992، وتوجه إليه اتهامات كثيرة بالفساد.

إلا أن دعوته الجديدة تتزامن مع دعوات مشابهة أخرى أطلقها مسؤولون منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، وبعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احداث "تغيير" حقيقي في النظام ووضع "ميثاق سياسي جديد".

ودعا بري الأفرقاء إلى ملاقاته نحو "الدولة المدنية"، غداة دعوة مماثلة اطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون مساء الأحد.

واعتبر عون في مقابلة تلفزيونية أن "السلطة تقوم على نظام توافقي يتطلب الإجماع، وهو أمر مستحيل في أغلب الاحيان، يشلّ الدولة ويوقف القرارات مهما كانت أهميتها".

ودعا في كلمة له سبقت المقابلة لمناسبة الذكرى المئوية لقيام دولة لبنان الكبير "إلى إعلان لبنان دولة مدنية"، معتبراً أن ذلك "يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبّل أي إرادة بنّاءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح".

ويحكم لبنان المتعدّد المذاهب والأديان نظام محاصصة طائفية وسياسية تتمسك به طبقة سياسية لم تتغير منذ عقود.

وأبدى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أيضاً انفتاحاً إزاء الطرح الفرنسي بشأن التوصل إلى "عقد سياسي جديد" بناء على اقتراح ماكرون، مشترطاً في كلمة الاحد أن "يكون هذا النقاش وهذا الحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية".

واستباقاً لزيارة ماكرون الذي يصل الى لبنان بعد ساعات قليلة، للمرة الثانية منذ انفجار المرفأ، سرّعت القوى السياسية خلال الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته على وقع غضب الشارع.

وكلف عون الإثنين سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على أصوات غالبية النواب خلال الاستشارات النيابية الملزمة. وتعهّد الأخير اجراء اصلاحات وتشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن".