وصل إيمانويل ماكرون إلى بيروت في زيارته الثانية منذ انفجار المرفأ، منفذًا وعده بالعودة لتقييم الوضع منذ زيارة أولى دعا فيها المسؤولين إلى إقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة.

بيروت: من انفجار مرفأ بيروت الدامي في الرابع من أغسطس إلى تسمية رئيس جديد للوزراء الإثنين، في ما يأتي تذكير بأبرز الأحداث التي شهدها لبنان الذي وصل اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء في زيارة هي الثانية في اقل من شهر.

إنفجار مدمر
في الرابع من أغسطس دمر انفجار قسما كبيرا من مرفأ بيروت وأحياء كاملة في العاصمة اللبنانية.

والسبب حريق شب في مستودع تخزن فيه كما أقرت السلطات، أطنان من نيترات الأمونيوم منذ ست سنوات. وتسبب ذلك بمقتل 188 شخصا على الاقل واصابة أكثر من 6500 بجروح وتشريد 300 ألف شخص وفق آخر حصيلة رسمية.

وكانت البلاد أصلا غارقة منذ أشهر في أزمة اقتصادية خطيرة مع تراجع سعر صرف العملة المحلية وتضخم مفرط وتسريح جماعي وقيود مصرفية صارمة.

وضع كارثي
استيقظت بيروت في اليوم التالي على صدمة غير مسبوقة وبدأ السكان يبحثون عن مفقودين وأغراض شخصية بين أنقاض الأبنية. وواصل المسعفون عملياتهم بحثا عن ناجين محتملين تحت الأنقاض.

وقال محافظ بيروت مروان عبود أن "الوضع كارثي". واعلنت حال الطوارىء وبدأت المساعدة الدولية تتدفق.

ماكرون
في السادس من أغسطس قام إيمانويل ماكرون بزيارة لبيروت لبضع ساعات وزار حي الجميزة المدمر وسط حشد من اللبنانيين الغاضبين الذين اتهموا قادتهم بالفساد وعدم الكفاءة.

وطلب الرئيس الفرنسي اجراء تحقيق دولي ودعا إلى "إصلاح النظام السياسي" و"تغييرات جذرية" يطالب بها الشعب منذ أشهر.

لكن الرئيس اللبناني ميشال عون رفض في اليوم التالي أي تحقيق دولي وقال "من المحتمل أن يكون سبب الانفجار الاهمال أو عملا خارجيا كصاروخ أو قنبلة".

متظاهرون غاضبون
في الثامن من اغسطس قدم نواب حزب الكتائب الثلاثة (معارضة) استقالاتهم بعد أيام من استقالة نائبين آخرين.

وطالب آلاف اللبنانيين بمحاسبة الطبقة السياسية محملين اياها مسؤولية الانفجار. وعلق متظاهرون مشانق في ساحة الشهداء في بيروت.

ودارت صدامات بين قوات الأمن التي اطلقت الغاز المسيل للدموع ومتظاهرين شباب ردوا برشق الحجارة.

وفي المساء احتل متظاهرون لفترة قصيرة عدة وزارات ومقر جمعية المصارف.

مساعدة دولية
في التاسع من اغسطس جمعت مساعدات بقيمة 252,7 مليون يورو - فورية أو تقدم خلال فترة زمنية قصيرة - خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمته فرنسا والامم المتحدة.

ووعدت الاسرة الدولية ب"عدم التخلي عن لبنان" لكنها اشترطت أن تكون مساعداتها موزعة "مباشرة" على الشعب وأن يفتح تحقيق "شفاف".

استقالة الحكومة
وفي العاشر منه اعلن رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته بعد استقالة عدد من الوزراء تحت ضغط الشارع.

ودارت صدامات جديدة بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن في وسط بيروت وطالب المحتجون برحيل كل الطبقة السياسية.

"نظام طائفي" عرضة للانتقاد
في 28 منه، تحدث إيمانويل ماكرون عن "قيود النظام الطائفي" في لبنان والتي أدت إلى "وضع لم يعد يوجد معه تقريبا تجدد سياسي وحيث من المستحيل تقريبا اجراء اصلاحات". وحذر "ان لبنان سيواجه حربا أهلية اذا تخلينا عنه".

وفي 30 منه اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان الحزب منفتح لمناقشة "عقد سياسي جديد". ودعا الرئيس ميشال عون إلى اعلان لبنان "دولة مدنية".

رئيس وزراء جديد
في 31 اغسطس بات للبنان رئيس وزراء جديد هو السفير مصطفى أديب الذي تعهد تنفيذ الاصلاحات المطلوبة من الاسرة الدولية وابرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

ودعا رئيس البرلمان زعيم حركة أمل الشيعية نبيه بري إلى "تغيير النظام الطائفي". وقال "لا بدّ من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علّة العلل". ووصل ماكرون مساء الى بيروت حيث دعا الى تشكيل "حكومة بمهمة في اسرع وقت".