كابول: صرح ناطق باسم حركة طالبان بأن السلطات الأفغانية أفرجت عن عدد من آخر عناصر الحركة بموجب اتفاق تبادل السجناء، معبرا عن ثقته في إمكان بدء محادثات سلام قريبا.

وقال الناطق باسم طالبان سهيل شاهين "تم الافراج عن سجنائنا ونرى ذلك خطوة ايجابية تمهد الطريق لبدء محادثات بين الأفغان".

وصرح مسؤول آخر في طالبان بأن السلطات الأفغانية أفرجت عن مئتين من عناصر الحركة في اليومين الأخيرين.

ووقع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في قطر في فبراير الماضي، يقضي بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول منتصف 2021، مقابل إجراء حوار بين الأفغان، كان يفترض أن يبدأ في مارس.

لكن هذه المفاوضات يتم تأجيلها باستمرار بسبب خلافات حول بند آخر في اتفاق الدوحة الذي لم تصادق عليه كابول، بشأن مبادلة الإفراج عن حوالى خمسة آلاف من عناصر طالبان مقابل ألف من عناصر قوات الأمن الأفغانية.

وبقي 320 من الأكثر خطورة من هؤلاء قبل عملية إطلاق سراح السجناء الأخيرة من جانب سلطات كابول التي تطالب من جانبها بالإفراج عن بعض جنودها.

وأكد المسؤول الأفغاني الثاني أن أربعة من أفراد القوات الخاصة الأفغانية تطالب بهم كابول أفرج عنهم الثلاثاء وسيتم الإفراج عن اثنين آخرين الأربعاء.

وأكد مسؤول كبير في الحكومة الافغانية أنه تم الافراج عن "عشرات" من عناصر طالبان المسجونين، بينهم ثمانية قدموا لوسائل الإعلام في قندهار معقل الحركة.

وقال هذا المسؤول إنه "سيتم الإفراج عن آخر السجناء خلال أيام".

"غير معقول"

وقالت الناطقة باسم وزارة السلام الأفغانية ناديا أنوري إن "جهود" السلطات الأفغانية "سمحت بتقريبنا أكثر من أي وقت مضى من بدء المفاوضات".

ويعارض عدد من الدول بينها استراليا وفرنسا إطلاق سراح عناصر من طالبان متهمين بقتل مواطنين منها.

وصرح مسؤول في الحكومة الأفغانية بأنه لم يتم الإفراج عن أي من هؤلاء السجناء الإثنين والثلاثاء.

وبين هؤلاء السجناء، تشير اللائحة الرسمية إلى وجود مجموعة من 44 معتقلا "غير مرغوب فيهم". وهذه تبدو لائحة سوداء لأشخاص يشكلون موضع جدل لدى العديد من الدول.

وبين السجناء الذين لم يتم الإفراج عنهم قاتلا بيتينا غوالار الموظفة الفرنسية في الأمم المتحدة التي قتلت في 2003، وجندي أفغاني سابق قتل في 2012 خمسة جنود فرنسيين.

وطلبت فرنسا من كابول "الامتناع عن الإفراج عن هؤلاء الإرهابيين"، بينما رأت عائلة غوالار أنه "من غير المعقول" أن يتم إطلاق سراح هؤلاء القتلة.

وكان عبد الله عبد الله الذي يرأس مجلس المصالحة في أفغانستان صرح الخميس "يمكنني القول بثقة نسبية إن المفاوضات الداخلية الأفغانية ستبدأ الأسبوع المقبل".

وأضاف عبد الله أن "فريق التفاوض الذي يمثل جمهورية أفغانستان الإسلامية جاهز للمفاوضات بتصميم قوي على تمثيل الصوت القوي والموحد للشعب الأفغاني من أجل سلام دائم".

ويخوض الطرفان منذ عقدين نزاعا عسكريا خلف عشرات آلاف القتلى.

وحكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001 قبل ان يطيح بها غزو أميركي للبلاد.

وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة الجنود الأميركيين الى الوطن أولوية رئيسية في السياسة الخارجية لإدارته.