ايلاف من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال تفقده الخميس لمنفد ابراهيم الخليل الشمالي مع تركيا على ضرورة تطويره لتوسيع عملية التبادل التجاري .. فيما تعهد بالعمل على اعادة جميع النازحين الى مناطقهم وزار موقعا لعمليات الانفال ضد الاكراد في زمن النظام السابق.

وفي مبادرة هي الاولى لرئيس وزراء عراقي فقد تفقد الكاظمي منفذ إبراهيم الخليل الحدودي مع تركيا في قضاء زاخو بمحافظة دهوك في اقصى الشمال والتقى بالمسؤولين فيه حيث اطلع على سير العمل والإجراءات الكمركية والضريبية وآلياتها المتّبعة في المنفذ الحدودي المهم.

وأكد الكاظمي أن زيارته الحالية الى إقليم كردستان تأتي في إطار بذل الجهود للتكامل ما بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في جميع المجالات ومنها تفعيل العمل في المنافذ الحدودية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وأوضح أنه لمس أجواء إيجابية في أربيل ستصب في خدمة البلد وشعبه.. وشدد على ضرورة تطوير منفذ إبراهيم الخليل، مؤكدا قيام الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بعقد اجتماعات قريبا جدا من أجل تنسيق العمل والوصول الى حالة التكامل التي ستنعكس إيجابيا على المواطنين في عموم العراق.

وأشار الكاظمي الى أن من أولويات عمل حكومته تسهيل حركة التجارة وإزالة جميع العقبات التي تقف حائلا أمام تطوير عملية التبادل التجاري والتي من شأنها أن تسهم في عملية النهوض بالاقتصاد العراقي وتنويع إيراداته.

ويعتبر معبر إبراهيم الخليل مع تركيا واحدا من أكثر النقاط الحدودية التي لا يزال العراق وإقليم كردستان يعتمدان عليها تجاريا منذ عشرات السنين فهوالنقطة الاستراتيجية التي تعد الأقرب مع تركيا وبوابة العراق على القارة الأوروبية.

ويدر هذا المعبر أرباحا سنوية تفوق 12 مليار دولار سنويا عن طريق التبادل التجاري بين الإقليم والعراق ككل مع تركيا وبقية دول العالم . وتعد إيرادات المعبر سيادية لا يحق للإقليم التصرف بها وحده ويفترض ان تدخل إلى الخزينة الاتحادية مناصفة. وتمرعبر هذا المنفذ جميع أنواع البضائع مئات الشاحنات يوميا والتي يتجه جزء منها إلى الإقليم في حين يذهب الجزء الأكبر إلى بقية مدن العراق.

وبرغم ان هناك أكثر من معبر حدودي يربط العراق والإقليم بدول الجوار منها معبرا حاج عمران في أربيل وباشماخ في السليمانية بالإضافة إلى الحدود السورية فإن الاهتمام والضغط الأكبر هو على معبر إبراهيم الخليل بسبب قرب الموانئ التركية من الحدود العراقية ولسلامة مرور الحاويات وسرعة الإجراءات المتبعة في المعبر حيث تتخذها الكثير من الشركات كمعبر أساسي لإدخال البضائع للإقليم ومنه لبقية أنحاء العراق.

الكاظمي: حريصون على اعادة جميع النازحين
ثم تفقد الكاظمي مخيم قاديا للنازحين في محافظة دهوك الشمالية واطلع على أوضاع النازحين والتقى عددا من العوائل النازحة واستمع الى مشاكلها ومعاناتها والى شرح مفصّل قدّمه المسؤولون هناك عن أوضاع النازحين داخل المخيم.

ووعد الكاظمي بتلبية جميع المتطلبات التي يحتاجها النازحون في مخيم قاديا وباقي المخيمات مؤكدا حرص الحكومة الشديد على العمل الجاد لإعادة جميع النازحين الى مناطقهم وتوفير الأجواء المناسبة للاستقرار .

واليوم اشارت المنظمة الدولية للهجرة في العراق في تقرير تسلمته "ايلاف" الى انه خلال الصراع مع تنظيم داعش نزح أكثر من 6 ملايين عراقي من مناطقهم الأصلية حيث تضررت محافظة نينوى الشمالية بشدة واستولى التنظيم على مركزها الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في العراق بعد العاصمة في حزيران يونيو عام 2014.

وقالت انه بعد مرور قرابة ثلاث سنوات على الهزيمة الرسمية لتنظيم داعش عادت مئات الآلاف من العوائل في جميع أنحاء البلاد إلى مناطقها الأصلية لكن ما يزال هناك 1.3 مليون نازح خاضعون لنشاط العودة الطوعية المدعوم من الحكومة العراقية والامم المتحدة وهو الأول من نوعه في البلاد في مرحلة ما بعد الصراع.

.. وفي موقع لعمليات الانفال ضد الاكراد
كما زار الكاظمي مشهداً من مواقع جريمة الأنفال في زمن النظام السابق ضد الاكراد في محافظة دهوك الشمالية. ووضع رئيس الوزراء إكليلاً من الزهور وقرأ سورة الفاتحة ترحّماً واستذكاراً لضحايا الجريمة والتقى بجمع من المواطنين من ذوي الضحايا "واستمع لهم وأكبر فيهم تضحيات ذويهم التي عبّدت الطريق نحو بناء عراق حر ديمقراطي مثلما مهّدت لزوال الدكتاتورية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

يشار الى ان عمليات الأنفال قد ارتكبت على ثماني مراحل من قبل النظام السابق وراح ضحيتها الاف الاكراد في عام 1986 واستمرت حتى منتصف عام 1989 حيث طالت أكثر من 4500 قرية و30 ناحية.

وكان الكاظمي قد وصل الى اربيل صباح الخميس في زيارة الى اقليم كردستان تستغرق يومان حيث عقد اجتماعين منفصلين مع رئيس وزراء الاقليم مسرور بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني فيما ينتظر ان يلتقي غدا الجمعة مع رئيس الاقليم نجيرفان بارزاني ثم يتجه الى محافظة السليمانية للقاء قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وجاءت زيارة الكاظمي هذه لاقليم كردستان في ختام مباحثات مساء الاربعاء اجراها في بغداد مع وزراء النفط والمالية والكهرباء في الحكومة الاتحادية وفد حكومة إقليم كردستان برئاسة نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني الذي عبر خلال الاجتماعات عن استعداد إقليم كردستان للاتفاق مع الحكومة الاتحادية على مسألة عائدات النفط والمنافذ الحدودية والعائدات غير النفطية.