ايلاف من لندن: فيما اعتبر رئيس الوزراءالعراقي مصطفى الكاظمي الاربعاء تلكؤ تنفيذ المشاريع الخدمية منذ سنوات جريمة ضد العراقيين فقد دعا القوات الامنية الى التحلي بالصبر في مواجهة المتظاهرين وحذر من مخاطر تفشي المخدرات وانتشار سلاح العشائر، مؤكدا ان حكومته تواجه تحديات وضغوطات.

واثر وصوله الى محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) التي تشارك في الاحتجاجات التي انطلقت اواخر العام الماضي وتشهد حاليا عمليات عسكرية لملاحقة السلاح المنفلت فقد رأس الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة اجتماعا للقيادات الأمنية في المحافظة وقيادة عمليات سومر بحضور وزيري الدفاع والداخلية حيث طالبها ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في عموم المحافظة.

وأكد أن القائد الأمني في المحافظة لا يمثل نفسه ولا عشيرته إنما يمثل الدولة التي هي أعلى وسام وأعلى عنوان اعتباري وهذا الأمر سيخلق واقعا أمنيا أكثر استقرارا ويعزز ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية. ووجّه بالاهتمام بالقوات المكلفة بحماية وتنظيم التظاهرات وتدريبها جيدا وشدد على عدم التسامح لأي اعتداء على مؤسسات الدولة داعيا الى أن يكون سلاح القوات الأمنية في التظاهرات هو سلاح الصبر وعليها أن تستخدم أساليب مسؤولة في التعامل مع التظاهرات السلمية.

واشار الكاظمي أن هناك مناطق ظلمت في السابق وإشاعة الفوضى ليس في مصلحتها ولا في مصلحة مستقبلها وشدد على الوقوف بقوة وحزم إزاء أي تجاوزات أمنية.. وقال مخاطبا القيادات الأمنية قائلا "الفرصة سانحة اليوم للنجاح، وستواجهون صعوبات في تنفيذ مهامكم لكن ما تبذلونه هو لمصلحة أولادنا ولأجل أن نصنع أملا لدى الناس وسنخوض التحدي بلا تردد". كما وجّه بتلبية احتياجات القيادات الأمنية في محافظة ميسان وتوفير المستلزمات الحديثة التي تسهّل مهامها وتنفيذها واجباتها بسرعة وأكثر إتقانا.

الكاظمي يستمع لمطالب متظاهري ميسان
كما عقد الكاظمي اجتماعا في المحافظة مع ممثلين عن متظاهري وتنسيقية التظاهرات فيها واستمع الى مطالبهم التي تنصب على النهوض بواقع المحافظة وأبنائها.

وقال في كلمة للمتظاهرين "إن واقع محافظة ميسان مؤلم، فيما تعد من أكثر المحافظات مثالية للنمو والنجاح حيث تتوافر فيها كل المقومات وتنتظر من يستثمر طاقاتها. واشار الى انه سيعلن عن تشكيل مجلس الخدمة الذي سينظم التعيينات في مؤسسات الدولة وفق خطط مرسومة ويحقق العدالة للمتقدمين ويغلق الباب أمام محاولات استغلال هذا الملف.
وأكد الكاظمي أن الحكومة تواجه تحديات وضغوطات وهي تعمل حاليا على تخليد تضحيات شهداء تشرين في اشارة الى التظاهرات وتثبيت حقوقهم .. وبيّن أن العنف واستخدام السلاح لا ينفعان ولا يبنيان دولة والحل الجذري هو سيادة القانون وتحقيق المساواة والعدل.

وتفقد منفذ الشيب مع ايران
ثم تفقد الكاظمي منفذ الشيب الحدودي في ميسان مع ايران واطلع على آليات العمل المتّبعة فيه وعلى سير الإجراءات ومراحل الفحص وعمل الموازين وانسيابية النقل في المنفذ.

واستمع الكاظمي الى شرح مفصّل قدّمه المسؤولون عن المنفذ الحدودي والعقبات التي تواجه العمل وآليات تجاوزها وأجرى زيارة الى ساحة التبادل التجاري في منفذ الشيب واطلع على الإجراءات وانسيابية العمل فيها واستمع الى شكاوى المواطنين هناك ووعد بمتابعتها.
وحث الكاظمي جميع العاملين على بذل أقصى الجهود من أجل تطوير العمل، والالتزام بالتوجيهات الحكومية في تحسين نوعية الخدمات المقدّمة في المنفذ، بما يضمن سرعة العمل وزيادة الإيرادات، الى جانب مواجهة الضغوطات ومحاربة كل أوجه الفساد.
وكان الكاظمي اطلق الشهر الماضي حملة واسعة للسيطرة على منافذ البلاد الحدودية ومواجهة الفساد فيها والسيطرة على مواردها التي تبلغ حوالي 10 مليارات دولار سنويا.

تلكؤ تنفيذ المشاريع جريمة ضد العراقيين
وخلال زيارته لمحافظة ميسان يرافقه وفد حكومي كبير للاطلاع على احتياجات المحافظة والوقوف على المشاكل التي تواجهها فقد اجتمع الكاظمي بمحافظ ميسان ورؤساء الدوائر الخدمية فيها واستمع الى شرح مفصّل قدموه عن الواقعين الخدمي والأمني للمحافظة.
واشار الكاظمي الى ميسان من المحافظات المضحية التي قدمت الكثير للعراق، وهي تستحق بذل أقصى الجهود الاستثنائية لخدمة أبنائها.
وأكد أن المحافظة بحاجة الى تضافر الجهود من أجل بسط الأمن والاستقرار فيها.. وأوضح أن أكثر ما يعكر أمنها هو النزاعات العشائرية مؤكدا ثقته بعشائر ميسان الأصيلة في مساعدة الحكومة لتحقيق الاستقرار في عموم المحافظة.
واشار الى أن سوء التخطيط أربك العديد من المشاريع في المحافظات وجعلها متلكئة ولذلك يجب أن يكون هناك فريق عمل متخصص واستثنائي لتذليل كل العقبات.

وبيّن أنه من غير المعقول وجود مشاريع متلكئة منذ عام 2008 وأقل ما يوصف بأنه جريمة بحق المواطن واستحقاقه للخدمات .. وشدد على الحاجة الماسّة لوضع إستراتيجيات وبدائل حديثة وحضارية في الخدمات والبنى التحتية وبتكاليف أقل.

وعن تفشي المخدرات في العراق فقد حذر الكاظمي من أن المخدرات آفة تهدد الأجيال الشابة .. مشددا على ان حكومته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الأفراد والجهات التي تتاجر بها وستتم ملاحقتهم قانونيا وتقديمهم للقضاء.

وتؤكد مصادر عراقية رسمية ان عدد المشاريع المتلكئة في العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 تبلغ اكثر من ثمانية آلاف مشروع كلفتها أكثر من 270 مليار دولار و99 بالمائة منها متلكئة بسبب الفساد.