يبدو أن العوائق كثيرة أمام وصول الإنسانية إلى لقاح فعلي ضد كورونا. فكلما تذللت عقبة، نتأت عقبة جديدة. فالجميع يتكلم اليوم على الحاجة لأوعية تحفظ اللقاح في برودة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر.

إيلاف من بيروت: قالت "نيويورك تايمز" الأميركية إن مشكلةً فعلية ستعيق الجهد الإنساني المبذول للسيطرة على الجائحة، فحتى بعد تطوير اللقاح ونجاحه في كل مراحله التجريبية، كيف سيُنقل إلى مختلف دول العالم مع الحفاظ عليه في درجة حرارة متدنية جدًا؟

فالبحوث تؤكد إلزامية الاحتفاظ بلقاح كورونا في حرارة دون 80 درجة مئوية تحت الصفر، من لحظة تعبئته في القارورة حتى لحظة حقنه في ذراع المريض، وهذا ليس سهلًا مع نية تصنيع اللقاح في قارة وشحنه إلى القارات الأخرى، ومن مستودع إلى مستودع، قبل أن تصل إلى المستشفيات والمراكز الطبية التي يتم فيها التلقيح.

هذه المسألة دفعت شركات الأدوية إلى التفكير في كيفية حفاظ مئات الملايين من جرعات اللقاح في برودة عالية، فذلك يتطلب تجهيز طائرات وشاحنات ومستودعات بأجهزة تجميد، وتصنيع أوعية زجاجية تتحمل المناخ الجليدي، وإنتاج الكثير من الثلج الجاف.

قالت الصحيفة إن لقاحين من اللقاحات الثلاث التي وصلت للمرحلة النهائية (لقاح فايزر ولقاح مودرنا) يتكونان من مواد وراثية تتفكك عند ذوبان الجليد، أما الثالث (لقاح استرازينيكا وجامعة أكسفورد) فيجب أن يبقى باردًا لكن من دون تجميده، ولذلك سيعتمد توزيع اللقاح على الشركات اللوجستية الكبرى، مثل فيدكس و يو بي إس، فهما يمتلكان شبكات من المجمدات التي تستخدمها لشحن المواد الغذائية والإمدادات الطبية القابلة للتلف.

وقالت شركة "يو بي إس" إنها تبني ما يسمى "مزرعة التجميد" في لويزفيل بولاية كنتاكي، لتخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة تحت الصفر. وأعلنت "فيدكس" عن إنشاء مجمدات يمكنها الحفاظ على درجات حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، في عدد من مدن العالم مثل باريس.

لكن، حتى لو تم التغلب على هذه المشكلات، فثمة مشكلة أخرى: هل الصيدليات والمستشفيات تملك مجمدات تستطيع توفير برودة تصل إلى 80 درجة تحت الصفر؟