إيلاف من لندن: حسم الكرملين موقفه من النزاع المتجدد في قره باغ بالتأكيد على أن موسكو لا تعتقد أن تفاقم الوضع يتم استفزازه عمدا من أجل ممارسة أي تأثير على روسيا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ردا على سؤال عما إذا كان الكرملين يرى تفاقم الصراع في قره باغ استفزازا متعمدا للتأثير على روسيا عقب احتجاجات بيلاروسيا وحادثة المعارض أليكسي نافالني: "لا، إنهم لا يرون ذلك".
وكانت الاشتباكات العسكرية قد تجددت، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوما مضادا على طول خط التماس بأكمله في قره باغ. وأعلن الجيش عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.
فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات الأذربيجانية بفقدانها 3 دبابات ومروحيتين وثلاث طائرات مسيرة بجانب "خسائر في القوات العاملة".

وقف إطلاق النار
وشددت موسكو على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وأن روسيا إلى جانب الرؤساء المشاركين الآخرين في "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ستواصل جهود الوساطة الهادفة إلى استقرار الوضع.
يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قرة باغ في فبراير عام 1988، عندما أعلن اقليم ناغورني قره باغ للحكم الذاتي انفصاله عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على قرة باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها. ومنذ عام 1992، كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين - روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.

تركيا مع اذربيجان
وإذ ذاك، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، التأكيد على دعم بلاده لأذربيجان في الصراع العسكري الدائر حاليا مع أرمينيا بإقليم ناغورني قره باغ، معتبرا أن أرمينيا "قوة احتلال" عليها الانسحاب من أراضي أذربيجان.

وقال أردوغان في كلمة متلفزة: "أدين الهجوم الأرميني على أذربيجان، وتركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الشقيقة والصديقة بكل إمكانياتها".
وتابع الرئيس التركي حديثه بالقول إن أرمينيا عليها "الانسحاب من المناطق التي تحتلها في أذربيجان"، ومشيرا إلى أن "ثلاثية مينسك المكونة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية بذلت كل ما بوسعها منذ 30 عاماً لعدم حل المشكلة وحاليا تقوم بالتهديد".