باكو: يتصدى الانفصاليون الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ لهجوم للقوات الأذربيجانية، حسبما أعلن مسؤولون في يريفان الثلاثاء، فيما دخلت المواجهات العنيفة يومها الثالث، وقبيل اجتماع طارئ يعقده مجلس الأمن لمناقشة الأزمة.

ويدور نزاع منذ عقود بين يريفان وباكو بشأن الإقليم ذي الغالبية الأرمنية، واندلعت بينهما اشتباكات دامية في تموز/يوليو الماضي وعام 2016.

وأعلن الإقليم استقلاله عن أذربيجان في أعقاب حرب مطلع التسعينات الماضية أودت بنحو 30 ألف شخص.

وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على الإقليم الجبلي الذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن "القوات الأرمينية تصدت لهجمات أذربيجانية في مختلف قطاعات الخطوط الأمامية وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح".

وكتب المتحدث باسم الوزارة ارتسرون هوفانيسيان على فيسبوك ان "الجانب الأذربيجاني شن قصفا مدفعيا كثيفا على مواقع أرمينية، استعدادا لهجوم جديد".

ومن جهتها ذكرت وزارة الدفاع في باكو أن "معارك شرسة تواصلت ليلا، وتم صد هجوم مضاد من أرمينيا لاستعادة مواقع خسرتها أمام القوات الأذربيجانية".

وأضافت الوزارة "تم تدمير قافلة أرمنية مؤللة ووحدة مدفعية".

وفي ساعات مبكرة الثلاثاء "واصلت القوات الأذربيجانية هجوما على مدينة فيزولي ودمرت اربع دبابات للعدو وآلية مدرعة وقتلت عشرة جنود"، بحسب الوزارة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قرابة الساعة 17,00 (21,00 ت غ) اجتماعاً طارئاً مغلقاً يناقش فيه التطوّرات في ناغورني قره باغ، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس الإثنين.

وارتفعت حصيلة القتلى إلى 95 الإثنين، بعدما أفادت قره باغ عن سقوط 84 عسكريا و11 مدنيا في الاشتباكات: تسعة في أذربيجان واثنان في الجانب الأرمني.

ولم تعلن أذربيجان عن أي خسائر في صفوف عناصرها، لكن الانفصاليين الأرمن بثوا تسجيلات من ميدان المعارك تظهر ما قالوا إنها جثث جنود أذربيجانيين.

ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا.

وتبقى ارمينيا قريبة من روسيا التي لها قاعدة عسكرية فيها. وتنتمي يريفان الى تحالف سياسي عسكري تقوده موسكو في اطار منظمة معاهدة الامن المشترك. وتبيع روسيا أسلحة متطورة بمليارات الدولارات لكل من باكو ويريفان.

واتهمت أرمينيا تركيا التي تدعم أذربيجان بالتدخل في النزاع.

وفيما يحمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية اندلاع المواجهات، حضّ قادة دول العالم الجانبين على وقف المعارك خشية اندلاع حرب شاملة.