ايلاف من لندن: في بادرة هي الاولى من نوعها في العراق فقد اصدرت سلطات البريد في البلد الثلاثاء مجموعة طوابع بريدية توثق لكنائس العاصمة بغداد وتاريخها وسط دعوات لمسيحيي العراق المهاجرين للعودة الى بلدهم.

فقد أصدرت دائرة البريد العراقية اليوم ثمانية طوابع تعرض كنائس طوائف مسيحية مختلفة من بغداد كما ستظهر المجموعة أيضًا في ثمانية أوراق طوابع وفي بطاقات بريدية كما ابلغ "ايلاف" المسؤول في الادارة محمد ضياء الشرواني.

واشار الى ان الفنان العراقي سعد غازي هو من قام بتصميم الطوابع الثمانية بابعاد 3.00 × 4.00 سم بهامش توضيحي.. فيما كانت طريقة الألوان والطباعة حجرية متعددة الألوان على ورق أبيض لامع مصقول مسبقًا وطبعت في دار الطباعة العامة للبريد والاتصالات العراقية في بغداد. واوضح الشرواني انه قد تم طبع 4 الاف مجموعة من هذه الطوابع.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد حث مؤخرا المسيحيين العراقيين المهاجرين على العودة الى بلادهم.
وقال الكاظمي خلال اجتماع مع البطريرك مارلويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك وعددا من المطارنة إن "العراق بلد الجميع وأن المسيحيين هم أبناء البلد الأصلاء ولا يوجد فرق بين أبناء البلد الواحد فالجميع شريك في بناء مستقبل العراق".

وأضاف "نحن جادون في تقديم المساعدة لأهلنا المسيحيين، وحل مشاكلهم ويسعدنا أن يعود المسيحيون إلى العراق ويساهموا في إعماره فالعراقيون بكل طوائفهم تواقون لعراق جديد يؤمن بالسلام ويرفض العنف".

من جهته أعرب البطريرك ساكو عن أمله بأن يستمر نهج الكاظمي لتلبية تطلعات الشعب وتمكنه من معالجة الكثير من التحديات التي تواجه البلد .. مؤكدا دعم الكنيسة لخطواته باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار لعموم العراقين.

وأشار ساكو إلى أن "المسيحيين يعتزون بهويتهم العراقية وقد باتوا يشعرون بالاطمئنان أكثر في ظل التعاطي الجاد لحكومة الكاظمي مع ملف المسيحيين .. مشيرا الى أن هناك "عددا كبيرا منهم يرغب بالعودة إلى العراق".
ومطلع الشهر الحالياعلنت منظمة اليونسكو عن بدئها بعمليات اعادة كنيسة الطاهرة التراثية التاريخة في مدينة الموصل العراقية الشمالية بعد ان دمرها تنظيم داعش وذلك في عملية معقدة بدعم من دولة الامارات في عملية معقدة بعد تعرضها لعملية تدمير أجزاء كبيرة من أروقتها الداخلية وجدرانها الخارجية

وقال باولو فونتاني ممثل اليونسكو في العراق "تحتل كنيسة الطاهرة مكانة كبيرة في مدينة الموصل باعتبارها رمزاً تراثياً ثقافياً، فقد كانت أيقونة مهمة لمدينة الموصل ومصدراً لتنوع المدينة وجمعها مختلف الثقافات والحضارات والديانات".
يشار الى انه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين في البلاد بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألف فقط على الرغم من إن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم .
فقد واجه مسيحيو العراق اعمال عنف استهدفتهم وكنائسهم من قبل المليشيات الطائفية المتطرفة ثم جاء هجوم تنظيم داعش عام 2014 ليؤدي إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي آخر من أرض أجدادهم.