وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل
EPA

تعهدت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل بإجراء "أكبر عملية إصلاح" لنظام اللجوء في المملكة المتحدة منذ "عقود".

وقالت باتل في مؤتمر الحزب المحافظ بأن النظام "معطوب بشكل جوهري" ووعدت بوضع نظام "صارم وعادل".

وأضافت أن ذلك يتضمن تسريع عملية ترحيل أولئك "الذين لا يملكون حق المطالبة بالحماية".

ويأتي هذا بعد أن تبين هذا الأسبوع أن المملكة المتحدة تدارست إرسال طالبي اللجوء إلى جزيرة في المحيط الأطلسي.

وقال وزير الداخلية العمالي في حكومة الظل نيك توماس- سيموندز إن تصريحات باتل كانت "دليلاً إضافياً على مدى افتقار المحافظين للرحمة والكفاءة".

وقبيل خطابها في المؤتمر، قال سيموندز: "إن الشعب البريطاني لن ينخدع بالتصريحات المخزية لوزيرة الداخلية حول "نظام معطوب"، بينما كان هذا النظام تحت إشراف المحافظين طوال عقود".

وقد تعهدت باتل بتقديم نظام لجوء جديد يرحب بالناس من خلال "طرق آمنة وقانونية" ويمنع أولئك الذين يصلون إلى البلاد بصورة غير مشروعة، "ويقدمون مطالبات قضائية لا نهاية لها من أجل البقاء".

وقالت باتل: "بعد عقود من التقاعس من جانب الحكومات المتعاقبة، سنقوم بمعالجة المشكلات الأخلاقية والقانونية والعملية الكامنة في هذا النظام المعطوب. لأن الموجود الآن لا هو نظام صارم ولا عادل".

وقالت وزيرة الداخلية إنها ستقدم تشريعاً من أجل الإيفاء بتعهدها، فيما قالت إنه سيرقى إلى أن يكون "أكبر عملية إصلاح لنظام اللجوء لدينا منذ عقود".

عدد قياسي للمهاجرين

يأتي هذا الوعد بإصلاح نظام اللجوء في أعقاب عبور أعداد قياسية من المهاجرين للقنال الإنجليزية وصولاً إلى المملكة المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي والذين تعهدت باتل بوقفهم.

وفي الوقت نفسه، زادت حالات التأخير في معالجة طلبات اللجوء إلى المملكة المتحدة بشكل كبير. فقد انتظر أربعة من بين كل خمسة أشخاص تقدموا بطلبات اللجوء في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019 ستة أشهر أو أكثر كي تتم معالجة قضاياهم.

وقالت باتل إن المملكة المتحدة ستنفذ عدداً أكبر من "عمليات الإعادة العاجلة" للأشخاص الذين يصلون إلى البلاد بصورة غير مشروعة "وينتهكون قوانينا كل أسبوع".

جزيرة
Getty Images
الحكومة البريطانية فكرت في بناء مركز لمعالجة طلبات اللجوء على هذه الجزيرة النائية الواقعة في المحيط الأطلسي

وأضافت قائلة: "سندرس كافة الإجراءات والخيارات العملية لردع الهجرة غير الشرعية".

تأتي تصريحاتها هذه بعد أن اتضح هذا الأسبوع أن الحكومة بحثت في مسألة بناء مركز لمعالجة طلبات اللجوء على منطقة بريطانية نائية في المحيط الأطلسي.

وقالت مصادر لبي بي سي إن باتل طلبت من المسؤولين أن ينظروا في سياسات اللجوء التي كانت ناجحة في دول أخرى.

لكن حزب العمال قال إن "الفكرة السخيفة" تعتبر "لا إنسانية وغير عملية إطلاقاً ومكلفة جداً".

"إعادة البناء بشكل أفضل"

في هذه الأثناء، كتب رئيس مجلس العموم جاكوب ريس- موغ إلى زملائه في الحكومة داعياً إلى اقتراح مشاريع قوانين "جريئة وطموحة" استعداداً للخطاب المقبل للملكة، حسبما صدر عن داونغ ستريت.

وقال متحدث باسم مقر رئاسة الوزراء إنه يريد أن ينظر "إلى ما بعد" وباء كوفيد-19 وإن رئيس الوزراء "لن يحيده شيء عن مساره" ويمنعه من الإيفاء بتعهداته الواردة في برنامجه الانتخابي.

وفي رسالته، قال ريس- موغ إنه سيكون "من المهم أن نكون مستعدين للاستفادة من الفرص إلى أقصى درجة، بعد انتهاء الفترة الانتقالية مع الاتحاد الأوروبي في 31 من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وقال ريس - موغ إن أولويات رئيس الوزراء بوريس جونسون تشمل مكافحة الجريمة وضبط حدود المملكة المتحدة والاستثمار في البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة.

وقال متحدث باسم مقر رئاسة الوزراء: "كان رئيس الوزراء واضحاً بأننا لن يتم حرفنا عن مسارنا في خططنا الرامية لإعادة البناء بشكل أفضل، وهذا بالضبط ما سيفعله الخطاب القادم للملكة".