ايلاف من لندن: اعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الاربعاء ان عدد اللاجئين السوريين في العراق تزايد الى حوالي ربع مليون شخص، منوهة الى ان وباء كورونا قد دهور سبل عيشهم وجعلهم غير قادرين على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم .

واشارت المفوضية الاممية في تقرير تسلمت "ايلاف" نسخة منه الى ان المانيا قدمت اليوم مساهمة طوعية اضافية تبلغ 13.36 مليون يورو لاجل تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية والحماية للأسر السورية اللاجئة في العراق، حيث رفع هذا التمويل الأخير إجمالي مساهمة ألمانيا للسكان النازحين في العراق لتصل إلى 21.4 مليون يورو لعام 2020.

واشارت الى ان الوباء العالمي لجائحة كورونا اضافة الى الأزمة الاقتصادية قد ادى إلى زيادة كبيرة في القيود المالية لاكثر من 243000 لاجئ سوري يعيشون حاليًا في العراق. وأشارت المفوضية الى انه بسبب تدابير الوقاية من الجائحة شهد العديد من اللاجئين من الذين يمتهنون وظائف رسميًة أو موسميًة أو يوميًة - تدهورًا في سبل عيشهم مما جعلهم غير قادرين على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم دون مساعدة إنسانية.

واوضحت المفوضية ان هذه المساهمة الألمانية ستساعدها على ضمان استمرارية برامج الحماية والمساعدة المنقذة للحياة بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية لعائلات اللاجئين الاكثر حاجةً في جميع أنحاء العراق. ونوهت الى ان هذه الخدمات تشمل تدخلات الحماية الملحة بما في ذلك المساعدة القانونية وخدمات حماية الطفل والحد من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع والاستجابة لهما والحماية المجتمعية.

تنسيق مع السلطات الصحية لاقليم كردستان
واضافت انه من خلال التنسيق الوثيق مع مديريات الصحة في إقليم كردستان العراق ودعمها، توفر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إمكانية وصول اللاجئين المجاني إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في المخيمات. وقالت إن المفوضية تواصل مساعدة اللاجئين في تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال تقديم المساعدة النقدية بما في ذلك الدعم الموسمي والمساعدة النقدية متعددة الأغراض والمساعدات النقدية الخاصة بفيروس كوفيد -19.

ومن جهته، قال سفير ألمانيا في العراق الدكتور أولي ديل "إننا اذا نظرنا إلى الوراء فإننا سنجد ان التعاون الموثوق والناجح مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أهم شريك إنساني لنا في العراق منذ عدة سنوات كما سنجد ان دعمنا لأنشطة المفوضية قد ساهم بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية للاجئين والنازحين والعائدين الاكثر حاجةً وكذلك المجتمعات المضيفة لهم في العراق".
واكد السفير ان "الهدف من هذه المساعدات هو تمكين اللاجئين من الاستفادة من الحماية الإنسانية والمساعدة التي يحتاجونها ففي هذه الأوقات الصعبة يتطلب الأمر جهدًا مشتركًا واستخدامًا منسقًا لجميع الموارد المتاحة لمعالجة أزمة النزوح هذه بجميع أبعادها ".

اللاجئون السوريون يواجهون عقبات صعبة
وقالت المفوضية انه بعد تسع سنوات من بدء الصراع في سوريا لا يزال اللاجئون السوريون يواجهون عقبات صعبة في العراق وفي وأماكن أخرى، ففي ظل الوضع الحالي الصعب والمضطرب تحتاج مجتمعات النازحين إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى. فمن خلال هذا التمويل تثبت ألمانيا مرة أخرى أنها ملتزمة بمساعدة من هم في أمس الحاجة إليها وتزود المفوضية بالموارد اللازمة لمواصلة تقديم هذه المساعدة.

وفي هذا الصدد، حذرت فيليبا كاندلر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق من انه "مع مرور كل يوم أصبحت الظروف المعيشية لعائلات اللاجئين في العراق أكثر صعوبة حيث تمثل هذه المساهمة المستمرة والمرنة بحق شريان حياة يسمح للاجئين بدعم أسرهم وتلبية احتياجاتهم بكرامة" .
وشددت المسؤولة الاممية بالقول "إن الدعم المستمر المقدم من المانحين يبقى حيويا بالنسبة لعائلات اللاجئين في العراق."

اللاجئون السوريون فئتان
يشار الى انه على الرغم من أن العراق نفسه يعاني من وجود نازحين عراقيين تم تهجيرهم خلال المعارك مع تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى تدهور البنى التحتية العراقية وعدم قدرة سلطات البلاد تأمين الاحتياجات الداخلية لهم إلّا أن هناك سوريين لم يجدوا أي حل سوى التوجّه نحو العراق هربًا من المعارك في بلدهم وظروفها الاقتصادية المتدهورة.

ويمكن تقسيم اللاجئين السوريون في العراق إلى فئتين الأولى دخلت الحدود عن طريق البادية واستقرّت في مخيّمات قاحلة في قلب الصحراء تفتقر لأساسيات الحياة وأخرى وفدت إلى إقليم كردستان العراق الشمالي عن طريق بلدة الحسكة السورية، إثر المعارك العنيفة التي شهدتها مناطق شرق الفرات وظروف هذه الفئة أفضل بسبب وجود ما يكفي من وكالات الأمم المتحدة لتقديم الحد الأدنى من المساعدات.