إيلاف من لندن: دعا كبار العلماء في بريطانيا إلى اتباع نهج "مناعة القطيع" في مواجهة جائحة الفيروس التاجي من خلال السماح للأشخاص الأقل عرضة لتأثيرات المرض بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.

وأشار ما يسمى بإعلان "غريت بارينغتون" نسبة إلى مدينة في مقاطعة بيركشاير بولاية ما ساشوتس الأميركية التي كان صدر فيها، ووقعه خبراء بارزون من جامعات أكسفورد ونوتنغهام وإدنبرة وإكستر وكامبريدج وساسكس ويورك ، إلى اتباع "مناعة القطيع" كوسيلة للمضي قدمًا.

وينص الإعلان على أن: "النهج الأكثر تعاطفا الذي يوازن بين مخاطر وفوائد الوصول إلى مناعة القطيع، هو السماح لمن هم في أدنى خطر للوفاة بأن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي لبناء مناعة ضد فيروس كورونا من خلال العدوى الطبيعية، مع حماية أفضل لهم من هم الأكثر عرضة للخطر". وأكد العلماء: "نحن نطلق على هذه الحماية المركزة".

حماية مركزة
وهذه الحماية المركزة حسب العلماء، تقول إن سياسات الإغلاق الحالية لها "آثار مدمرة على الصحة العامة قصيرة وطويلة الأجل".
ويشمل التأثير السلبي لعمليات الإغلاق المدرجة معدلات التطعيم المنخفضة في مرحلة الطفولة، وتدهور نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية، وتقليل فحوصات السرطان، وتدهور الصحة العقلية - وهو ما سيؤدي إلى زيادة الوفيات الزائدة في السنوات القادمة، مما سيضر الطبقة العاملة والشباب أكثر من غيرهم".

لكنّ علماء آخرين وصفوا فكرة "الحماية المركزة" بأنها لا أكثر من "تمنيات". ويقول الدكتور روبرت بيل ، رئيس مجموعة بيولوجيا الخلية لمختبر العدوى في معهد فرانسيس كريك، إن مناعة القطيع "غير مرجحة للغاية" قبل العثور على لقاح كورونا COVID-19.

وقال: "هذا الإعلان يعطي الأولوية لجانب واحد فقط من الإستراتيجية المعقولة - حماية الضعفاء - ويقترح أنه يمكننا بشكل آمن بناء" مناعة القطيع "في بقية السكان.

وأضاف الدكتور بيل: "هذا تفكير أمني. ليس من الممكن تحديد الأفراد المعرضين للخطر بشكل كامل، ولا يمكن عزلهم بشكل كامل".

إعادة العدوى
ويضيف: وعلاوة على ذلك، نحن نعلم أن المناعة ضد فيروسات كورونا تتضاءل بمرور الوقت، وأن إعادة العدوى ممكنة - لذا من غير المرجح أن تتحقق الحماية الدائمة للأفراد الضعفاء من خلال إنشاء "مناعة القطيع" في غياب لقاح ".

ويأتي هذا الإعلان عن "مناعة القطيع" في أعقاب التعليقات التي أدلى بها رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا، السير سيمون ستيفنز، الذي قال إن مطالبة جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بحماية أنفسهم سيكون "فصلًا عنصريًا على أساس العمر".

لكن الإعلان يقول: "نحن نعلم أن التعرض للموت من كورونا COVID-19 أعلى بأكثر من ألف مرة في كبار السن والعجزة من الشباب. و"في الواقع، بالنسبة للأطفال، يعتبر COVID-19 أقل خطورة من العديد من الأضرار الأخرى ، بما في ذلك الإنفلونزا."

ويقول منتقدون آخرون إن الإعلان يتجاهل الأدلة المتزايدة على كورونا "COVID الطويل" - حيث يُترك الأفراد الأصحاء المصابون بالفيروس يعانون من أعراض طويلة الأمد، أحيانًا لعدة أشهر بعد الإصابة الخفيفة.

اقتراحات
وإذ ذاك، فإن الاقتراحات الواردة في الإعلان ما يلي:
- السماح للأشخاص المعرضين لحد أدنى من خطر الموت بأن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي لبناء مناعة ضد الفيروس من خلال العدوى الطبيعية مع حماية أفضل لمن هم في خطر أعلى.
- يجب السماح للأشخاص غير المستضعفين على الفور باستئناف حياتهم كالمعتاد
- تدابير النظافة البسيطة، مثل غسل اليدين والبقاء في المنزل عند المرض يجب أن يمارسها الجميع لتقليل عتبة مناعة القطيع.
- يجب أن تكون المدارس والجامعات مفتوحة للتدريس الشخصي.
- يجب استئناف الأنشطة اللامنهجية، مثل الرياضة.
- يجب أن يعمل الشباب البالغون المعرضون لمخاطر منخفضة بشكل طبيعي، وليس من المنزل.
- يجب فتح المطاعم والشركات الأخرى.
- يجب استئناف الفنون والموسيقى والرياضة والأنشطة الثقافية الأخرى
- يمكن للأشخاص الأكثر عرضة للخطر المشاركة إذا رغبوا في ذلك، بينما يتمتع المجتمع ككل بالحماية التي يمنحها للضعفاء من قبل أولئك الذين بنوا مناعة القطيع.