ايلاف من لندن: بدأت السلطات العراقية التحقيق في "انتحار" مدير شركة كورية تنفذ مشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة الجنوبية وجد معلقا ميتا بسلك في قاعة رياضية بمقر الشركة هناك وفيما اذا كان الحادث مدبرا، فيما رجحت نائبة وجود شبهة جنائية في الحادث.

واشار مصدر امني الى ان بارك تجول هوبا مدير الشركة الكورية دايو العاملة في ميناء الفاو الكبير وجد مشنوقا بسلك في قاعة الرياضة، حيث قام أحد العاملين بابلاغ الجهات المختصة عن الواقعة فيما تم نقل جثته الى ادارة الطب العدلي في المحافظة، بحسب وسائل اعلام محلية تابعتها "إيلاف".

تحقيق في ملابسات الحادث
وقد بدأت شرطة المحافظة في التحقيق في الحادث بالتعاون مع ادارة الطب العدلي لمعرفة ما اذا كان انتحارا او جريمة ارتكبت ضد الرجل.

وقال مصدر رسمي محلي إن "الموقع الذي وجدت فيه الجثة قريب من ميناء الفاو ويبعد بمسافة عشرة كيلومترات عنه، وهو مؤمن من شركة أمنية خاصة وتوجد فيه كاميرات مراقبة".

كما دعت رئاسة البرلمان العراقي الحكومة بإجراء تحقيق جدي و عاجل والكشف عن ملابسات حادثة الانتحار، وقال النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي في بيان تابعته "ايلاف" ان "ما يُثير استغرابنا ان قضية انتحار مدير الشركة جاءت بعد الاعلان الرسمي لوزارة النقل قبل ايام قليلة عن قرب توقيع عقد المرحلة الاولى لميناء الفاو الكبير مع هذه الشركة الكورية واتمام الوصول الى الصيغة النهائية للتنفيذ.

وطالما اثيرت شكاوى وشكوك اعضاء في البرلمان العراقي من قضايا فساد وتلاعب بمواصفات وكلفة المشروع البالغة 4.6 مليارات دولار.
وقالت النائبة عالية نصيف انها لا استبعد هناك شبهة جنائية وليست انتحارا في هذا الموضوع والا ما حاجة شخص كوري للانتحار في بغداد، وهو يعمل في اكبر ميناء ممكن ان يدر عليه مصالح كبيرة جدا.

واضافت ان"هناك الكثير من دول المنطقة لا تريد لميناء الفاو ان ينهض، واعتقد ان هناك عمدية وشبة جنائية في الحادثة خاصة ان ميناء الفاو قد يؤدي الى الاضرار في الموانئ بالمنطقة"، كما نقل عنها موقع "موازين نيوز" في تصريح تابعته "إيلاف".
واشارت الى ان "الحادثة تعتبر انذارا للشعب العراقي بأن دول المنطقة لا تريد للعراق ان ينهض بميناء الفاو".. مشيرة الى"ضرورة ان يتم انشاء الميناء بالسواعد العراقية.

وكانت النائبة نفسها قد اتهمت مؤخرا مفاوضين بمحاولة تقليل عمق الميناء إلى 14 مترا بدلا من 24 مترا مما يجعله عاجزا عن استقبال السفن الكبيرة.
وكان العراق وضع في الخامس من ابريل عام 2010 الحجر الاساس لمشروع ميناء الفاو الكبير على ان ينفذ خلال اربع سنوات لكن عقبات ادارية ومالية عرقلت ذلك لحد الان، حيث لم ينفذ منه سوى كاسر الامواج في مياه الخليج العربي.
والثلاثاء الماضي، اعلن وزير النقل العراقي ناصر الشبلي الاتفاق على الصيغة النهائية لعقد ميناء الفاو الكبير مع الشركة الكورية المنفذة للمشروع.

عرض رشاوى
وبحسب ما قالته الحكومة العراقية عند التأسيس، فإن تحالفا تقوده شركة إيطالية كان من المفترض أن يقوم ببناء الميناء الذي قال وزير النقل العراقي حينها عامر عبد الجبار إن "امتيازات عرضت عليه من أجل عرقلة المشروع".

وخططت الحكومة العراقية في البداية لإنشاء 100 رصيف لتحول الميناء إلى أحد أكبر موانئ العالم، كما أنها خططت لأن يكون "منافسا" لموانئ مهمة في المنطقة مثل ميناء جبل علي في الإمارات وقناة السويس المصرية.

ويتركز الحديث حاليا عن أعماق منخفضة مختلفة عن التصاميم الأولية وتقليل عدد الأرصفة وإلغاء مشاريع خدمية وسياحية مرتبطة بالمشروع من أجل تقليل الكلفة، لكن برلمانيين يقولون إن المصاعب المادية ليست مبررا كافيا لعرقة المشروع.

ومؤخرا قالت لجنة برلمانية عراقية إنها ستحقق في مزاعم "تلاعب بالمواصفات" بشكل يجعل الميناء "عاجزا عن استقبال السفن الضخمة.
وقال عضو لجنة الخدمات البرلمانية برهان المعموري في مؤتمر صحافي مؤخرا إن هناك "تأخيرا متعمدا" في ملف بناء الميناء، مؤكدا أن لجنته ستستضيف وزير النقل ومدير الموانئ لقطع الشك باليقين، بحسب قوله.

اتهامات تلاعب
وتشير التصاميم الأصلية للميناء التي تتضمن إنشاء مدينة ومرافق سياحية وبحيرات الى امكانية توفير 14 ألف وظيفة للعراقيين وتسهم بجلب 3 مليارات دولارات سنويا للخزينة العراقية.

وبحسب الاتفاق الاخير مع الشركة الكورية، فإنه من المؤمل إنجاز المشروع عام 2024 وسينقل البضائع من الصين و اليابان و جنوب شرق آسيا الى أوروبا و بالعكس كما يضم المشروع أكبر كاسر أمواج في العالم. . وستبنى حول المشروع فنادق ومولات وبورصه عالمية ومصارف مع احتمال انشاء مطار جوي للتجار.

ويعد المشروع حلقة وصل بين دول الخليج العربي التي تعتبر مستهلكًا رئيسيًا للبضائع الأجنبية، كما يعد حلقة وصل مع تركيا التي تعتبر مستهلكًا رئيسيًا للنفط، وفي الوقت نفسه الوقت المصدر الرئيسي للبضائع.