ايلاف من لندن: اتفقت شخصيات عربية وأوروبية خلال مؤتمر افتراضي برعاية الاتحاد الاوروبي على مواجهة خطر ارهاب ايران ومليشياتها لامن الشرق الاوسط ودعم العقوبات الاقتصادية ضدها والعمل على تفتيت منظومة الدعم المالي واللوجيستي لتلك المليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتجفيف موارد النظام الإيراني في البنوك الغربية.

جاء ذلك خلال مؤتمر فيديوي الجمعة تحت عنوان "التهديد الإيراني لسلامِ وأمنِ الشرقِ الأوسط" برعاية الاتحاد الأوروبي وبحضور ممثلين عن الإمارات العربية المتحدة والعراق واليمن والبحرين والأحواز تحت رئاسة عضو البرلمان الإيطالي فولفيو مارتشيلو
حيث شكل خطر الارهاب الايراني والتأثير التخريبي للمليشيات المسلحة في عدد من بلدان المنطقة المدعومة من طهران محور المؤتمر.

تقرير المصير للاحوازيين
وفي مداخلاتهم خلال المؤتمر، فقد شدد فولوفيو مارتشيلو عضو البرلمان الاوروبي على ضرورة دعم الدول صاحبة القرار في الشرق الاوسط للقضية الأحوازية وحق الاحوازيين الذين تحتل ايران اقليمهم في جنوب غرب البلاد في تقرير مصيرهم .

واضاف أن الإتحاد الأوروبي وبتوجيه من وزير خارجيته جوزيب بوريل سيتابع موضوع اعتقال قادة حركة النضال الاحوازي رئيسها حبيب جبر وعدد من رفاقه المحتجزين في الدنمارك وهولندا، موضحا انه على ضوء ذلك سيذهب وفد من البرلمانيين الى الدنمارك لتقصي الحقائق في هذا الشأن.
ومن جانبها، اكدت الدكتورة منال مسيلمي المستشارة في الاتحاد الاوروبي الى شرعية القضية الاحوازية وحق الاحوازيين في نيل استقلالهم منوهة الى انها ستقوم بتسليط الضوء على هذه القضية بشكل اوسع في البرلمان الاوروبي بغية التعريف بها اكثر. واشارت الى ان عملية السلام في الشرق الاوسط تتطلب جهودا متضافرة من الجميع من اجل انقاذ الشعب الأحوازي من الارهاب الايراني.

بدوره، سلط البرلماني البحريني بو حسن الضوء على مخاطر دعم ايران للخلايا الارهابية في بلاده، محذرا من دور ايران التخريبي في المنطقة. واشار الى ان ايران تحتل دولة عربية تتجاوز مساحتها بلدانا عربية في اشارة الى اقليم عربستان، منوها الى ان هذا خير دليل على محاولة ايران للهيمنة على الدول العربية واحتلالها شيئا فشيئا.

اما الدكتور خلف الكعبي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حركة النضال العربي لتحرير الاحواز، فقد طالب الدول العربية والاوروبية بالوقوف الى جانب القضية الأحوازية .. منوها الى ان "ما يجري في اقليم الاحواز يشكل تأكيدا للارهاب الايراني واذا انقطعت يد ايران من هذه المنطقة، فإن هذا سيقطع الشريان المالي للميليشيات الايرانية في المنطقة حيث أن الأحواز تشكل نسبة 85% من الاقتصاد الايراني الحالي".

ومن جانبه، سلط الدكتور عبد الرزاق الشمري من العراق رئيس التجمع الرافض للتوسع الايراني الضوء على وجود الميليشيات الايرانية في بلاده وخطرها في تحقيق الهيمنة الايرانية على العراق ثم المنطقة . وارجع سبب الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية والتعليمية والخدمية المتدهورة في العراق الى التدخل الايراني السافر في هذا البلد وهيمنته على ثرواته ومقدراته.

وعن الدعم الايراني لمليشيا الحوثي في اليمن، فقد اكد عمر البيض عضو مجلس الرئاسة في المجلس الإنتقالي الجنوبي اليمني ان دعم وتسليح ايران لهذه المليشيا قد ادى الى انهيار الاوضاع في اليمن مشددا على انه لا حل في هذا البلد سوى بالتخلص من النظام الايراني وهيمنته على مقدرات عدد من دول المنطقة وخاصة اليمن التي قال انها لم تعد تمتلك تحت سيطرة الحوثي اقل مقومات الحياة الانسانية.

تجفيف موارد ايران المالية في البنوك الغربية
وانتهى المجتمعون إلى الاتفاق على ورقة عمل تتضمن خارطة طريق للتحرك على الرأي العام الاوروبي وتوضيح خطورة الممارسات الايرانية في المنطقة وفي اوروبا وسبل التعاون لتضييق الخناق على الدور الارهابي لحكام طهران ودعم العقوبات الاقتصادية ضدهم لما لها من تأثير مباشر في تفتيت منظمة الدعم المالي واللوجيستي للمليشيات في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وتجفيف موارد النظام الإيراني في البنوك الغربية.

كما اتفق المشاركون في المؤتمر على "مواصلةِ التنسيقِ لحشدِ أكبرِ عددٍ من الدولِ الإقليميةِ والعالمية لمناهضةِ الأنشطةِ الإرهابيةِ والعدوانية للنظامِ الإيراني والسَّعيِ لتحقيقِ العدالةِ لقضايا الشعوبِ غيرِ الفارسية في جغرافيا إيران السياسية، وفي مقدمتِها قضيةُ الشعبِ الأحوازي وكسبِ التأييدِ الدولي لإنصافِ الأحوازيين والوصولِ بهم إلى ممارسةِ حقِّهم في تقريرِ المصيرعلى أرضِهم العربيةِ التاريخية"، كما اشارت ورقة العمل.

اقليم عربستان المحتل
يشار الى ان مدينة الاحواز هي مركز اقليم عربستان الذي تطلق عليه ايران حاليا "خوزستان" وهي منطقة تضم حوالي 15 مليون نسمة وتقع بجانب البصرة من الناحية الجغرافية في الجنوب الشرقي من العراق والجنوب الغربي من إيران .

وتاريخيا كانت الاحواز إمارة عربية تتمتع بالحكم الذاتي في عهد الانتداب البريطاني لكن الشاة ضمها لإيران عام 1925 وأعدم حاكمها الشيخ خزعل الكعبي بعد اكتشاف النفط في المنطقة.

ومنذ سيطرة إيران على عربستان اتبعت سلطاتها سياسات تمييزية ضد سكانها العرب في التوظيف وفي الثقافة فمنعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات ومن تسمية أطفالهم بأسماء عربية. كما اتبعت سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928 كما أدى اكتشاف النفط هناك إلى توطين مئات الآلاف من الفرس في عربستان مما غيّر التركيبة السكانية للمنطقة.