قوات مكافحة الشغب
Getty Images
انتشرت قوات الأمن بكثافة صباح الخميس لردع المتظاهرين

أصدرت تايلاند مرسوم طوارئ يحظر الاحتجاجات، فيما تحاول السلطات كبح احتجاجات، سلمية بصفة عامة، مؤيدة للديمقراطية، استهدفت الملكية أيضا.

وقالت الحكومة في بيان تلفزيوني إنه كانت هناك حاجة لإجراءات عاجلة من أجل الحفاظ على السلم والنظام.

وبررت الحكومة الإجراءات جزئيا باعتراض محتجين موكبا ملكيا في بانكوك يوم الأربعاء.

وقد ألقي القبض على أكثر من 20 شخصا، بينهم ثلاثة من زعماء الاحتجاجات.

ويدعو الحراك، الذي يقوده طلاب، إلى استقالة رئيس الوزراء، برايوث تشان أوتشا، الذي كان قائدا للجيش ثم استولى على السلطة في عام 2014 بعد قيامه بانقلاب، ثم عين رئيسا للوزراء عقب انتخابات مثيرة للجدل العام الماضي.

وقد اتسعت مطالب الاحتجاجات في الشهور الأخيرة لتتضمن وضع حدود لسلطة الملك.

ما هو المرسوم الجديد؟

ورد في حيثيات المرسوم الذي بث على التلفزيون ليلة أمس أن المحتجين يقومون بأعمال استفزازية تؤدي إلى الفوضى وإثارة النعرات.

وأشار المرسوم إلى اعتراض المحتجين للموكب الملكي كأحد أسباب فرض الإجراءات الجديدة.

ورفع بعض المحتجين شارة "الأصابع الثلاثة" - وهو شعار حركة الاحتجاجات - في وجه موكب يقل الملكة. وتدخلت الشرطة بإبعاد المحتجين من طريق الموكب.

وبعد إصدار المرسوم بفترة وجيزة، قامت شرطة مكافحة الشغب بإخلاء المنطقة المقابلة لمقر رئيس الوزراء من المحتجين.

وحاول بعض المحتجين المقاومة باستخدام المتاريس، لكن الشرطة تمكنت من دحرهم.

وشوهد المئات من رجال الشرطة في الشوارع حتى بعد خلوها من المحتجين.

وتضمن المرسوم الجديد، بالإضافة لحظر التجمع لأكثر من أربعة أشخاص، فرض قيود على وسائل الإعلام، وحظر نشر الأخبار التي يمكن أن تثير المخاوف أو تشوه الأوضاع أو تؤدي إلى سوء فهم يعرض الأمن الوطني للخطر.

ويسمح المرسوم للسلطات بحظر دخول المواطنين إلى أي منطقة تحددها.

كيف تصاعدت الاحتجاجات؟

قالت الشرطة إنها اعتقلت 20 شخصا في الساعات الأولى من يوم الخميس، لكنها لم تعلن هوياتهم.

وعلمت بي بي سي أن من بين المعتقلين ثلاثة من زعماء الاحتجاجات، وهم: محامي حقوق الإنسان أنون نامبا، والناشط الطلابي باريت تشيواراك، وبانوسايا سيثيجيراوتناكول.

وفي مقطع فيديو، شوهد على نطاق واسع، ظهر أفراد بالشرطة وهم يتلون لائحة اتهام على بانوسايا في غرفة بأحد الفنادق. وفي فيديو آخر، شوهدت قوات الشرطة تضعها في عربة بينما كانت ومناصروها يرددون الشعارات.

محتجون في بانكوك
Reuters
شهدت بانكوك بعض أكبر الاحتجاجات منذ سنوات

وكان أنون، البالغ من العمر 35 عاما، أول من كسر حاجز الممنوعات بمناقشته شؤون المؤسسة الملكية على الملأ ودعوته لإصلاحها في شهر أغسطس/ آب. وأصبحت بانوسايا من أبرز الوجوه في الاحتجاجات بعد إلقائها بيانا من عشر نقاط يدعو إلى إصلاح النظام الملكي.

ولم تعتقل بانوسايا، البالغة من العمر 21 عاما حتى الآن، غير أن السلطات اعتقلت أنون وباريت.

لماذا يحتج الطلاب؟

أصبحت الاحتجاجات المتصاعدة المؤيدة للديمقراطية أكبر تحد للنظام الحاكم منذ سنوات.

ويطالب المحتجون باستقالة برايوث وإعادة صياغة الدستور، الذي أثارت التعديلات التي أدخلت عليه في السنوات الأخيرة الجدل، وكذلك وقف ملاحقة من ينتقدون الدولة.

وينفي برايوث الادعاءات بأن قوانين الانتخابات صيغت بحيث تكون في صالحه.

وقد تنامت مطالب التغيير منذ شهر أغسطس/ آب، وأصبحت تطالب بإصلاح مؤسسة النظام الملكي، كما طال النقد مؤسسات لم يسبق أن تجرأ عليها المحتجون.

وشهدت البلاد عدة احتجاجات ضد برايوث منذ الانقلاب، لكن الموجة الجديدة من الاحتجاجات اندلعت في شهر فبراير/ شباط الماضي بعدما أصدرت محكمة قرارا بحل حزب معارض.

وأثبت حزب "مستقبل إلى الأمام" أنه يحظى بشعبية في أوساط الشباب، حيث جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات التي جرت عام 2019.

وفي شهر يونيو/ حزيران، اكتسبت الاحتجاجات زخما حين اختفى الناشط المؤيد للديمقراطية وانتشاليرم سانساكسيت في كمبوديا، حيث كان يعيش منفيا منذ عام 2014. ولم يعرف مكان وجوده حتى الآن. ويتهم محتجون السلطات باختطافه.

ومنذ شهر يوليو/تموز، تتواصل الاحتجاجات الطلابية بانتظام.

وكانت الاحتجاجات في العاصمة نهاية الأسبوع من بين الأضخم في السنوات الأخيرة، حيث شارك فيها آلاف من الأشخاص الذين تحدوا حظر التجمع.

ويعتبر انتقاد المؤسسة الملكية في تايلاند قضية حساسة، وقد تؤدي إلى عقوبة بالسجن سنوات عديدة.