إيلاف من لندن: كُشف النقاب في بغداد الخميس عن تشكيل لجنة رسمية أمنية دبلوماسية مختصة تتكلف باجراءات جدولة انتشار القوات الاميركية خارج العراق بالتنسيق مع السلطات الاميركية.

وترأس وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين اجتماعاً حضره مُستشار الأمن الوطنيّ قاسم الأعرجي وممثلو عدد من الجهات القطاعيّة العراقيّة المعنيّة بالملفّ الأمنيّ كما قال المُتحدّث باسم وزارة الخارجيّة أحمد الصحّاف في تصريح رسمي وزعته الوزارة وتابعته "ايلاف".

واشار الصحاف الى ان أعمال الاجتماع جرت في مقرّ وزارة الخارجيّة وانبثقت عنه لجنة فنّية تضطلع بمهمّة التنسيق مع الجانب الأميركيّ لجدولة إعادة انتشار القوات الأميركيّة خارج العراق.

واوضح المتحدث الرسمي ان هذه اللجنة تُعَدُّ من مُخرَجات الحوار الاستراتيجيّ المستمر بين الحكومة العراقيّة والحكومة الأميركيّة الذي جرت أعماله في واشنطن في 19آب أغسطس الماضي خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لها في ذلك الوقت.

وخلال اجتماع للرئيس الاميركي دونالد ترامب مع الكاظمي في 22 من آب الماضي فقد اعلن التزامه بخروج سريع للقوات الاميركية من العراق خلال 3 سنوات.

ومن جهته كشف الكاظمي عقب الاجتماع ان الجانبين العراقي والاميركي اتفقا على جدولة سحب القوات الاميركية من العراق ونشرها خارج البلاد. وقال ان نتائج اللقاء مع الرئيس الاميركي كانت ايجابية ومرضية للطرفين "وقد توصلنا الى تفاهمات مهمة".
واضاف ان "الاجتماع توصل الى اتفاق بجدولة انسحاب القوات الاميركية من العراق ونشرها خارج البلاد بعد تشكيل وفد فني لإيجاد آلية لهذا الانتشار .

ولفت الكاظمي الى ان "الرئيس الأميركي اوضح إن أعداد القوات الأميركية في العراق قليلة جدا وبالفعل هي قليلة لكنّ العراق يحتاج إلى هذه القوات لتدريب وتطوير قوات الجيش والأجهزة الأمنية".

وأكدت الولايات المتحدة والعراق في حزيران يونيو الماضي التزامهما "بخفض عدد القوات الأميركية في العراق في الشهور المقبلة وعدم وجود خطط أميركية للحفاظ على قواعد دائمة أو وجود عسكري دائم في العراق".

وكان البرلمان العراقي قد صوت في كانون الثاني يناير الماضي على قرار يطالب فيه الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بغارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من ذلك الشهر.

يشار الى انه في منتصف عام 2014 انتشر حوالي 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق بطلب من الحكومة العراقية التي كان يترأسها انذاك نوري المالكي ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" لكن هذا العدد تقلص الى النصف تقريبا حاليا بعد انسحاب عدة تشكيلات من هذه القوات من العراق خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة.

وكانت القوات الأميركية غادرت العراق بشكل كامل نهاية عام 2011 بعد 8 سنوات من الاحتلال عقب الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ربيع عام 2003.