لاغوس: تجددت الاضطرابات الخميس في لاغوس أكبر مدن نيجيريا مع سماع طلقات نارية واندلاع نيران في سجن المدينة المركزي، غداة اطلاق النار على متظاهرين ما أثار تنديدا من دول عدة.

وأفاد مراسل فرانس برس انه كان بالامكان سماع صوت الرصاص ورؤية الدخان المتصاعد من سجن في حي ايكويي الراقي في وسط لاغوس.

وقالت الشرطة إن مهاجمين اعتدوا على السجن في اليوم الثاني من أعمال العنف في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، وبعد حملة قمع وحشية شنتها قوات الأمن على المتظاهرين.

وكشفت منظمة العفو الدولية أن جنودا ورجال شرطة نيجيريين قتلوا ما لا يقل عن 12 من المتظاهرين السلميين الثلاثاء، في حين لقي 56 مصرعهم بالاجمال في البلاد منذ بدء التظاهرات ضد انتهاكات الشرطة في 8 تشرين الأول/أكتوبر.

ودانت الولايات المتحدة الخميس ما وصفته بأنه افراط في استخدام العنف من قبل الجيش النيجيري.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان "نرحب باجراء تحقيق فوري في الاستخدام المفرط للعنف من قبل القوات الأمنية".

وأضاف "يجب محاسبة المتورطين بما يتوافق مع القانون النيجيري".

أما الرئيس محمدو بخاري الذي لم يعلق بشكل مباشر على الأحداث، فقد عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي بحضور وزير دفاعه وقائد الشرطة، وفق بيان رسمي.

وقال نائب الرئيس النيجيري يمي أوسينباجو إن "قلبه ينفطر" لمشهد ضحايا إطلاق النار وكذلك رجال الشرطة وغيرهم ممن فقدوا حياتهم في الاضطرابات.

وأضاف في بيان أن "الألم جراء هذه الأحداث المروعة واضح في بلداتنا ومدننا، وبعض الخسائر لا يمكن تعويضها، لكن بامكاننا تحقيق العدالة لهم جميعا وسنقوم بذلك".

ووصف الجيش النيجيري التقارير عن فتح جنود النار على متظاهرين ب"الأخبار المضللة".

وأبلغ وزير الشرطة محمد مايغاري دينغيادي هيئة الاذاعة البريطانية أنه لم يتم إعطاء أوامر للجنود باطلاق النار على المتظاهرين.

وقال "لا أستطيع أن أقول من المتورط في إطلاق النار (...) بالتأكيد انها ليست الشرطة. والجنود تحدثوا عن هذا الأمر، وهم ينفون تورطهم".

غضب تجاه السلطات

وتشارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لأعمال العنف في نيجيريا على نطاق واسع، ما أجج الغضب تجاه السلطات.

وأعلن حاكم لاغوس منع تجول على مدار الساعة وتعليق نشاطات الولاية حتى الجمعة.

وسيّر الجنود الخميس دوريات في شوارع المدينة بعد يوم على احراق مركز شرطة ومقر قناة تلفزيونية والمرفأ ومبان حكومية والعديد من السيارات.

واندلعت التظاهرات في نيجيريا قبل اسبوعين احتجاجا على وحشية وحدة مكافحة السرقة الخاصة (سارس) التابعة للشرطة.

وعلى الرغم من حل الوحدة توسعت الاحتجاجات لتشمل مطالب أكثر، مع فشل الوعود بالتغيير باستئصال الغضب ووقف انتشار العنف.

وندد الاتحاد الأفريقي الخميس بشدة بالعنف ودعا جميع الأطراف الى تغليب "الحوار".

ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا الى محاسبة المسؤولين عن أعمال القتل.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إن التقارير عن إطفاء الانارة وإزالة كاميرات المراقبة في موقع الهجوم يشير إلى أنه "متعمد ومخطط له ومنسق".

وخرجت تظاهرات في جنوب افريقيا ولندن احتجاجا على إطلاق النار على المتظاهرين شارك فيها العديد من الشخصيات المعروفة والمشاهير الذين طالبوا بالعدالة لضحايا العنف في نيجيريا.