إيلاف من الرباط: ينظم كل من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ومركز الدراسات الجيو - سياسية التابع للمدرسة العليا للتجارة بباريس، الثلاثاء المقبل، دورة تاسع ة من الحوارات الاستراتيجية، عن بعد، في كل من الرباط وباريس، في موضوع "تفكك العولمة" بمشاركة خبراء وباحثين مغاربة وفرنسيين.

وأوضح بيان للمنظمين، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أنه في سياق الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس (كوفيد – 19)، قرر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ومركز الدراسات الجيو - سياسية التابع للمدرسة العليا للتجارة بباريس، تنظيم الدورة التاسعة من الحوارات الاستراتيجية، حول موضوع "تفكك العولمة"، بحيث تجرى النقاشات في الصباح بباريس من الساعة 11 إلى الواحدة زوالا، وبعد الظهر بالرباط ما بين الساعة 2.30 و الساعة 4.15، مع إمكانية متابعة هذه المناقشات على صفحات "فيسبوك" و"تويتر" ويوتيوب" لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.

عولمة مهددة

أشار بيان المنظمين إلى أنه بعد مرور أزيد من عشر سنوات على الأزمة المالية العالمية، يجد العالم نفسه اليوم إزاء "مستوى غير مسبوق من المديونية وحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين"، والتي "أثرت على التوقعات الاقتصادية العالمية".
بالاضافة إلى ذلك، يلاحظ أن "هناك تحولا عميقا في العولمة وتدهورا في العلاقات الاقتصادية الدولية سواء على المستويات التجارية والمالية والأمنية على حد سواء". هذا والأزمة الصحية الناجمة عن (كوفيد – 19) بدورها "أخذت أبعادا جديدة على نحو تغير معه النظام الاقتصادي العالمي بشكل جذري". وفي أعقاب ذلك، يضيف البيان، "باتت العولمة مهددة"، بالنظر إلى "انطواء كل دولة على نفسها قصد مكافحة انتشار هذا الفيروس"، الشيء الذي بات يدعو إلى "إعادة النظر في النظام الدولي الحالي".

نزعة قومية
أضاف البيان أن تفكك العولمة ينعكس في "ظهور نظام تهيمن فيه التدابير المتخذة بشكل أحادي". ومع ذلك، "لا يوجد بلد واحد، مهما كانت قوته، بإمكانه حل المشاكل التي يواجهها العالم بمفرده". كما أنه" بإمكان المخاطر الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي أن تعرض العلاقات الاقتصادية الدولية للخطر بكل سهولة"، وهذا ما نتج، ولو جزئيا، جراء "الإجراءات أحادية الطرف المتخذة من لدن بعض القوى العظمى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة". وهو، أيضا، "نتاج ظاهرة أوسع انتشارا تتعلق بأشكال الحمائية والنزعة القومية التي تتبعها بعض الدول في سياستها الداخلية"، الشيء الذي يضعنا إزاء "وضع متناقض تزداد فيه التحديات العالمية ترابطا أكثر فأكثر".

رهانات مشتركة
يذهب البيان إلى أن العلاقات متعددة الأطراف بين الفاعلين الحكوميين باتت "غير قادرة على توفير حلول مشتركة وعادلة وفعالة في مواجهة الرهانات المشتركة الحالية"، ولذلك يقترح المنظمون جملة أسئلة لمقاربة موضوع الحوارات، من قبيل: ما هي الأسباب المؤدية إلى تراجع العولمة؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على التجارة الدولية والنمو الاقتصادي، وكذلك الأمن الدولي والإقليمي؟ ومن هم الفاعلون القادرون على كتابة قواعد القرن الحادي والعشرين؟ وهي أسئلة ستحاول شخصيات مدعوة الإجابة عنها، بينها فرانسوا باروان وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي السابق، وأوجين بيرك السفير الفرنسي السابق ، والباحثون/الخبراء المنتمون لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد: فتح الله ولعلو وزير الاقتصاد والمالية الاسبق في المغرب، ومحمد لوليشكي السفير السابق للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، والعربي جعايدي المختص في الاقتصاد وعضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، ونزهة الشقروني السفيرة والوزيرة السابقة .

تيسير القرارات
يذكر أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ينظم كل سنة، منذ 2016، بشراكة مع مركز الدراسات الجيو-سياسية التابع للمدرسة العليا للتجارة بباريس، نسختين من "الحوارات الاستراتيجية"، التي هي عبارة عن منصة للتحليل وتبادل الأفكار تجمع ثلة من الخبراء والممارسين إلى جانب صناع القرار السياسي بهدف تحليل ومناقشة القضايا الجيوسياسية والأمنية الكبرى على المستوى الدولي، وكذا الإشكاليات ذات الاهتمام المشترك لكل من أوروبا وإفريقيا.

ويشكل مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي أطلق في 2014 بالرباط بمشاركة نحو 40 باحثا من دول الشمال والجنوب، منبرا منفتحا لـ"بلورة منظور الجنوب للرهانات التي تواجهها البلدان النامية"، فيما يهدف إلى "تيسير القرارات الاستراتيجية والسياسات العمومية المتعلقة ببرامجه الرئيسية التالية: أفريقيا، الجيو- سياسة والعلاقات الدولية، الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، الفلاحة، البيئة والأمن الغذائي والمواد الأولية والمالية.