ايلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء إن عصابات وجماعات منفلتة سعت الى حرف التظاهرات عن مسارها السلمي لكنّ المتظاهرين رفضوا ذلك فيما تقرر فتح المنطقة الخضراء بالكامل بينما عاد الهدوء الى وسط بغداد حيث قامت القوات الامنية بفتح الطرق والجسور كما اكد المتظاهرون اخلاء جسر الجمهورية المؤدي للمنطقة الخضراء من ساحة التحرير مركز الاحتجاجات.

وقال الكاظمي خلال ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته اليوم ان جولته الاوربية الاسبوع الماضي التي شملت فرنسا والمانيا وبريطانيا "كانت نتائجها جيدة وساهمت في توضيح الصورة الضبابية عن العراق وتوقيع مذكرات مع الدول في مجالات منها النقل والزراعة والتعليم والثقافة"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

فيديو ترؤس الكاظمي للاجتماع الاسبوعي لحكومته:
https://www.facebook.com/IraqiPMO/videos/2815774471975658

واشار الى ان البلدان الثلاثة "رحبت بالاصلاحات الاقتصادية والادارية التي نقوم بها وبالورقة البيضاء ووصفتها بالمشجعة وكان هناك ارتياح من قبلها لتحديد موعد الانتخابات التشريعية واعلنت دعمها لاجرائها وذلك في السادس من يونيو من العام المقبل.
واشاد الكاظمي بانضباط الاعداد الكبيرة من المتظاهرين وبصبر ومهنية القوات الامنية البطلة لكنه اشارالى ان جماعات منفلتة وعصابات ارادت حرف التظاهرات عن مسارها السلمي والمتظاهرون رفضوا ذلك .
وشدد الكاظمي بالقول "تحدياتنا كبيرة وعلينا ان نحولها الى فرص نجاح تخدم بلدنا وابناء شعبنا ".

فتح المنطقة الخضراء بالكامل
كما وجه الكاظمي بفتح المنطقة الخضراء وسط العاصمة بشكل كامل واتخذت احترازات مشددة حولها قبل اشهر اثر تعرض السفارة الاميركية بداخلها لهجومات صاروخية من قبل المليشيات الموالية لايران وكذلك تقرر افتتاح الجسر المعلق المؤدي اليها باتجاه مطار بغداد الدولي ذهابا وايابا من الساعة السادسة صباحا ولغاية الخامسة عصرا.

وفعلا أكدت قيادة العمليات المشتركة إفتتاح المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الرئاسات العراقية الاربع والادارات العليا، اضافة الى السفارات الاجنبية ومقرات البرلمان والحكومة وبعثتي الامم المتحدة والاتحاد الاوربي حيث كانت قد اغلقت بعد انطلاق تظاهرات العاصمة الاحد خشيةً اقتحام المتظاهرين لها.

عودة الهدوء الى وسط بغداد والمتظاهرون يخلون الجسور
فقد وجهت قيادة عمليات بغداد بفتح عدد من الجسور الرابطة بين جانبي العاصمة وكذلك والطرق القريبة من ساحة التحرير بوسطها.
وقال مصدر امني في تصريح تابعته "ايلاف" ان قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي وجه بفتح جسري السنك والشهداء والطرق المغلقة الاخرى القريبة من ساحة التحرير وخاصة شوارع الرشيد وابو نؤاس والسعدون، والتي اغلقت على خلفية التظاهرات التي شهدتها بغداد ومحافظات وسطى وجنوبية خلال اليومين الماضيين احياء للذكرى الاولى نطلاق الاحتجاجات الشعبية في البلاد عام 2019 .
ومن جهتها قالت "اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين" في منشور على موقعها بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تابعته "ايلاف" اننا "نؤكد لكم اخلاء #جسر_الجمهورية بشكل كامل بعد ليلتين داميتين نتج عنهما سقوط شهيدين وعشرات الجرحى وكالعادة ثوار تشرين الحقيقيون يتصدون لمرتزقة الاحزاب ويدمرون مخططاتهم بإستمرار، الثورة سلمية مُستمرة، تشرينية حُرة مستقلة". وكان متظاهر قد سقط امس من على جسر الجمهورية وتوفي في الحال.

متظاهرو محافظة ذي قار الجنوبية بوسط عاصمتها الناصرية مساء الاثنين :
https://www.facebook.com/Tishreeniraq/videos/646942512658527

وكشفت السلطات العراقية رسميا مساء الاثنين عن حصيلة تظاهرات يومين من المظاهرات الاحتجاجية معلنة عن 240 اصابة في صفوف المتظاهرين والقوات الامنية التي تعرضت الى رميها بـ 1500 قنبلة مولوتوف ما دفع الى اعتقال 141 متظاهرا.
وخلال مؤتمر صحافي كشف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول عن وجود جماعات تحسب نفسها على المتظاهرين تهاجم القوات الأمنية واكد ان القوات الأمنية حرصت على حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة مؤكدا عدم وجود أي سلاح ناري لدى القوات المكلفة بحماية المتظاهرين معتبرا أن استهداف القوات الأمنية من قبل مندسين رسالة سيئة للعالم.
وجاءت تظاهرات اليومين الماضيين احياء للذكرى الأولى لانطلاق التظاهرات الشعبية في البلاد التي اجتاحت العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية في 25 اكتوبر 2019 مطالبة برحيل الاحزاب المتنفذة والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الاساسية وانهاء الهيمنة الايرانية على شؤون العراق، حيث أسفرت عن الاطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الكاظمي.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت رسميا في نهاية يوليو الماضي ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية واصابة حوالي 21 الفا اخرين، فيما شكل الكاظمي لجنة تحقيق في أعمال العنف متعهداً بتقديم المتورطين الى العدالة.