إيلاف من بيروت: توفي المراسل والكاتب الصحافي البريطاني المخضرم روبرت فيسك بعد إصابته بسكتة دماغية في منزله في دبلن، بحسب ما نقلت صحيفة "ايرش تايمز".

وذكرت وسائل إعلام أن فيسك أدخل المستشفى الجمعة، بعد تردي وضعه الصحي، إلا أنه خرج لاحقاً ليفارق الحياة داخل منزله.

وكان فيسك قد نقل إلى مستشفى سانت فينسنت منذ أيام لتلقي العلاج، إلا أن حالته الصحية تدهورت لاحقاً.

ويعتبر فيسك واحدًا من أبرز الصحافيين البريطانيّين الذين غطّوا القضايا الخارجيّة عمومًا والمنطقة العربيّة خصوصًا. وقد وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" في العام 2005 بأنّه "صحافي الشؤون الخارجيّة الأشهر في بريطانيا ربما".

وبعد اعلان وفاته، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باللغة الانكليزية، ونعاه بالقول: "سأفتقدك بشدة يا صديقي روبرت ، لقد كنت شخصًا مميزًا بشجاعة لا تصدق ومراسلًا فريدًا ، التقينا في لحظات مصيرية من الحرب الأهلية اللبنانية وتوقعت مصير اللبنانيين مثل العرب اليوم "شفقة على الأمة".

البدايات مراسلاً

بدأ فيسك حياته المهنيّة في صحيفة "صنداي إكسبرس" قبل أن ينتقل بعدها إلى "لندن تايمز" في العام 1972، حيث عمل ردحاً من الزمن في أيرلندا الشماليّة مراسلا لها أثناء الاحتجاجات، قبل أن يستقرّ في إيرلندا الشمالية حتّى وفاته.

وبعد سنوات من العمل الدؤوب لمع فيها اسمه، انتقل فيسك إلى البرتغال ولاحقًا إلى بيروت، حيث عمل مراسلا لصحيفة "التايمز" في منطقة الشرق الأوسط.

أثناء وجوده في المنطقة العربيّة، غطّى فيسك الحرب الأهلية اللبنانية والغزو الروسي لأفغانستان والثورة الإيرانيّة والحرب العراقية الإيرانيّة والحروب الإسرائيليّة على لبنان.

لاحقًا انضمّ فيسك إلى الـ"إندبندنت" التي أسّست عام 1989، واستمرّ في العمل فيها حتّى وفاته.

العالم العربي

غطّى فيسك حرب الخليج الأولى من شوارع بغداد، وانتقدّ زملاءه بشدّة واتهمهم بأنهم يغطّون الحرب من غرفهم في الفنادق.

وعرف فيسك بانتقاداته للولايات المتحدة، وأيّد القضية الفلسطينية، وكان من الصحافيين الأجانب القلائل الذين التقوا زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ثلاث مرّات.

لكنّ سيرة فيسك، وخصوصًا مقاربته للملفّ السوري، أثارت الكثير من الاعتراض على مهنيته، خصوصاً بعد دفاعه عن نظام الرئيسين السوريين حافظ الأسد وبشار الأسد، وإنكاره شنّ النظام السوري هجمات كيميائية.