ايلاف من باريس: هدّدت جبهة البوليساريو الإثنين بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الرباط إذا "أدخلت" المملكة عسكريين أو مدنيين إلى منطقة الكركرات العازلة الواقعة عند الحدود بين المغرب وموريتانيا.

وقالت الجبهة في بيان تلقّته وكالة فرانس برس إنّ القوات المغربية بدأت منذ ليلة أمس في عملية جلب أعداد كبيرة من قوات الدرك وأجهزة أمنية أخرى" إلى منطقة الكركرات.

وحذّرت "بوليساريو" من أنّ "دخول أي عنصر عسكري أو أمني أو مدني مغربي" إلى هذه المنطقة العازلة الخاضعة لسيطرة جنود القبعات الزرق "سيُعتبر عدواناً صارخاً سيكون على الطرف الصحراوي أن يردّ عليه بكل حزم دفاعاً عن النفس وعن السيادة الوطنية، وهو ما سيعني أيضاً نهاية اتفاق وقف إطلاق النار وفتح الباب أمام اشتعال فتيل حرب جديدة في كامل المنطقة".
وحمّلت الجبهة "الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخصوص مسؤولية ضمان سلامة وأمن المدنيين الصحراويين".

والأسبوع الماضي وجّه 200 سائق شاحنة مغربي نداء استغاثة إلى سلطات المملكة المغربية وموريتانيا، قالوا فيه إنّهم عالقون في معبر الكركرات الواقع بين المغرب وموريتانيا ، وفق وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية.

وجاء في بيان السائقين أنّهم عالقون في الجانب الموريتاني بعدما "منعتهم ميليشيات تابعة للانفصاليين" من عبور منطقة الكركرات أثناء عودتهم عبر الحدود البرية مع موريتانيا، على مسافة نحو 380 كلم شمال نواكشوط، وهي تقع في منطقة عازلة تجري فيها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة دوريات بانتظام.

وسبق أن شهدت منطقة الكركرات توترات حادة بين "بوليساريو" والمغرب خصوصاً في مطلع العام 2017.
وتحتجّ جبهة بوليساريو على عبور هذه النقطة التي يعتبرها الجانب المغربي حيوية للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.
يذكر ان المغرب استرجع الصحراء التي كانت خاضعة للاستعمار الاسباني عام 1975 بواسطة المسيرة الخضراء السلمية التي نظمها الملك الراحل الحسن الثاني.

وشهدت الصحراء نزاعًا مسلّحًا بين المغرب والجبهة المدعومة من الجزائر وليبيا ، حتّى وقف اطلاق النّار العام 1991.