واشنطن: نزل آلاف من مناصري دونالد ترمب السبت إلى شوارع واشنطن حيث مرّ موكب الرئيس أمامهم في وقت يتمسك بتصريحات لا تتمتع بمصداقية عن عمليات تزوير واسعة حرمته الفوز في الانتخابات الرئاسية.

والمتظاهرون الذين كانوا على مقربة من البيت الأبيض قابلوا مرور ترمب المقتضب بهتافات صاخبة ولوحوا بأيديهم وأطلقوا الصفارات فيما كانوا يرفعون لافتات ورايات كتب عليها "أفضل رئيس على الإطلاق" و"أوقفوا السرقة" (للأصوات) و"ترمب 2020: لنحافظ على عظمة أميركا".

بحلول الظهر كان عدة آلاف من الأشخاص قد تجمعوا في ساحة فريدوم بلازا، مع استمرار وصول آخرين من جميع الجهات وهم يلوحون برايات ويهتفون "اربع سنوات أخرى" في أجواء احتفالية تذكر بمهرجان لترمب.

واستدعت مشاركة مجموعة براود بويز اليمينية المتطرفة في المسيرات، تواجدا أمنيا كبيرا في العاصمة لمنع صدامات مع تجمع مناهض لترمب مقرر أمام المحكمة العليا.

وتعطي نتائج الفرز الأخيرة منافس ترمب الديموقراطي جو بايدن فوزا قويا بغالبية أصوات الهيئة الناخبة للولايات، والتي تختار الرئيس، مع 306 من اصوات كبار الناخبين لبايدن مقابل 232 لترمب. ويحتاج الفوز بالرئاسة ل 270 من تلك الأصوات على الأقل.

لكن مرغريتا اورتوبي البالغة 49 عاما وتعمل في مجال تربية الخيول وجاءت بالطائرة من ميامي مع شقيقتها، قالت لوكالة فرانس برس إن الانتخابات شهدت "فسادا كبيرا" مضيفة أن "ترمب حقق فوزا ساحقا. نحن هنا لنشارك في مسيرة ل+وقف سرقة+ هذه الانتخابات، ولإسماع صوتنا".

أما داريون شوبلن الذي قدم بالسيارة من كولومبوس بولاية أوهايو فجاء للاحتجاج على واقع أن "المنظومة بأسرها مزورة ... أي الطريقة التي تصل بها المعلومات إلى الناس".

وأضاف الشاب البالغ 26 عاما "الحقيقة في الواقع لا تخرج إلى العلن". وأوضح أنه خسر عمله في مطعم بعدما رفض وضع الكمامة للوقاية من كوفيد-19.

ويقدر شوبلن أن هناك احتمال "95 بالمئة" في عدم فوز ترمب بولاية ثانية "ولست متأكدا من شرعية ذلك".

وأعلنت شبكات التلفزيون الأميركية الجمعة نتائج آخر ولايتين. وفاز بايدن بولاية جورجيا المحسوبة على الجمهوريين في معركة جاءت نتيجتها متقاربة، فيما فاز ترمب بولاية كارولاينا الشمالية.

ويستمر ترمب في عرقلة قدرة بايدن على الاستعداد للمرحلة الانتقالية قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، من دون جدوى، بالطعن في نتائج فرز الأصوات في أنحاء البلاد.

الجمعة أصدر قاض في ميشيغن قرارا آخر يرفض اتهامات الجمهوريين بحصول تزوير.

الوقت سينبئ

أعلن ترمب الجمعة أن "الوقت كفيل بأن يخبرنا" أي إدارة ستكون في البيت الأبيض، وذلك في تراجع عن موقفه الرافض الاعتراف بهزيمته الانتخابية.

وكسر ترمب الصمت بعد أسبوع من عدم إدلائه بتصريحات أمام الكاميرا. وكان يتحدث خلال فعالية في حديقة الورود بالبيت الأبيض للإعلان عن قرب الترخيص للقاح لفيروس كورونا.

وخلال كلمة مقتضبة حول عمل اللقاح، أكد ترمب أنه لن يدعو لفرض إغلاق للحد من تفشي الفيروس.

ثم أضاف "مهما يحصل في المستقبل، من يعلم أي إدارة ستكون (في البيت الأبيض)، الوقت كفيل بأن يخبرنا".

وجاء موقفه المتشكك رغم تمسكه بحصول تزوير واسع، من دون تقديم أي دليل، حرمه الفوز في انتخابات 3 نوفمبر.

ورغم إعلان مسؤولي الاستخبارات في إدارته الخميس أن الانتخابات كانت "الأكثر أمنا في التاريخ الأميركي" لا يظهر ترمب والإعلام اليميني المتحالف معه أي مؤشرات على التخلي عن مسعى قلب النتائج.

وقالت المتحدثة كايلي ماكيناني على شبكة فوكس نيوز إن "الرئيس ترمب يؤمن بأنه سيكون الرئيس ترمب، ويحظى بولاية ثانية".

وبعد مرور موكبه بمحاذاة متظاهرين في واشنطن، توجه ترمب السبت إلى نادي الغولف قرب العاصمة، كما يفعل عادة في عطلة الأسبوع.

ووقف نحو ستة من أنصاره على أحد جانبي المدخل حاملين رايات مؤيدة فيما وقف نفس العدد تقريبا على الجانب رافعين لافتة كتب عليها "بايدن هاريس" وأخرى كتب عليها "لقد صوتنا وأنت مطرود".

ويواصل بايدن مساعيه لتسلم السلطة، وتلقى التهنئة بالفوز من العديد من قادة دول العالم.

وكانت الصين آخر تلك الدول وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "نعبر عن تهانينا".