اسلام اباد: أغلقت السلطات الباكستانية الاثنين لليوم الثاني طريقا رئيسيا يؤدي إلى العاصمة إسلام أباد حيث نظم حزب ديني متشدد احتجاجات جديدة مناهضة لفرنسا.

واستمر تجمع حاشد في مدينة روالبندي المجاورة، اجتذب ما يصل إلى خمسة آلاف شخص، من الأحد حتى الاثنين، فيما تجمع حوالي ألف متظاهر مضاد عند حاجز الطريق لمنعهم من دخول العاصمة.

وأدى ذلك لتأخر الركاب لفترات طويلة على طرق بديلة لدخول المدينة.

وعادت خدمات الهاتف المحمول للعمل بعد ظهر الاثنين، عقب تعليقها لأكثر من 24 ساعة لمنع منظمي التجمع من التنسيق.

شهدت باكستان احتجاجات صغيرة ومتفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة حول الإسلام المتطرف.

واندلعت الأزمة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس سامويل باتي الذي قتل بقطع رأسه في 16 أكتوبر بيد روسي شيشاني إسلامي متشدّد لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة خلال صف حول حرية التعبير.

وقال ماكرون إن المدرّس باتي "قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنّهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله".

وأثارت تصريحات ماكرون موجة انتقادات في عدد من الدول الإسلامية حيث خرجت تظاهرات مندّدة بها، كما أُطلقت حملة لمقاطعة السلع الفرنسية في قطر والكويت ودول خليجية أخرى.

تقدمت باكستان بشكوى إلى فرنسا بشأن ما أسمته "حملة ممنهجة لمناهضة الإسلام" في الدولة الأوروبية.

واتهم رئيس الوزراء عمران خان الرئيس الفرنسي بمهاجمة العقيدة الإسلامية وحضّ الدول المسلمة على العمل معًا لمواجهة ما أسماه القمع المتزايد في أوروبا.

ويعد التجديف مسألة حساسة جدا في باكستان حيث يمكن أن يواجه أي شخص يتهم، ولو بشكل غير مثبت، بإهانة الإسلام أو شخصيات إسلامية حكما بالإعدام.

وحثت الجماعات الحقوقية البلاد على إصلاح تشريعاتها الخاصة بالتجديف لأنه غالبًا ما يتم استغلالها لتسوية عمليات الانتقام الشخصية.

ونظّم تجمعات الأحد رجل الدين المتشدد خادم حسين رضوي زعيم "حركة لبيك باكستان" الاسلامية المتشددة التي قام سابقا بتنظيم تظاهرات ضخمة وعنيفة أحيانا ضد متهمين بإهانة الاسلام.

وانتفضت الجماعة في معظم أنحاء باكستان عام 2018 وشلت البلاد وقامت بأعمال شغب بعد تبرئة المحكمة العليا لامرأة مسيحية متهمة بالتجديف.