ايلاف من لندن: فيما اختفل العراق الخميس بالذكرى الثالثة للانتصار على تنظيم داعش فقد اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رفض ومقاومة اي محاولات لتقسيم العراق معتبرا هذا النصر ليس عسكريا فحسب وانما ايضا انتصار العراق الواحد الموحد .. بينما دعا الرئيس صالح الى ضرورة عدم التفريط بالانتصار من خلال مكافحة الفساد وتعزيز سلطة الدولة وحماية أمن المواطنين.
وخاطب القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي في كلمة مع القيادات الأمنية والعسكرية في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية افراد القوات المسلحة قائلا "في مثل هذا اليوم أيها الأبطال .. سواعدكم وإيمانكم وجذوركم الوطنية العراقية انتزعت النصر على تنظيم داعش الظلامي".

وشدد على ان "الانتصار على داعش ليس مجرد انتصار عسكري بل هو انتصار الحضارة أمام التخلف، التقدم أمام الرجعية، الإنسانية أمام الوحشية، العراق الواحد الموحد أمام التقسيم".. وقال "كل مقاتلينا، ضباطا ومراتب، في الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة، وكل من قاتل هذا التنظيم الإرهابي صاغوا قلادة النصر وأهدوها الى شعب العراق بتضحياتهم وبطولاتهم".

واكد الكاظمي قائلا "النصر عراقي والدم الذي سال من أجل الشرف والأرض عراقي والتضحيات التي قُدمت عراقية .. نعم ساعدنا الأصدقاء حول العالم، لكن النصر تحقق بجهود وتضحيات عراقية، وانتصرنا أخيرا".
واضاف منوها الى ان "هذه المناطق هنا الفلوجة والخالدية والأنبار، حاول داعش اختطافها من العراق .. لكن العراق لا يقبل القسمة، والعراق أبيُّ الضيم .. والعراق كرامة .. داعش حاول الإساءة الى كرامة العراقيين، فوجد أمامه أبطالاً وصناديد علّموا الإنسانية معنى الكرامة الوطنية".

وزاد قائلا لافراد القوات العراقية "نفتخر بهذا اليوم العظيم ، ونفتخر بهذا الإنجاز الكبير ونفتخر بكم .. أنتم فخرنا ورمز صمودنا .. وأنا أصرّيت أن أكون هنا بينكم، لنقول لكل من يحاول المساس بكرامة العراق أو وحدة أراضيه أو سلامة العراقيين إننا هنا .. والعراق أكبر منكم".. وختم "مبارك لكم النصر .. ومبارك للعراقيين أن لهم أبطالا مثلكم .. أنتم أمل العراق وحراسه .. بارك الله بكم .. الرحمة لشهدائنا الأبرار".

ثم قام الكاظمي يتفقد قائممقامية الفلوجة والتقى رؤساء الدوائر الخدمية والحكومية فيها مؤكدا على ضرورة خدمة المواطنين وتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات.
وكان العراق قد اعلن رسميا في العاشر من ديسمبر عام 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية وأسترجاع كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد والتي اجتاحها التنظيم صيف عام 2014 .

صالح يدعو لعدم التفريط بالانتصارات على داعش
ومن جانبه دعا الرئيس العراقي برهم صالح الى عدم التفريط بالانتصارات وتعزيز سلطة الدولة وسيادتها والحفاظ على الانتصارات المتحققة وقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية التي ما زالت تحاول زعزعة الاستقرار في بعض المناطق والمدن وذلك من خلال مواصلة الحرب عليها.

وأكّدَ صالح في كلمة لمناسبة يوم النصر على داعش تابعتها "إيلاف" على "ضرورة الشروع في مكافحة الفساد وتعزيز سلطة الدولة وترسيخ سيادتها في فرض القانون وحماية أمن واستقرار المواطنين، وفي تحقيق الإصلاح البنيوي، وتلبية استحقاق الانتخابات الحرة النزيهة، وبما يضمن الإرادة الحقيقية للناخبين بعيداً عن الضغوط والتزوير والتلاعب، وعودة النازحين إلى مدنهم، ومعالجة كل الآثار التي خلفتها الجماعات الإرهابية".

ولفت صالح إلى أن "الجماعات الإرهابية التكفيرية تتغذى وتستغل الأوضاع الإقليمية غير المستقرة وهو ما يستوجب أهمية العمل الحثيث من أجل تخفيف التوترات في المنطقة التي غالباً ما تستغلها الجماعات الإرهابية لتنفيذ أهدافها".. مؤكداً "موقف العراق الثابت في النأي عن الصراعات الإقليمية، وفي أنه مرتكز أساسي للتعاون الإقليمي والدولي لإرساء السلام والحد من النزاعات التي تعمل على تقويض الاستقرار في المنطقة وتكون ارتداداتها إلى الداخل العراقي".

واشار الى انه "لا يمكن نسيان الدور المساند للأصدقاء في التحالف الدولي ولدول المنطقة ممن وقفوا مع العراق في حربه العادلة ضد العصابات الإرهابية الظلامية".

وخلال الشهور الأخيرة زادت وتيرة هجمات مسلحي داعش لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى والمعروفة باسم "مثلث الموت".

وتتركزمعظم نشاطات التنظيم هذه في محافظات ديالى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية (شمال شرق وغرب بغداد) حيث يلاحظ انه لا يزال يمتلك ما يكفي من الإمكانيات القتالية لتهديد الأمن والاستقرار في العراق.

ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه وقياداته المتقدمة إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات بشرية تشكل تهديدًا جديًا بشنّ هجمات أو نصب كمائن للقوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي والتسلل إلى المراكز الحضرية من دون التفكير بالسيطرة عليها.