قررت الحكومة الألمانية فرض إغلاق وطني صارم اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل ويستمر خلال فترة الاحتفالات بعيد الميلاد، بعد وصول عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا إلى مستويات قياسية.

ومن المقرر إغلاق المدارس ورياض رعاية الأطفال ليحصل الأطفال على الرعاية المطلوبة في المنزل، بالإضافة إلى إغلاق المتاجر غير الأساسية في جميع أنحاء البلاد لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وأرجعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الارتفاع "الملحوظ" في الاتصال الاجتماعي وزيادة أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كوفيد 19، إلى خروج المواطنين للتسوق استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد.

وأظهرت أحدث الإحصاءات اليومية إصابة 20 ألفا و200 شخص بالفيروس و 321 حالة وفاة .

وسيبدأ الإغلاق اعتباراً من 16 ديسمبر/ كانون الأول إلى 10 يناير/كانون الثاني. وأعلنت ميركل عن هذه الخطوة بعد اجتماعها بزعماء الولايات الـ16 في البلاد، قائلة إن هناك "حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات".

وتم بالفعل إغلاق المطاعم والحانات ومراكز الترفيه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، وفرضت بعض المناطق الألمانية إغلاقا أكثر صرامة وإجراءات خاصة بها.

في ظل حالة الإغلاق الوطني، ستظل المتاجر الأساسية مفتوحة مثل تلك التي تبيع الطعام ولا تقدمه للزبائن وكذلك البنوك. كما أن صالونات تصفيف وحلاقة الشعر هي من بين الأنشطة التي يجب إغلاقها.

وحثت الحكومة الشركات على السماح للموظفين بالعمل من المنزل.

ميركل
Getty Images
قالت ميركل إن الحكومة كان عليها أن تتخذ إجراءات صارمة

وستتولى دور رعاية كبار السن إجراء اختبارات فيروس كورونا. وتقرر منع احتفالات العام الجديد وبيع الألعاب النارية، وكذلك تناول الكحول في الأماكن العامة، مثل أكشاك النبيذ المشهورة.

وقال وزير المالية أولاف شولتز، إن الشركات المتضررة ستتلقى دعما حكوميا شهريا يصل إلى 500 ألف يورو.

وبالنسبة للتجمعات المنزلية، الحد الأقصى المسموح به هو خمسة أشخاص فقط من أسرتين داخل منزل واحد.

لكن هذا القيد سوف يخفف من 24 إلى 26 ديسمبر/كانون الأول، وستتمكن أسرة واحدة من دعوة أربعة أفراد كحد أقصى من أسر أخرى.

أعراض الإصابة بفيروس كورونا وكيف تحمي نفسك منه

لقاحات فيروس كورونا بين "التشكك والسعي إلى الربح"

وأوضحت المستشارة ميركل أن مهمة الحكومة حاليا هي "منع العبء الزائد على أنظمتنا الصحية ولهذا السبب هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات".

وارتفع عدد الإصابات في ألمانيا منذ بداية الجائحة وحتى الآن إلى أكثر من 1.3 مليون. وكشف معهد روبرت كوخ أن عدد الوفيات وصلت إلى 21 ألفا و787 حالة وفاة بعد تسجيل 321 حالة جديدة.

وكان يُنظر إلى ألمانيا على أنها نجحت نسبيا في السيطرة على الوباء مقارنة بجيرانها الأوروبيين، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى زيادة عدد الاختبارات وتعقب المصابين. لكن هناك اعترافا متزايدا بين القادة السياسيين بأن ما أطلق عليه اسم "الإغلاق الخفيف (الجزئي)" غير كاف.

وحذر رئيس وزراء بافاريا ماركوس سودر، من أنه "إذا لم نكن حذرين، فقد تصبح ألمانيا بسرعة بؤرة الوباء في أوروبا". لهذا السبب، كان علينا نتحرك". ولم يستبعد سودر أن تمدد ألمانيا الإغلاق إلى ما بعد 10 يناير/كانون الثاني المقبل.