ايلاف من الرباط : شهدت الداخلة، ثاني اكبر مدن الصحراء المغربية، اليوم السبت افتتاح تاسع تمثيلية دبلوماسية بها في اقل من سنة.
يتعلق الامر بالقنصلية العامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس حفل تدشينها وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته الكونغولية ماري تومبا نزيزا.
وعرفت مدينة الداخلة منذ بداية سنة 2020 دينامية دبلوماسية قوية تمثلت في افتتاح القنصليات العامة لـ غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى هايتي، التي أضحت أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية.
واعتبر الوزير بوريطة فتح القنصلية العامة الكونغولية بالداخلة حدثا "مهما جدا" بالنظر إلى ثقل هذا البلد الافريقي، والمسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.
وذكر بوريطة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكونغولية، أن هذا الأمر مهم لإنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية، مشيرا الى أن المغرب كان دائما يلمس من الكونغو الديمقراطية هذا الموقف المناصر.
وقال بوريطة إن الوزيرة نزيزا و الرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي يعبران دائما في اجتماعات مجموعة (سادك)، من دون حرج وبشكل واضح، عن موقفهما الداعم لوحدة تراب المغرب ومغربية الصحراء.
وأشار بوريطة الى انه عندما غادر المغرب منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984 خرجت معه جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقال ان الملك الراحل الحسن الثاني كان قد طلب من الرئيس انذاك الرجوع إلى منظمة الوحدة الافريقية، لأن المغرب في حاجة إلى أصدقائه من الداخل للدفاع عن الشرعية الدولية وعن القانون الدولي.
واوضح بوريطة ان هذا البلد غادر منظمة الوحدة الافريقية لمدة سنتين كتعبير عن عدم موافقته على الخرق السافر للقانون الدولي ولمواثيق المنظمة نفسها.
وذكر بوريطة أن فتح القنصلية الكونغولية يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، ويأتي ايضا للتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الإفريقية الـ 16 التي فتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء، مشيرا الى أن هذا الرقم سيرتفع لأن أغلب الدول الإفريقية اليوم لها وعي بأن هذه المشكلة موروثة عن حقبة أخرى وأن إفريقيا في غنى عنها.
وأضاف بوريطة أن أغلب الدول الإفريقية تعي كذلك أن هذه المشكلة تعتمد على موقف متجاوز الآن، وأن دعم مغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، هو الذي سيمكن الدول الإفريقية من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته في حق القارة سنة 1984 بقبول كيان وهمي( الجمهورية الصحراوية)، لا يتوفر على أسس قانونية وسياسية ليكون كيانا معترفا به.
وأشار وزير خارجية المغرب إلى أن موقف الكونغو الديمقراطية يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، اضافة الى الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ عددها 21 قنصلية.
من جهتها ، قالت الوزيرة الكونغولية ان فتح قنصلية عامة لبلادها في الداخلة يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها.
وأضافت الوزيرة تومبا نزيزا، أن هذه القنصلية العامة تسعى لتكون إطارا إداريا يحافظ على الروابط مع الجالية الكونغولية وفضاء للتشاور وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية الثنائية.
وأبرزت نزيزا أن العديد من الإمكانات متوفرة بهذه المنطقة، معبرة عن أملها في أن يشكل فتح قنصلية لبلادها بالداخلة فأل خير يبشر بتنمية مثمرة بين على صحرائها.
يذكر انه جرى اليوم ايضا تنصيب القنصل العام الكونغولي في الداخلة ، نيستور باميالي واوا.