بانغي: جمهورية أفريقيا الوسطى الدولة الفقيرة الواقعة في وسط أفريقيا التي تنتخب الأحد رئيسا لها، غارقة في حرب أهلية منذ إطاحة فرانسوا بوزيزيه في 2013.

فقيرة رغم ألماسها

تبلغ مساحة جمهورية إفريقيا الوسطى 622 ألفا و984 كيلومترا مربعا وتحيط بها تشاد والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية والكونغو والكاميرون، ولا منفذ لها على البحر.

وهي مصنفة في المرتبة 188 من أصل 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2019.

يعيش حوالى 71 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 4,9 ملايين نسمة تحت خط الفقر (أرقام البنك الدولي).

وقد منعت النزاعات تطورها رغم وجود اليورانيوم والماس والأخشاب والذهب التي تتنازع عليها المجموعات المسلحة. ومن منتجاتها الأخرى القطن والقهوة والتبغ.

وتشكل الثروة الحيوانية أيضا مصدر دخل.

وقد يتباطأ النمو ليبلغ 1,1 في المئة في 2020 بسبب وباء كوفيد-19 حسب البنك الإفريقي للتنمية.

اضطرابات مزمنة

في كانون الأول/ديسمبر 1965 أطيح ديفيد داكو أول رئيس منذ الاستقلال عام 1960 في انقلاب قام به جان بيديل بوكاسا الرئيس ثم الإمبراطور الذي تميز عهده بمغامرات تنم عن جنون العظمة وانتهاكات.

في ايلول/سبتمبر 1979 طُرد بوكاسا من السلطة بتحرك قام به مظليون فرنسيون. وأعاد داكو تأسيس الجمهورية لكنه اضطر للتنازل عن السلطة بعد عامين للجيش. بعد إحلال التعددية الحزبية، انتخب أنج فيليكس باتاسيه رئيسا في 1993.

بين 1996 و2001 شهدت البلاد ثلاث حركات تمرد وانقلابا فاشلا. في 2003 أطاح فرانسوا بوزيزيه رئيس أركان الجيش السابق الذي انضم إلى التمرد، باتاسيه وأعلن نفسه رئيسا.

منذ 2005، تواجه البلاد حركات تمرد استولت على مناطق في الشمال لكن استعادتها السلطة بمساعدة فرنسا أو الجيش التشادي.

حرب أهلية

في آذار/مارس 2013 استولى متمردو تحالف "سيليكا" المتنوع على بانغي وأطاح بوزيزيه، وأعلن ميشال جوتوديا نفسه رئيسا. وأدت انتهاكات "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة، ضد السكان وغالبيتهم من المسيحيين، إلى إنشاء ميليشيا مضادة اسمها "انتي بالاكا" هاجمت بدورها المسلمين.

خوفا من عمليات إبادة جماعية أطلقت فرنسا عملية سانغاريس (2013-2016)، بتفويض من الأمم المتحدة. في 2014، أطلقت الأمم المتحدة مهمتها (مينوسكا).

استقال ميشال جوتوديا تحت ضغط دولي. وبعد فترة انتقالية انتخب فوستان أرشانج تواديرا رئيسا في 2016، وهو يسعى إلى ولاية ثانية في انتخابات الأحد.

وتم إنشاء محكمة جنائية خاصة (بي إس سي) في 2018 بينما ستحاكم المحكمة الجنائية الدولية ألفريد ياكاتوم وباتريس إدوار نغايسونا القياديين السابقين في ميليشيا انتي بالاكا بتهمة ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقد تراجع العنف منذ توقيع اتفاق سلام في شباط/فبراير 2019، لكن المجموعات المسلحة ما زالت تسيطر على ثلثي الأراضي.

وضع إنساني ملح

تسببت الاشتباكات في مقتل الآلاف ودفعت بنحو ربع سكان جمهورية إفريقيا الوسطى إلى المنفى.

في 2021، سيحتاج 2,8 مليون من سكان إفريقيا الوسطى إلى مساعدة إنسانية وحماية بينما أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم الوضع، حسب الأمم المتحدة.

تحرك دبلوماسي روسي

منذ 2018، تقود موسكو تحركا دبلوماسيا وماليا واسعا في جمهورية إفريقيا الوسطى مقابل تنازلات كبيرة للشركات الروسية لاستثمار الذهب والماس خصوصا.

ويقوم الروس بتأهيل الجيش والدرك ويساعدون البلاد في تحديث جيش البلاد.

في 2018 قُتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يجرون تحقيقا بشأن مدربين روس يشتبه في أنهم مرتزقة.