إيلاف من واشنطن: انتقد ناشطون عراقيون الدعوات التي يطلقها متشددون لعدم الاحتفال برأس السنة، بحجة تزامنه مع مناسبة دينية شيعية، مؤكدين أن "هذه الدعوات تأتي ضمن سياق التضييق على الحريات وفرض المعتقدات على العراقيين".

وبحسب تقرير نشره موقع "الحرة"، شهدت بغداد ومحافظات مثل كربلاء تجوال سيارات تحمل مكبرات صوت تدعو العراقيين لعدم الاحتفال بعيد رأس السنة، الذي يعد من المناسبات التي يحتفل بها العراقيون في العاصمة بكثافة في الشوارع، وتشهد عادة إطلاق الألعاب النارية لساعات.

ويقول المتحدث في مكبر الصوت إنه لا يجب الاحتفال بـ"ما يسمى" رأس السنة لتزامنه مع أيام وفاة فاطمة الزهراء، ابنة الرسول محمد والشخصية المقدسة بشكل كبير في الاعتقاد الشيعي.

وكثف رجال دين شباب من نشر فيديوهات لخطب ومحاضرات يهاجمون فيها الاحتفال بعيد رأس السنة، وكل هذه الفيديوهات تبدو حديثة التصوير.

ووفقًا لتقرير "الحرة"، يقول رجل الدين الشيعي ماهر الخطيب إن "موعد وفاة فاطمة غير محدد بدقة لهذا يستذكره المسلمون الشيعة عدة مرات في السنة وعلى امتداد عدة أيام كل مرة"، نافيًا أن يكون الدين الإسلامي عامل إجبار على الالتزام أو كون شعائر الحزن ملزمة، مؤكدا أن "إجبار الناس على الحزن تطرف كبير يذكر بما كانت داعش تفعله في المناطق المحتلة".

وتقول الناشطة المدنية سهر علي إن "أشخاصا تقدموا إليها في أحد شوارع منطقة الكرادة ببغداد وبدأوا بالحديث عن حرمة ما ترتديه من ملابس في وقت الوفاة"، مضيفةً أنها كانت ترتدي ثوب سانتا كلوز طويلا وفي طريقها إلى منظمة تقدم الدعم للأطفال المصابين بالتوحد من أجل تقديم فقرة ترفيهية لهم.

"لم يكونوا عنيفين، لكن بالتأكيد كانوا مخيفين ويرتدون ملابس متشابهة تشبه الملابس العسكرية"، تقول سهر لموقع "الحرة".

مع هذا لا تزال سهر تخطط لإقامة حفلة بمناسبة رأس السنة للأطفال، لكنها لا تخفي قلقها من تعرض الحفل للاستهداف.

وحذرت مجاميع مسلحة يعتقد أن لها علاقات بالميليشيات التابعة لإيران من "مظاهر الفسق والفجور" في احتفالات رأس السنة، ثم عادت لتنشر منشورات تهاجم أي نوع من الاحتفال وتتوعد بـ"النهي عن المنكر بالقوة" في حال تمت مخالفة أوامرها.

وحملت المجموعات أسماء مختلفة مثل أهل الكهف وأهل القرى وربع الله وغيرهم.

وأعلنت مجموعة أهل الكهف مسؤوليتها عن تفجير محل لبيع الخمور في بغداد، معلنة استعدادها لتنفيذ هجمات مماثلة.

ويعتقد المحللون العراقيون أن هذه المجاميع تنتمي الى ميليشيات رئيسية مثل العصائب (عصائب أهل الحق) والكتائب (كتائب حزب الله) والنجباء وغيرها.

ويقول المحلل الأمني سمير مرتضى إن "تهديدات هذه الجماعات يجب أن تؤخذ على محمل الجد"، مضيفا "الجماعات المسلحة الرئيسة لديها اتفاقات مع متعهدي الحفلات ومدراء النوادي الليلية وباعة الخمور، وظهور مجموعات بأسماء جديدة يعني إن هذه المجموعات قد تلجأ إلى العنف لتأمين اتفاقات مماثلة".

ويقول مرتضى إن "تجارة الخمر والقمار والبشر السرية تجري كلها بمباركة الجماعات المسلحة وبمقابل مالي يستخدم في تمويل نشاطاتها".

ويعتقد مرتضى أن "المدنيين سيكونون الأهداف المحتملة لكل جماعة تبحث عن الشهرة".