قالت أغلبية صغيرة من قراء إيلاف إن حملات التلقيح الجارية اليوم في دول عدة في العالم لن تضع نهاية لجائحة كورونا، فالتحورات الجديدة تمثل تحديات جديدة يجب مواجهتها.

إيلاف من بيروت: حملات التلقيح جارية في العالم على قدم وساق، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الول الأخرى، التي نالت نصيبها باكرًا من الجرعات. لكن، رغم دخول العديد من الدول في الحرب الضروس ضد فيروس كورونا، لم تتراجع أعداد الإصابة، حتى أن دولًا عدة عادت إلى الإغلاق التام.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تعتقد أن حملات التطعيم ستضع نهاية لجائحة كورونا؟" أجاب 48 في المئة من المشاركين في الاستفتاء بـ "نعم"، فيما التزم 52 في المئة منهم جانب الحذر وأجابوا بـ "لا".

ربما أصاب هؤلاء المشككين. فقد سجلت الولايات المتحدة الجمعة الفائت مثلًا رقمًا قياسيًا جديدًا لحالات الإصابة بكورونا: 290 ألف إصابة في 24 ساعة، بعد 4 آلاف وفاة سجلتهم الولايات المتحدة الخميس.

والحال هذه ليست مقصورة على الولايات المتحدة، بدول أوروبا عادت في معظمها إلى الإغلاق التام، رغم حملات التلقيح، خصوصًا بريطانيا التي تتسابق فيها موجتا الإغلاق والتلقيح.

فقد فُتحت في إنكلترا الإثنين سبعة مراكز كبرى جديدة للتلقيح ضد كورونا في حين تسابق الحكومة الوقت لتلقيح ملايين السكان سعيًا لاحتواء سلالة متحوّرة من الوباء تتفشى في أنحاء البلاد. وتضم المراكز الجديدة ملاعب كرة قدم وميدانًا لسباق الخيل، وهي تتوزع على مدن عدة، بينها بيرستول ولندن ونيوكاسل ومانشستر.

لكن، يحذر خبراء الصحة في العالم من أن يكون يناير الحالي هو الأسوأ بسبب السفر خلال العطلات والتجمعات العائلية. ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية الدكتور ضرار بلعاوي قوله: "نحن مقبلون على شتاء قد يكون صعبًا بعض الشيء، حيث تنشط الفيروسات التنفسية ومنها كورونا المستجد، وستكون هناك موجة ثانية للوباء وقد توقعها العلماء، هذا إلى جانب الطفرات التي ستطرأ على الفيروس كتلك التي ظهرت في بريطانيا".

ونبهت منظمة الصحة العالمية الاثنين إلى أن المناعة الجماعية ضد كورونا لن تتأمن في عام 2021، رغم بدء توزيع اللقاحات في بلدان عدة. وقالت المسؤولة العلمية في المنظمة سمية سواميناثان من جنيف: "لن نبلغ المناعة الجماعية في 2021"، مشددة على أهمية مواصلة تطبيق إجراءات الحماية مثل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي ووضع الكمامة للسيطرة على الوباء.

وأشادت سواميناثان بالتقدم الكبير الذي أحرزه العلماء الذين نجحوا في تطوير، ليس واحدًا بل عدة لقاحات آمنة وفعالة ضد فيروس جديد تمامًا في أقل من عام.

لكن، مع ظهور طفرات جديدة، ثانية في بريطانيا وجنوب أفريقيا، وثالثة في اليابان، تسارع شركات إنتاج لقاحات كورونا في العالم لمعرفة إذا كانت لقاحاتها فاعلة في مواجهة هذه الطفرات الفيروسية الجديدة.

من ذلك، بينت دراسة أجرتها شركة "فايزر" الأميركية أن لقاحها مع "بيونتيك" فاعل في مواجهة تحور رئيسي في السلالات الجديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا في بريطانيا وجنوب أفريقيا.

إلا أن هذه التطمينات لا تسد كل الثغرات، خصوصًا تلك البادية في عراقيل تواجه توزيع جرعات اللقاح، فهي تستغرق وقتًا طويلًا، خصوصًا في الدول الفقيرة، لذا يصر الخبراء على ضرورة استمرار العالم على أهبة الاستعداد لاتخاذ إجراءات وقائية قصوة، كالتي عاد إليها لنان الإثنين، بعد تسجيل أرقام قياسية عالية لعدد الإصابات بكورونا.