ايلاف من لندن: اكد وزير الخارجية الاميركي الجديد انتوني بلينكن دعم بلاده للعراق لاجراء انتخاباته المبكرة ولمواجهته اللارهاب وشدد على رغبتها في مواصلة الحوار الاستراتيجي معه قريبا.
جاء ذلك خلال أول اتصال هاتفي جمع وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين مع بلينكن الذي اكد على أهمية استمرار النقاشات في إطار الحوار الاستراتيجي بين الحكومتين .

وأشار الوزير الاميركي الى أن الإدارة الاميركية الجديدة مهتمة بالعلاقات الثنائية بين البلدين منوها الى أنّ وزارته سوف تبني أعمدة الحوار على أساس استمرارية المسار الذي تم الوصول إليه في الجولات السابقة من الحوار الاستراتيجي والبناء على تلك النتائج، كما نقل عنه بيان صحافي للخارجية العراقية

وقدم بلينكن تعازيه لذوي ضحايا الحادثين الإرهابيين في العاصمة بغداد ومحافظة صلاح الدين قبل ايام وقال "إنّ إدارة الرئيس بايدن تقف إلى جانب حكومة وشعب العراق في محاربة الإرهاب وبقوّة".

من جانبه، اكد الوزير حسين على أهمية البدء بعقد جلسات الحوار وضرورة الوصول إلى تفاهماتٍ واضحة في العلاقات بين بغداد وواشنطن في إطار تقويّة الروابط ولمصلحة الشعبين العراقي والاميركي، كما قال بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية تابعته "ايلاف" الجمعة.

كما ناقش الوزيران جملة من القضايا على صعيد المنطقة والاستقرار الإقليمي، حيث اوضح حسين أن الجهود المستمرة للحكومة العراقيّة برئاسة مصطفى الكاظمي تهدف إلى إبعاد التوتر عن الساحة العراقيّة .. لافتاً إلى أن الصراعات الإقليمية والتوترات الدوليّة بين بعض دول المنطقة تؤثر سلباً على الوضع الداخلي العراقي.

واشار الى انه من هذا المنطلق وإدراكاً لأبعاده يتطلّع الوزير العراقي الى العمل المشترك مع نظيره الأميركي ووزراء خارجيّة بعض الحكومات في دول الجوار الجغرافي للعراق لخفض التوترات والصراعات عن المحيط الإقليمي وكل ذلك يحتاج إلى تفاهمات جديدة وتواصل دائم .
وتناول حديث الوزيرين الوضع الامني والسياسي لدول المنطقة ودور الولايات المتحدة فيه مستقبلاً.

من جانبه، شدد الوزير بلنكن على دعم الولايات المتحدة للاقتصاد العراقيّ وتقويّة الشراكة والتفاعل الاقتصادي في القطاعات المختلفة .. لافتاً إلى أهمية التنسيق بين حكومتي البلدين في ما يتعلق بمواجهة فايروس كورونا.

دعم الانتخابات العراقية ومواصة الحوار الاستراتيجي
وعلى الصعيد نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان ان وزيرها بلينكن بحث هاتفيا مع نظيره العراقي فؤاد حسين متابعة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وانهما أكدا على المبادئ التي تم الاتفاق عليها في ما يخص هذا الحوار.

وشدد بلينك على "دعم بلاده لاجراء الانتخابات العراقية المبكرة المقررة في العاشر من اكتوبر المقبل.

وكانت الجلسة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد قد عقدت في العاشر من يونيو من العام الماضي واعلنت خلالها الولايات المتحدة الاستمرار في خفض عدد افراد قواتها في العراق في ضوء التقدم الكبير نحو القضاء على تهديد داعش.

واشار بيان مشترك عن المباحثات الى ان العلاقات الأمنية الثنائية بين البلدين تقوم على مصالح متبادلة قوية.. وأكدت الولايات المتحدة أنها "لا تسعى ولا تطلب قواعد دائمة أو وجوداً عسكرياً دائماً في العراق. وأضاف أن "حكومة العراق ملتزمة بحماية الأفراد العسكريين للتحالف الدولي والمنشآت العراقية التي تستضيفهم بما يتماشى مع القانون الدولي والترتيبات المحددة لوجودهم على النحو الذي سيقرره البلدان".

وفي العشرين من اغسطس 2020 انعقدت الجلسة الثانية من الحوار الاستراتيجي حيث أكدت خلاله الولايات المتحدة على احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التنسيق الأمني الثنائي والتعاون المستمر بين الجانبين.

وأشار البيان الختامي للحوار الاستراتيجي الذي استضافته العاصمة الأميركية واشنطن على هامش زيارة الكاظمي الرسمية لها الى ضرورة تعزيز التعاون في المجالات المشتركة بين البلدين في جميع المجالات.

وناقش الجانبان أفضل السبل التي يمكن أن تدعم بها الولايات المتحدة الحكومة العراقية، وهي تستعد للانتخابات البرلمانية بما في ذلك زيادة الدعم لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. وشددت الدولتان على دعمهما لحرية التعبير وحرية الإعلام وضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين.

وفي ملف الأمن ومكافحة الإرهاب أعادت الولايات المتحدة والعراق التأكيد على التزامهما بتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التنسيق الأمني الثنائي والتعاون المستمر بين قوات الأمن العراقية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

واتفق الجانبان على محادثات فنية منفصلة لإدارة التوقيتات والانتقال إلى المرحلة الجديدة، بما في ذلك أية عمليات إعادة انتشار خارج العراق مرتبطة بها.

وتنفيذا لهذه التعهدات، فقد سحبت الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي أكثر من ثلث قواتها الموجودة في العراق بحيث تقلص عددها من 5200 إلى 3000 عسكري، فيما تواصل القوات المتبقية تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية في تقفي أثر آخر المتبقين من مسلحي تنظيم داعش.

يشار الى ان وجود القوات الأميركية قد اصبح قضية كبيرة في العراق بعد اغتيال طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني رفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير 2020.

وبعد ذلك بأيام، وافق البرلمان العراقي على مشروع قرار موجه الى الحكومة يدعوها الى العمل على إنهاء وجود القوات الاميركية في العراق .. وفي المقابل تتهم واشنطن الفصائل العراقية المدعومة من إيران بتصعيد الهجمات الصاروخية على القواعد التي توجد بها قواتها في العراق منذ مقتل المسؤولين الايراني والعراقي.