اعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 200 شخص، بالقرب من محكمة بموسكو تنظر ما إذا كانت ستسجن أليكسي نافالني المعارض البارز للرئيس فلاديمير بوتين.

وانتشر العديد من أفراد شرطة مكافحة الشغب، ومن بينهم من يمتطون الخيول، خارج المحكمة.

وستقرر المحكمة ما إذا كانت عقوبة نافالني مع وقف التنفيذ ستتحول إلى عقوبة سجن فعلية.

وقد يواجه الرجل ما يصل إلى ثلاث سنوات ونصف في السجن، في قضية أثارت احتجاجات على مستوى البلاد. ويصف نافالني إدانته بالاختلاس بأنها ملفقة.

وتم الإبلاغ عن الاعتقالات من قبل مجموعة المراقبة الروسية OVD-Info، التي توثق أنشطة الشرطة، ومن قبل لجنة المراقبة العامة في موسكو (ONK)، وهي هيئة لحقوق الإنسان.

وأثارت عودة نافالني إلى روسيا في 17 من يناير/ كانون الثاني الماضي احتجاجات حاشدة مؤيدة له، وكثير من المحتجين هم شباب روس عايشوا حكم الرئيس فلاديمير بوتين.

وقد اتُهم نافالني بخرق شروط حكم قضائي صدر بحقه في عام 2014 مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس، ما يتطلب منه الحضور إلى مقر الشرطة الروسية بانتظام. ويقول محاموه إن الاتهام سخيف لأن السلطات تعلم أنه كان يتعافى في برلين، بعد هجوم بغاز الأعصاب كاد أن يقتله.

الشرطة الروسية تعتقل أحد الأشخاص
EPA
شنت الشرطة حملة صارمة على أنصار نافالني

وقال نافالني أمام المحكمة اليوم الثلاثاء: "لقد دخلت في غيبوبة ثم عدت للوعي وغادرت المستشفى، واتصلت بالمحامي الخاص بي وأرسلت لكم وثيقة توضح مكان وجودي ... بالطبع لم أكن في المنزل! ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك؟"

ويحضر دبلوماسيون غربيون جلسة المحكمة. وأدان الاتحاد الأوروبي الاعتقالات الجماعية لمؤيدي نافالني، ومن المقرر أن يزور منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، موسكو الخميس المقبل لإجراء محادثات رسمية.

وتعليقا على جلسة المحكمة، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "نأمل ألا يحدث مثل هذا الهراء، مثل ربط مستقبل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي مع نزيل في أحد مراكز الاحتجاز".

قصر بوتين

يتهم السيد نافالني بوتين بإدارة حكومة مليئة بالفساد، ونشر مؤخرا مقطع فيديو على موقع يوتيوب يظهر قصرا فخما على ساحل البحر الأسود، زاعما أنه هدية من أصحاب مليارات روس إلى الرئيس بوتين. وشاهد الفيديو أكثر من 100 مليون شخص.

ولوح بعض المتظاهرين يوم الأحد بفرش مرحاض ذهبية اللون، في رمز لغضبهم إزاء القصر المزعوم.

وقال أركادي روتنبرغ، رجل الأعمال الملياردير المقرب من بوتين، يوم السبت إنه من يمتلك ذلك القصر واشتراه قبل عامين.

وقالت مجموعة المراقبة الروسية إن الشرطة اعتقلت أكثر من 5000 شخص، في احتجاجات مؤيدة لنافالني في 86 مدينة في جميع أنحاء البلاد يوم الأحد الماضي. وكانت الحشود قد تحدت، في عطلة نهاية أسبوع ثانية، البرد القارس والانتشار المكثف لشرطة مكافحة الشغب.

قوات شرطة روسية
Reuters
ساعد أفراد الحرس الوطني الشرطة في إغلاق الشوارع القريبة من المحكمة

ويقضي نافالني بالفعل حكما بالسجن 30 يوما فيما يتعلق بقضية الاختلاس، التي يعتبر أنها ذات دوافع سياسية.

وأمضى المعارض الروسي البارز خمسة أشهر يتعافى من تسمم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، وهو هجوم ألقى باللوم فيه مباشرة على الرئيس بوتين. ونفى الكرملين أي تورط له في ذلك الهجوم، ويشكك في استنتاج الخبراء بأن نوفيتشوك قد استخدم بالفعل.

وفي الأيام الأخيرة، ألقت الشرطة القبض على العديد من كبار مساعدي نافالني، الذين يساعدونه في شبكة مكافحة الفساد التابعة له المعروفة اختصارا باسم FBK.