باريس: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن من الضروري مواصلة الحوار مع فلاديمير بوتين من أجل "السلام والاستقرار في أوروبا" رغم سجن المعارض أليكسي نافالني الذي وصفه بأنه "خطأ فادح".

وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر بالفيديو مع المجلس الأطلسي بُث الخميس "أعتقد أنه خطأ فادح حتى بالنسبة لاستقرار روسيا اليوم".

وسبق أن ندد ماكرون الثلاثاء بإدانة المعارض "غير المقبولة" لأن "الخلاف السياسي لا يمكن أن يمثل جريمة"، ودعا إلى "الإفراج الفوري عنه".

لكن في المقابلة التي أجراها مع المجلس الأطلسي، دافع عن سياسة "إعادة الارتباط" بين الاتحاد الأوروبي وروسيا التي كان يروج لها منذ بداية ولايته التي تمتد خمس سنوات. لأنه، كما أوضح، "من المستحيل إحلال السلام والازدهار في أوروبا، ولا سيما على حدودنا، إذا لم نكن في وضع يسمح لنا بالتفاوض مع روسيا".

وأضاف: "أنا شديد الوضوح. إن قدرتنا على المضي قدمًا والحصول على نتائج ملموسة على المدى القصير ضعيفة جدًا. لكن واجبنا هو الحفاظ على قنوات الحوار هذه أو إعادة تفعيلها وألا نأخذ على عاتقنا مسؤولية وقف الحوار".

وقال "إذا انخرطت باستمرار في الحوار، يمكنك تحقيق بعض النتائج، أو على الأقل تجنب الخلافات الأكثر جدية. سيستغرق الأمر سنوات، وربما عقودًا، لكن علينا القيام بذلك من أجل السلام والاستقرار في أوروبا".

استقبل ماكرون فلاديمير بوتين في المقر الرئاسي في بريغانسون في آب/أغسطس 2019، مثيرًا ردود فعل متباينة من بعض الشركاء الأوروبيين.

من جهة ثانية، دعا الرئيس الفرنسي أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى "توضيح" دور الحلف "في الأشهر أو الأسابيع المقبلة"، داعياً إلى تنسيق أكثر فاعلية بين الأوروبيين والأميركيين لمناسبة وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة بصفته على استعداد للتعامل على نحو أفضل مع هذه القضية من سلفه دونالد ترامب.

ودعا إلى "الحفاظ على تنسيق سياسي قوي مع الولايات المتحدة من أجل تحديد المفهوم السياسي للناتو" و"الحفاظ على قابلية التشغيل المشترك بين جيوشنا".

في نهاية عام 2019، أثار إيمانويل ماكرون جدلًا دوليًا من خلال الحكم على الحلف بأنه كان في حالة "موت دماغي" مع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالتزاماتها في إطاره.

كما أعلن ماكرون أنه "سيدفع باتجاه عقد قمة للدول الخمس (الكبرى) في الأشهر المقبلة" من أجل "محاولة إعادة التقارب بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن"، وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا.

وقال "لقد فقدنا فعالية هذا المنتدى تمامًا في السنوات الأخيرة"، بعدما دعا بلا جدوى إلى اجتماع هذه الدول في عام 2020 بشأن أزمة كوفيد-19.

وقال إيمانويل ماكرون إنه "سعيد جدًا" بالتغيير الأخير في لهجة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يرغب في تطبيع علاقاته مع الأوروبيين بعد شهور من التوتر.

وقال "آمل الآن أن نحصل على نتائج" في سوريا، من خلال "انسحاب القوات التركية من ليبيا" ومن ناغورني قره باغ أو من خلال "خفض التوتر في شرق البحر المتوسط، حيث يبدو أن الوضع يتجه نحو التهدئة".