واشنطن: المتّهم: دونالد ترمب مجددا. لكن عددا من الشخصيات الأساسية في الإجراءات المرتقبة في مجلس الشيوخ تبدّلت هذه المرّة عن تلك التي سلّطت عليها الأضواء في آخر محاولة لعزل الرئيس السابق.
كما أن التهم مختلفة هذه المرة. ففي كانون الأول/ديسمبر 2019 أطلق مجلس النواب إجراءات عزل ترمب بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، لكنه يحاكم الآن بتهمة "التحريض على التمرّد" على خلفية دوره في الهجوم الدامي على مبنى الكابيتول الشهر الماضي.
في ما يلي لمحة عن بعض الشخصيات التي يتوقّع بأن تلعب أدوارا رئيسية في الجلسة المتلفزة المرتقبة الثلاثاء:
المدّعون
كلّفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مجموعة متنوعة من تسعة مشرفين على العزل لتولي القضية -- جميعهم نواب ديموقراطيون ومحامون هم غير الأعضاء السبعة الذين أشرفوا على محاكمة ترمب في المجلس عام 2020.
يقودهم جايمي راسكين، وهو متخصص في الدستور بدأ وضع مسوّدة نص العزل بعد وقت قصير من اقتحام مجموعة متمرّدة الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير.
ويتولّى النائب المتحدّر من ماريلاند أكبر قضية في مسيرته المهنية في وقت يعيش حالة حداد على نجله تومي الذي انتحر عشية رأس السنة.
وقل راسكين لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي "لن أخسر ابني في نهاية 2020 وبلدي وجمهوريتي في 2021".
ومن بين أبرز المشرفين أيضا على الإجراءات ستيسي بلاسكيت (54 عاما)، وهي سوداء البشرة وأم لخمسة أبناء متحدرة من جزر العذراء الأميركية.
وبصفتها من بين أعضاء الهيئة الناخبة من أرض أميركية وراء البحار، لا تحظى بلاسكيت بميّزة التصويت في مجلس النواب وبالتالي لا يمكنها التصويت لصالح عزل ترمب. لكنها أعربت عن تشرّفها بأن يتم اختيارها للمساعدة في القضية ضد الرئيس الذي قالت إنه قام بـ"محاولة انقلاب".
الموالون
لن يكتفي أعضاء مجلس الشيوخ المئة بلعب دور المحلّفين في محاكمة ترمب، إذ كانوا شهودا وضحايا في مسرح الحدث: مقر الكابيتول.
لكن لا يزال لدى ترمب العديد من الموالين، بمن فيهم السناتور المحافظ جوش هاولي عن ميزوري، الذي يتطّلع إلى الرئاسة مستقبلا، والسناتور تيد كروز، الذي كان محاميا دستوريا من تكساس. ويذكر أن السناتورين يدافعان منذ الآن بشدة عن ترمب.
وكانا بين مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوّتوا ضد المصادقة على نتائج الانتخابات في عدة ولايات محددة، حتى بعد الهجوم على الكابيتول. ويحذّران حاليا مما وصفها كروز بأنها محاولة "حاقدة" لإدانة رئيس غادر منصبه.
تشمل المجموعة أيضا السناتور راند بول الذي اتّهم الديموقراطيين بأنهم باتوا يعانون من "اختلال عقلي من شدّة كرههم لترمب".
والأسبوع الماضي، ضغط بول (طبيب العيون السابق البالغ 58 عاما) من أجل التصويت على إلغاء المحاكمة على اعتبار أنها غير دستورية. وفشلت محاولته لكن لم ينضم إلا خمسة جمهوريين إلى تصويت الديموقراطيين لصالح المضي قدما بها، في نتيجة تنبّئ بما سيكون الوضع عليه الثلاثاء.
المنشقّون المحتملون
على اعتبار أن إدانة ترمب تستدعي تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لصالحها، فسيتعيّن على 17 جمهوريا الانشقاق عن صفوف الحزب والانضمام إلى جميع الأعضاء الديموقراطيين ليتحقق ذلك.
يستبعد بأن يتم الوصول إلى هذه العتبة، لكن السناتور ميت رومني صوّت لصالح الإدانة قبل عام بينما قال بات تومي عن ولاية بنسلفانيا علنا إن ترمب "ارتكب مخالفات تستدعي العزل" عبر تحريضه على أعمال العنف التي وقعت.
ويبقى السؤال: هل سينجحون في كسب تأييد المشككين؟ تتّخذ كل من المعتدلتين ليزا موركوسكي وسوزان كولينز موقفا محايدا بينما نُقل عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي لا يزال يحظى بنفوذ واسع في أوساط كتلته، قوله في إحدى الجلسات المغلقة إنه يفكّر في التصويت لصالح إدانة ترمب.
القاضي
يمنح الدستور كبير قضاة المحكمة العليا عادة سلطة ترؤس محاكمة لعزل رئيس في منصبه. لكن نظرا إلى أن ترمب لم يعد في المنصب، اعتذر كبير القضاة جون روبرتس الذي ترأس جلسة 2020.
يترك ذلك السناتور باتريك ليهي (80 عاما)، الذي يعد عضو حزب الأغلبية الذي قضى أطول مدة في المجلس وبالتالي يعد بمثابة رئيسه الموقت، ليتولى المهمة.
ويعد الوضع شائكا بالنسبة للنائب الليبرالي الذي يقوم أيضا بدور محلّف وسط قلق بشأن حالته الصحية إذ شعر بإعياء ونقل إلى المستشفى بعد ساعات فقط على تنصيبه رئيسا للمجلس في 26 كانون الثاني/يناير.
ويذكر أن ليهي شخص دمث مهووس بأفلام "باتمان" حتى أنه ظهر عدة مرّات بأدوار صغيرة فيها، كما أنه مصور هاوٍ.
وهاجمه ترمب خلال تجمّع عام 2018 متهما إياه بالإكثار من تناول المشروبات الكحولية. وقلل ليهي من أهمية التصريحات حينها واصفا إياها بأنها مجرّد "هراء كاذب" ومشيرا إلى أن لا فكرة لديه عن السبب الذي دفع ترمب للاعتقاد بأنه كثير الشرب.
التعليقات