إيلاف من لندن : فيما اتفقت بغداد والرياض على التنسيق في ميدان الدبلوماسية المتعددة الأطراف ولاسيما للمناصب في المنظمات الدولية وتسهيل منح سمات الدخول إلى أراضي المملكة عبر سفارتها في بغداد للمستثمرين ورجال الأعمال، فقد اكد العراق ومجلس التعاون الخليجي عزمهما على تحقيق تعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار والطاقة.

وبحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان آل سعود في الرياض التي وصلها امس في زيارة رسمية، آليّة تعزيز العلاقات بين البلدين وسُبُل تفعيل التعاون في المجالات السياسيّة والاقتصادية والإستثمارية والطاقوية والمسائل الحدوديّة.

كما ناقشا اجتماعات اللجنة التنسيقيّة العليا المُشترَكة بين البلدين وانعكاساتها على الواقع الاقتصاديّ والاستثماريّ وكذلك القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية "بما يسهم في دعم وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة".. وأكّدا على "تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف ولاسيما للمناصب والوظائف في المنظمات الدولية"، كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية الثلاثاء تابعته "إيلاف".
وإضافة الى ذلك، فقد بحث الوزيران سبل الدفع بعلاقات بلديهما "بما يخدم المصالح المشتركة، في إطار دعم الاستثمار والتبادل التجاري وتعزيز مسارات العمل التنموي".. كما ناقشا الأوضاع الاقليمية والدولية وتبادلا الرؤى بشأنها وما تحمله من إنعكاسات على المنطقة مشددين على "ضرورة التوافر على رؤى تعزز الإستقرار وتدعم الحلول التشاركيّة وصولاً الى تحقيق التنمية المنشودة".

وتطرق الوزيران ايضا الى إجراءات تسهيل منح سمات الدخول إلى أراضي المملكة عبر سفارتها في بغداد للمستثمرين ورجال الأعمال العراقيين، فضلاً عن آليات الشروع في تنفيذ هدية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لبناء مدينة رياضية متكاملة في العراق.

مدينة رياضية متكاملة بكلفة 450 مليون دولار للعراق

وكان الملك أعلن في مارس عام 2018 عن إهداء العراق مدينة رياضية متكاملة بكلفة 450 مليون دولار تضم ملعبا لكرة القدم يسع الى 100 الف متفرج تم اقتراح موقعها في منطقة بسماية جنوب بغداد ضمن مشاريع تنموية قررت السعودية تنفيذها في العراق بمبلغ مليار دولار.
يشار الى ان زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان مقررا ان يقوم بها الى السعودية في 20 يوليو الماضي قد تأجلت بسبب دخول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المستشفى. وقال وزير الخارجية السعودي الامير بن فرحان في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" إن "المملكة تقدر اختيار رئيس الوزراء العراقي زيارتها كأول دولة بعد توليه منصبه واحتفاءً بهذه الزيارة البالغة الأهمية ورغبة في توفير كل سبل النجاح لها آثرت قيادتنا الرشيدة، بالتنسيق مع أشقائنا في العراق تأجيل الزيارة إلى ما بعد خروج مولاي خادم الحرمين الشريفين من المستشفى".

ومن جهته، قال المكتب الإعلامي للكاظمي إن "رئيس الوزراء اتصل بولي العهد محمد بن سلمان متمنيا الصحة والعافية للملك سلمان".. موضحا أنه "مع وجود موعد مسبق لزيارة الكاظمي الى السعودية تقرر تأجيل الزيارة الى أقرب موعد ممكن يتفق عليه الجانبان". وفي 27 من الشهر الماضي أكد الناطق باسم مجلس الوزراء العراقي حسن ناظم إن زيارة الكاظمي إلى السعودية ما زالت قائمة.

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية في 18 نوفمبر الماضي عن افتتاح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية بشكل رسمي أمام الحركة التجارية بين البلدين.

العراق والخليجي ..اتفاق تعاون أمني واقتصادي واستثماري

إتفق العراق ومجلس التعاون الخليجي الثلاثاء على تحقيق تعاون في مجالات الامن والاقتصاد والاستثمار والطاقة، فقد حذرا من خطر استمرار الارهاب على استقرار المنطقة.

فقد أكّد وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين خلال اجتماعه في الرياض مع الامين العام للمجلس نايف الحجرف أنّ من أولويّات السياسة الخارجيّة العراقيّة هي توسيع الإنفتاح على مجلس التعاون الخليجيّ لخلق ساحة خليجية واسعة ومُشترَكة من التعاون.

وحذر الوزير من أنَّ خطر الإرهاب على المنطقة لايزال قائماً.. مُشيراً إلى العمليات الإرهابية الاخيرة التي حدثت في العراق والقصف الذي تعرضت له بغداد واربيل، موضحا إنَّ التحقيقات مستمرة من قبل الجهات الأمنية، وستتخذ الحكومة العراقيّة جميع الإجراءات لمحاسبة مرتكبي هذه الأعمال وتقديمهم إلى العدالة.

وشدد على عمق العلاقات الأخوية التاريخية الأصيلة والمتجذّرة التي تجمع العراق مع دول الخليج العربيّة مثمنا المواقف المُعلنة من قبل دول الخليج، ومجلس التعاون الخليجيّ في دعم وحماية سيادة العراق. وأشار الوزير العراقي الى ان سياسة العراق الحاليّة مبنيّة على مبدأ الحوار، والتواصُل، وبناء علاقات جيّدة ومُتوازنة لحلّ جميع المشاكل العالقة، والابتعاد عن استخدام القوة لان هذا يُعقّد الحلول ويهدد الأمن الاقليمي.

من جهته، أكد نايف الحجرف اهتمام مجلس التعاون الخليجي بالعراق منوها الى انهما قد وقعا على مُذكرّات تفاهم عِدّة، داعياً إلى الحرص على الحفاظ على حجم التعاون بين الجانبين، مُعرباً عن ارتياحه لما تشهده العلاقات العراقيّة-السعوديّة من تصاعد، وتنامي حجم التعاون الثنائيّ.. مشيدا بآلية التعاون والتنسيق الثلاثية بين العراق والأردن ومصر.
وشدد الحجرف على دعم المجلس لسيادة العراق، واستقراره، ووحدة أراضيه، ومُحارَبة الإرهاب.. مؤكدا ان دول الخليج لن تتردّد بدعم العراق، وهذه عناصر أساسيّة في مجلس التعاون.

واتفق الجانبان على ضرورة توحيد الجُهُود في إطار مجلس التعاون الخليجيّ، وأهمّية خلق تواصُل بين الفريق العراقيّ والخليجيّ؛ لتفعيل العديد من مُذكّرات التفاهُم. كما شددا على أنّ أمن العراق ينعكس إيجاباً على أمن الخليج، وبالعكس ممّا يعني ضرورة تحقيق التعاون في مُختلِف المجالات، ومنها: الأمنيّة والإستثماريّة والاقتصاد والطاقة.
وتطرّق الجانبان إلى الإجتماعات الأخيرة لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري وضرورة تفعيل آليات العمل العربي ضمن الجامعة، حيث أشار الوزير العراقي إلى ضرورة إعادة سوريّا الى مقعدها ضمن الجامعة العربيّة لتحقيق مبدأ التكامل في العمل والتنسيق العربي.