برلين : اتهمت النيابة الخميس ألمانيا بنقل معلومات حول مجلس النواب الألماني (بوندستاغ) الى روسيا، في قضية قد تزيد من توتر العلاقات الالمانية-الروسية.

والمشتبه به الذي عرفت عنه النيابة باسم ينس اف. "عمل في شركة تم تكليفها مهمات مرات عدة من قبل مجلس النواب الألماني في الماضي".

وتابعت أنه كان على هذا الموظف إجراء فحوصات للأجهزة المحمولة المستخدمة في مجلس النواب لذلك "تمكن من الوصول إلى ملفات بنسق المستند المنقول (بي دي اف) تحوي مخططات ممتلكات" المجلس.

وقالت نيابة كارلسروه في بيان إنه "بين نهاية يوليو وبداية سبتمبر 2017 قرر المشتبه به من تلقاء نفسه نقل معلومات تتعلق بممتلكات البوندستاغ الألماني إلى الاستخبارات الروسية".

وأوضحت أن هذه الوثائق أرسلت إلى موظف في السفارة الروسية في برلين، يشتبه بأنه عضو في الاستخبارات العسكرية الروسية.

وبعد هذا الاتهام قد يحاكم الرجل إذا أعطت المحكمة المختصة الضوء الأخضر لذلك. وقضية التجسس هذه ليست الأولى التي تسمم العلاقات بين روسيا والمانيا.

ميركل نددت بمحاولات القرصنة "الفاضحة"

فروسيا متهمة بالقيام بعملية قرصنة معلوماتية واسعة النطاق استهدفت في 2015 أجهزة كمبيوتر في البوندستاغ ومكتب المستشارة أنغيلا ميركل وكذلك حلف شمال الاطلسي ومحطة التلفزيون الناطقة بالفرنسية "تي في 5 موند".

وحصل قراصنة معلوماتية في موازاة ذلك على بيانات شخصية على خدمة رسائل نصية للمستشارة الالمانية من الفترة الممتدة بين 2012 و 2015.

وميركل التي تسعى رغم كل شيء للحفاظ على الحوار مع الرئيس فلاديمير بوتين نددت بمحاولات القرصنة "الفاضحة" وأكدت أن لديها "أدلة ملموسة" على ضلوع القوات الروسية.

هناك أيضا أشار الألمان الى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي، وهو ما نفته روسيا رسميا. ولائحة الخلافات بين البلدين ازدادت في السنوات الماضية.

وساهم اغتيال جورجي من أصل شيشاني في قلب برلين في أغسطس 2019 في عملية نسبت إلى الاستخبارات الروسية في زيادة التوتر بين البلدين.

وهذه القضية انتهت منذ نهاية 2019 بطرد برلين دبلوماسيين روس احتجاجا على عدم تعاونهم في التحقيق. ويحاكم المنفذ المفترض لهذه الجريمة منذ الخريف في برلين. وترفض موسكو في هذه الحالة أيضا كل الاتهامات الموجهة ضدها.

لكن ما زاد من التوتر في العلاقات في الآونة الاخيرة هي قضية المعارض أليكسي نافالني الذي تلقى العلاج في برلين بعد تعرضه لتسميم ينسبه الى الاجهزة الروسية في الصيف الماضي، وذلك قبل بضعة اشهر من الذكرى الثمانين لاجتياح النازيين روسيا.

وتواصل برلين المطالبة بالافراج عن نافالني، المعارض الأبرز للكرملين، والذي سجن فور عودته الى روسيا في 17 يناير.

من جانب آخر، قامت ألمانيا على غرار السويد وبولندا بطرد دبلوماسيين روس في 8 فبراير ردا على اجراءات مماثلة اتخذتها موسكو ضد دبلوماسيين اتهموا بالمشاركة في تظاهرات دعم لنافالني.

رغم هذه العلاقات المتوترة، تواصل برلين وموسكو الدفاع رغم كل شيء عن مشروعهما المشترك انبوب الغاز نورد ستريم 2، الذي سيربط بين البلدين رغم معارضة الولايات المتحدة.

وتعتبر أنغيلا ميركل التي ستغادر منصبها في نهاية السنة بعد 16 عاما في السلطة، مشروع نورد ستريم بانه "ملف اقتصادي" رفضت الحكومة على الدوام "التدخل فيه" بحسب ناطق باسمها.

وتعمل برلين أيضا على تطوير اللقاح الروسي المضاد لكوفيد-19، سبوتنيك-في في أوروبا. ويمكن أن يشارك مختبر ألماني هو "آي دي تي بيولوجيكا" في انتاج اللقاح الروسي أيضا.

من جانب آخر، تقترح ميركل أن تقوم وكالة الأدوية الألمانية "بدعم روسيا" في طلبها للحصول على الموافقة من الهيئة الأوروبية المختصة، وكالة الأدوية الأوروبية.